الأحد 19 مايو 2024

أزمة كل عام.. هل يمكن تطبيق نظام الثلاث فترات لعلاج تكدس الفصول؟

الكثافة الطلابية في المدارس

تحقيقات17-10-2021 | 23:27

آية يوسف

تواجه بعض المدارس الحكومية مع بداية كل عام دراسي جديد، مشكلة الكثافة داخل الفصول المدرسية وفي ظل جائحة كورونا وتوجهات الدولة بإجراءات التباعد، وتسعى وزارة التربية والتعليم للعمل على حل أزمة كثافة الطلاب في المدارس الحكومية، لذلك أطلقت الوزارة قرار تطبيق نظام الثلاث فترات في المدارس للحد من كثافة الفصول.

وقد واجهت الوزارة أزمة الكثافة خلال السنوات الماضية، بالعمل على رفع كفاءة بعض الأبنية التعليمية "مدارس وفصول"، وإعادة تأهيلها مرة أخرى لاستيعاب الطلاب وخفض الكثافة بها، وبناء 75 ألف فصل جديد في آخر 6 سنوات بتكلفة 24 مليار جنيه.

 

عوائق نظام الثلاث فترات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، إن قرار نظام الثلاث فترات في المدارس لتقليل الكثافة في الفصول دون أن يكون هذا القرار ملحق بإجراءات اخري سيكون مجرد قرار لأنه لن يحقق شئ على ارض الواقع، وأنه في حالة تطبيق هذا النظام سيكون هناك مشاكل وعوائق كثيرة تحول هذا النظام.

وأوضح عبد العزيز، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أنه من ضمن هذه المشاكل أنه سيسبب خلل في المواعيد بين أولياء الأمور الموظفين أبناءهم الطلاب وفي هذا بعد اجتماعي تم التغاطي عنه تماما، كما أن تطبيق نظام الثلاث فترات مع تطبيق المناهج المكتظة التي هى بحاجة إلى جهود كبيرة  في الشرح لن يتم تحقيق الهدف منها، لعدم تكافوء حجم المنهج مع الفترة الزمنية المتاحة.

وأضاف مما يضطر الطالب للجوء إلى الدروس الخصوصية، وهذا يتعارض بدورة مع هدف وزارة التربية والتعليم في منع الدروس الخصوصية، لذلك لن يجدي قرار نظام الثلاث فترات بدون أخذ إجراءات اخري موازية له، لذلك ينقص القرار دراسة متأنية للمجتمع وللمناهج التي يتم دراستها وأيضا المعلمين وتأثير هذا القرار عليهم بما لا يعوق من كفاءتهم.

وأشار إلى أن الوزارة تعاني من نقص في كوادرالمعلمين، وبالتالي إذا قامت بضغط المعلمين على الثلاث فترات لن يكون المعلم في الفترة الثالثة بنفس كفاءته في الفترتين السابقتين، لذلك القرار لم يدرس على على أرض الواقع حتي الأن مما يصعب تنفيذة فعليا.

عيوب نظام الثلاث فترات

ومن جانبها، قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، إن الجدول المقرر لنظام الثلاث فترات في المدارس سيكون عبر تقليل زمن الفترتين الأولى والثانية لإتاحة فترة ثالثة للمدرسة بحيث لا يخرج الطلاب في وقت متأخر من اليوم الدراسي، مما سيساعد ويسهم في تخفيف كثافة الفصول وتوزيع أعداد الطلاب على هذه الفترات.

وأوضحت بثينة عبد الرؤوف، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن هناك عيوب في هذا النظام أبرزها أن وقت الدراسة سيقتصر على 4 ساعات يومية فقط، وبالتالي سيتم حذف الأنشطة المدرسية للطفل التى تم تطوير المنهج الأساسي ليتناسب مع تلك الأنشطة، كما أن في ذلك إهدار للعملية التعليمية.

وأضافت أن وزارة التربية والتعليم تعاني من نقص في كوادر المعلمين، ومع تقسيم المدارس لفترات سيزيد من المشكلة، للعجز عن توفير عدد المعلمين لهذه الفترات، وفي حالة ضغط المعلمين لسد احتياجات كل الفترات لن يكون المعلم في أخر فترة بنفس كفاءتة في الفترة الأولى من الفترات الثلاثة.

وأشارت أنه مع هذا النظام أخشي أن يؤثر ذلك على حضور طلاب الفترة الثالثة، ورغم مساهمة هذا النظام في تقليل كثافة الفصول إلا أنه كان هناك حلول أخري لتقليل الكثافة، منها بناء مدارس بعدد فصول أكبر لإستعاب أكبر عدد من الطلاب.

وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه تم توجيه المدارس لخفض الكثافات الطلابية تحقيقا للتباعد بين الطلاب وتطبيقا للإجراءات الاحترازية والوقائية بسبب فيروس كورونا.

وأوضحت الوزارة، أن هناك حلولا تطبقها المدارس لتحقيق التباعد بين الطلاب، منها استغلال الفراغات الموجودة بالمدرسة وتحويلها إلى فصول دراسية بعد تجهيزها بالمقاعد المطلوبة، إضافة إلى  تقسيم حضور الطلاب إلى فترات بعد موافقة مدير المديرية ووفقًا لظروف كل محافظة، حيث تلجأ المدارس إلى نظام الفترتين لتقليل الكثافات الطلابية وفى حالة عدم انخفاض الكثافة يمكن للمدرسة أن تقسم حضور الطلاب إلى 3 فترات دراسية.