كثيراً ما تأتينا أسئلة من مرضى القلب عن مدى إمكانية القيام بممارسة الرياضة، خاصة أن هناك مفهوما شائعا يؤكد أن المصاب بالقلب يجب أن يُربط فى السرير ويُمنع من الحركة حتى من تحضير كوب شاي.! تلك المعلومات الصحية خاطئة 100% وعلينا تجنبها حيث يجب أن نعلم أنه بالرغم من أن بعض الرياضات ضارة لمرضى القلب إلا أن هناك رياضات أخرى نافعة ومفيدة جداً لهم، لدرجة أنه ينصح بها، وذلك يعتمد فى المقام الأول على نوع المرض وشدة الإصابة به. فعلى سبيل المثال: المرضى الذين يعانون من الارتفاع فى ضغط الدم أو ضيق بسيط فى الشرايين التاجية أو قاموا بتركيب صمامات القلب فجزء لا يتجزأ من علاجهم ممارسة الرياضة، والرياضة المسموح بها لهم هي الرياضة الحركية مثل: المشي والجري والدراجات والسباحة، لأن تلك الأنواع من الرياضات تساعد فى توسعة الشرايين بشكل طبيعي دون أي تدخل طبي، وبالتالي اكتساب صحة جيدة مع الوقت بشرط تنظيم الأكل والمحافظة على الوزن من الزيادة، فى حين يمنع من ممارسة الرياضات العنيفة مثل: رفع الأثقال. أما بالنسبة لمرضى جلطة القلب الحديثة أو الذبحة الصدرية غير المستقرة فهم ممنوعون تماماً من ممارسة الرياضة، وبالتالي إذا أصيب شخص بجلطة فى القلب وتوجه للمستشفى لأخذ الدواء المذيب للجلطة أو قام بعمل قسطرة ودعامة يجب عليه الالتزام بالراحة، حيث يسمح له بالحركة البسيطة فى حدود دخول الحمام والوضوء والصلاة، ولكن يمنع من ممارسة الرياضة تماماً فى غضون من 4 إلى 6 أسابيع على الأقل حسب حالته وإرشادات الطبيب المعالج، وبعد مرور فترة النقاهة يُسمح له بممارسة الرياضات الخفيفة مثل: المشي 3 مرات على الأقل أسبوعيا، حيث يقطع فى المرة الواحدة من 3 إلى 4 كيلومتر فى غضون 30 دقيقة، وتلك هي الرياضة المفيدة للقلب حقاً وليست كما يقوم به أغلب الناس وهو المشي لمدة ساعتين أو أكثر فى الأسواق أو لمشاهدة الموديلات الجديدة فى المحلات معتقدين بذلك أنهم مارسوا الرياضة، وبالتالي فالرياضة المفيدة للقلب هي المشي السريع الذي يمكنك من قطع مسافة 3 كيلومتر فى مدة لا تزيد على 30 دقيقة، مع ارتداء حذاء مريح وبالتالي يعني أنك بذلت مجهودا أدى إلى حرق الدهون وزيادة الدورة الدموية بالجسم. أما بالنسبة لمرضى صمامات القلب ينصح لبعضهم بالمشي والحركة الخفيفة، فى حين يمنع نهائياً المصابين بضيق شديد فى صمامات القلب من ممارسة الرياضة وتجنب المجهود العضلي الزائد، وبالنسبة للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الشريان الرئوي ويعانون من إعياء شديد فهم يُمنعون من ممارسة الرياضة باستثناء رياضة المشي فقط. ويمنع مرضى القلب بشكل عام من ممارسة الرياضات التي تعتمد على المنافسة بين فرق أو أفراد مثل: شد الحبل والسباقات بأنواعها لأنها تعتمد على مجهود كبير، لا ينصح به لمرضى القلب حفاظاً على صحتهم. وفى النهاية نوضح للقارئ ونؤكد له أن الرياضة مفيدة لمرضى القلب وليست ضارة كما هو متداول، ولكن كل شيء له قواعد تحكمه، حيث تعتمد وتختلف تلك القواعد حسب حالة كل مريض من جهة نوع الرياضة المسموحة، وكيفية ممارستها، وما هو الوقت والمدة المناسبة لذلك، وبناءً على ذلك نؤكد على مرضى القلب المتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج واتباع إرشاداته الخاصة بمواعيد العلاج ومستوى النشاط المناسب ونوع الرياضة المتاحة دون السماع للآخرين، لأن كل حالة لها وضعها وظروفها الخاصة التي تختلف عن الحالات الأخرى، ونتمنى دائماً للجميع التمتع بالصحة والعافية.