هذه واحدة من خطايا العادات والتقاليد البالية. عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، نتحدث هنا عن مخاطر ما يُسمى بــزواج الأطفال، فالزواج المبكر ينتهك العديد من الحقوق الخاصة الفردية مثل الحرمان من الحق فى التعليم والحق فى الحماية من العنف والاعتداء الجسدي أوالإيذاء أوالإصابة والقهر العقلي والإذلال النفسى أوالاغتصاب والاستغلال الجنسي فى بعض الأحيان، وبالطبع تزداد احتمالية انهيار الزواج والطلاق بسبب صغر السن والجهل وعدم القدرة على التكيُّف، عن هذه العادة الخاطئة يدور حديثنا فى هذا التحقيق مع المتخصصين. فى البداية تقول الدكتورة آمال زكى مستشار برنامج وعى للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن الاجتماعى ووكيل وزارة الصحة سابقا: أضرار هذا النوع من الزواج كثيرة، ومنها أضرار اجتماعية حيث يُحرم الأطفال من التعليم والزوجة تكون طفلة لم تعش طفولتها بعد ولا تستطيع تحمل أعباء المنزل ومتطلبات الزوج بالإضافة إلى عدم إدراكها وتفهمها للعلاقة الزوجية، مما يؤدى إلى تولد العنف بين الزوجين فتحدث مشاكل تنتهي بالطلاق. علاوة على أن هذا الزواج غير موثق، وبالتالى ليس للطفلة أية حقوق، موضحة أنه حين تنجب هذه الطفلة من الممكن ألا يعترف الزوج بذلك الطفل، وبالفعل هذا حدث ما يؤدى إلى تسجيل الأطفال باسم الجد فيتحول الطفل لأخيها وليس ابنها، مما يؤدى إلى خلط الأجناس. وهناك مشكلة أخرى وهى إذا توفى الزوج قبل توثيق عقد الزواج ففى هذه الحالة لا يكون لها معاش أو ميراث أو أية حقوق ومن الممكن ألا يعترف أهل الزوج بالمولود . الدكتورة آمال زكى توضح أن هناك مضاعفات صحية كبيرة لهذه الزيجات، فالطفلة تكون ضعيفة وهزيلة ونموالجسم لم يكتمل بعد وفى أوقات كثيرة يحدث إجهاض فى الشهر السادس، ولا يكتمل الحمل نتيجة صغر حجم الحوض وضعفه وضيقه وإذا اكتمل الحمل تضع طفلها فى الشهر السابع ويكون فى بعض الأحيان طفلا غير طبيعى ويحدث لها نزيف بعد الولادة، فنحن فى غنى عن كل ذلك، ولنا أن نعلم أن ثلثي وفيات الأمهات تكون فى هذه السن أي أقل من 18 عاما بسبب الحمل والولاة . وتوضح أن الدولة تتدخل بحسم لوقف هذه الظاهرة، وهناك عقوبات قانونية جازمة للحد منها لكل من يشترك فى هذه الجريمة، وهو ما تكمله الجمعيات والجهات الأهلية من خلال العديد من الأنشطة لتوعية الأهل والفتيات بأضرار هذه الزيجات وبالأخص فيما يتعلق بالناحية الصحية. الدكتور نصر نصار استشارى أمراض النساء والتوليد والعقم يقول: إن زواج الفتاة فى السن المبكرة قبل عمر الثامنة عشر فى مرحلة المُراهقة التي تبدأ فيها الشخصيّات بالتكوين واستكشاف الحياة وقبل النضج الجسمانى والنفسى والعاطفى يسبب ضررا صحيا ونفسيا بالغين للفتاة وأضرارا أخرى مثل الجهل نتيجة التسرب من التعليم والفقر الدائم لعدم حصولها على مؤهل أو خبرات مؤهلة للعمل مؤكدا أن حمل المراهقات القاصرات (الأطفال) سبب مهم للمرض والوفاة للفتيات على مستوى العالم. ويرى أن الحمل المبكر فى عمر المراهقة أو الطفولة غالباً ما يؤدى إلى مضاعفات كثيرة لها وللجنين وكثيرا ما تكون هذه المضاعفات خطيرة مهددة للحياة لكليهما، فبالنسبة للأم قد تعانى من ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل والتشنجات وكذلك الأنيميا وأيضاً الاكتئاب وناسور الولادة وغيرها. ويوضح أنه بالنسبة للجنين فهو أكثر تعرضا للولادة المبكرة نتيجة مضاعفات الحمل للأم القاصر (الطفلة) وكذلك صغر وزن وحجم الجنين وتعرضه للمخاطر والتكلفة العالية بالحضانات ولذلك ترتفع نسبة وفيات الأجنة والمولودين للحوامل المراهقات القاصرات، بالإضافة إلى صعوبة فى التربية المثالية للأطفال لعدم نضج الأم المراهقة، كما أن حمل المراهقات القاصرات (الأطفال) سبب مهم فى زيادة نسبة التضخم السكاني للدولة بما يحمله من مشاكل اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وسلوكية وتعليمية. ويحذر د. نصر نصار من أن زواج المراهقات القاصرات ( الأطفال ) يؤدي إلى نتيجة سلبية أخرى وهى دخول الطفلة المراهقة المتزوجة مبكرا إلى عالم وسائل منع الحمل الهرمونية والموضعية بكل ما لها وما عليها مزودة بالجهل وعدم النضج وعدم الاكتراث، وبالتالي تواجه أضرارا فى حياتها مبكرا نحن فى غنى عنها ومن الحكمة تجنبها، ويختتم كلامه بالقول إن زواج الأطفال يؤدي إلى التعرض للعنف الأسرى حيث إن نسبته تزداد من قِبَل الزوج.