9-8-2022 | 13:08
كتبت: نفيسة سعيد
يعتقد البعض أن عدوى بعض الأمراض مثل (الهربس، السيلان، الإيدز، الزهري، الفيروس الحليمي) تنتقل عن طريق العلاقة الحميمة فقط، ولكن منها ما ينتقل عن طريق مشاركة الطرف الآخر في استخدام المستلزمات الخاصة به، ومنها ما ينقل للجنين عند الولادة عن طريق بلع المياه المحيطة به .. كل هذا وأكثر .. نوضحه في هذا التحقيق.
يؤكد الدكتور حسام حسني عوض أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة والعقم والأمراض الجنسية والتناسلية كلية طب- قصر العيني- يوضح أنه ليس شرطا أن تنقل العدوى عن طريق العلاقة الحميمة، فيمكن أن تنتقل عن طريق الدم من خلال تناول حقنة ملوثة، أوعن طريق الملامسة أو استخدام أدوات المريض الخاصة.
وعن الأمراض التي تكمن خطورتها في العدوى: نتحدث عن الإيدز والسيلان والسنط التناسلي، فهذه الأمراض يمكن انتقالها بين الزوجين عن طريق الجهاز التناسلي أو التعامل بالتلامس، كما يوضح أننا دائما في حالة الإصابة ننصح المريض أو الطرف المصاب بالتوجه السريع للطبيب المختص؛ لأخذ كل الاحتياطات حتى لا يتم نقل العدوى للطرف الآخر أو الأولاد والتوقف عن الجماع حتى تظهر نتيجة التحاليل، وإن لزم الأمر يستخدم الواقي الذكري رغم أننا كأطباء ذكورة لا نفضل ذلك .
ومن الضروري تجنب الجروح ولاسيما الجروح الجلدية، وعدم استخدام أدوات المريض الخاصة مثل: فرش الأسنان وماكينة الحلاقة ومقص الشعر وقصافة الأظافر، كل هذه الأدوات يجب عدم استخدامها إلا لشخص واحد فقط؛ لتجنب نقل العدوى، حتى وإن لم تكن هناك إصابة يجب عدم استخدام هذه الأدوات لأكثر من شخص، كل هذا مع التوعية اللازمة وإعطاء التعليمات للمريض كلا حسب نوع المرض المصاب به، وقوة خطورته وطريقة انتقاله.
في نفس السياق تؤكد الدكتورة ابتهاج شفيق استشاري النساء والتوليد ورئيس قسم النساء بمستشفى الجلاء على أن أمراض التهاب الجهاز التناسلي للمرأة ثلاثة أنواع من الالتهابات والفطريات والبكتيريا والفيروسات، وبالنسبة للنوع الأول وهو الالتهابات مثل ( السيلان، الزهري، الكلاميديا، التهاب الكبد الوبائي) كل هذه أمراض مسببة للالتهابات والفطريات وأحيانا توجد في مهبل المرأة، وبالتالي يسهل انتقال العدوى للرجل أثناء العلاقة الحميمة، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل يمكن من خلال العلاقة تصعيد هذه الالتهابات أو الفطريات للجهاز التناسلي للمرأة.
كما تشير الدكتورة ابتهاج إلى أن السيدة بعد الولادة أو في حالة الإجهاض مع ضعفها ونزول كمية غزيرة من الدم، يكون الرحم مكانا خصبا للتلوث وانتشار الميكروبات، وأحيانا تؤدي إلى حمى النفاس؛ ولذا دائما نقدم يد العون والوعي اللازم لأن البعض يكون مصابا ولا يشعر بأي أعراض.
كما تضيف أن مرض مثل السيلان يزيد في السيدات بنسبة من (1-10% ) في البلاد النامية، أما مرض الكلاميديا يزيد في السيدات الحوامل بنسبة من ( 2-3 %)في البلاد المتقدمة، وذلك بسبب الإهمال وعدم الوعي بمشاكل هذه المرحلة.
أما البكتيريا موجودة بطبيعة الحال في مهبل المرأة، وهناك نوع يسمى (الفاجينوسيس) وهذا يحدث نوع من أنواع الالتهابات، والذي ينتقل للرجل عن طريق العلاقة الحميمة.
أما الفيروسات فهناك التهاب الفيروس الحليمي، وهناك دول مثل أمريكا يتم تطعيم المرأة ضد هذا الفيروس في بداية الحياة الجنسية لها ..أما في مصر فنحن نعطي تطعيما ضد فيروس الحليمى للسيدة في بداية الزواج حتى لا تحدث مشاكل أثناء الحمل للجنين.
أما الهربس نوعان، الأول: يصيب الجنسين ويصيب المنطقة الموجودة فوق السرة، وأحيانا يصيب منطقه الفم ..أما النوع الثانى يصيب السيدات في المنطقة الموجودة تحت السرة ويمتد للجهاز التناسلي الخارجي ويظهر على شكل بثور، وفي الحالتين تنتقل العدوى للرجل سواء عن الطريق الملامسة أو القبلات لو كان بالفم أو المعاشرة الزوجية .
كما تضيف أن الإيدز مرض ينتقل أيضا خلال العلاقة الحميمة وهو أخطر الأمراض في المضاعفات، ومن المعروف أنه مرض مناعي صعب علاجه، ولاسيما لو أصيبت به السيدة، وخصوصا وقت الحمل بسبب ضعف المناعة، ومن المعروف أن هذا المرض يتم نقله من الزوج للزوجة وليس العكس، وليست بالضرورة أن يكون الرجل قد أجرم في حق نفسه ولكن أحيانا ينتقل عن طريق تناول حقنة ملوثة .
الأعراض
توضح الدكتورة ابتهاج شفيق أن أعراض الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى عبارة عن هرش وإفرازات أحيانا يكون لونها أبيض وأحيانا تحمل ألوانا أخرى وتكون هناك رائحة لهذه الإفرازات.
وهنا ننصح السيدات عندما يلاحظن أي عرض من الأعراض الغريبة عليهن التوجه للطبيب المختص، لأنه الوحيد الذي يكتشف الحالة وعندما يتم علاجها بالطريقة الصحيحة نقلل من المخاطر .
كما تنبه إلى أن مرض مثل السيلان يصيب الرجل والمرأة، ولكنه أصعب في علاجه وآلامه في المرأة أكثر من الرجل، وأعراضه عند السيدات: التهاب في المثانة والحوض وأن تأتي الدورة الشهرية بآلام مبرحة، وإذا استمرت الحالة دون علاج سريع قد يؤدي إلى عقم، وإذا أصيبت به المرأة أثناء الحمل يمكن أن يؤدي لمشاكل تصل للجنين؛ ولذا ننصح المرأة بالاهتمام قبل الحمل وأثنائه والوقاية من أي عدوى لأن وقت الحمل تكون مقاومة الحامل ضعيفة لا تتحمل مثل هذه المشاكل، وغير مسموح لها بأخذ الكثير من الأدوية.
المضاعفات
تؤكد الدكتورة ابتهاج أن الأمراض السابق ذكرها إن لم يتم اكتشافها بسرعة وعلاجها بطرق سليمة تحت إشراف طبيب مختص سوف تؤدي إلى مضاعفات منها: العقم عند الرجل عن طريق انسداد في الحبل المنوي له الذي يوصل السائل للخارج لكي يتم الحمل...أما المضاعفات التي تصيب السيدة تكمن في أنها قد تصل إلى الأنابيب وتؤدي إلى العقم، وإذا حدث ذلك في أنبوبة واحدة وحدث حمل بها يعتبر حمل خارج الرحم، وهذه مشكله طبية كبيرة.
والفيروس الحليمي تؤدي مضاعفاته إلى السرطان، والالتهابات تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، وأحيانا تؤدي إلى حمى النفاس، كما أن مرض السيلان والزهرى يؤثران على الجنين في بطن أمه وتبقى الإصابة معه منذ سن الطفولة وحتى في الكبر .
أما الكلاميديا فتؤدي لمشاكل كبيرة للجنين حتى لو تمت الولادة في مواعيدها المحددة فهي تصيب الجنين بالتهابات الكبد والطحال، وإصابة الأم بالفيروسات قد تصيب الطفل عند الولادة بالعمى وتأخر في النمو وأحيانا التهاب رئوي ... وفى حالة إصابة الأم بفيروس الحليمى أو الهربس تكون هناك مضاعفات حتى وإن كانت الولادة طبيعية، حيث قد تنتقل العدوى للجنين.