بعد الزواج تنتظر كل سيدة خبر حدوث الحمل بفارغ الصبر،ويحدث في بعض الأحيان أن يتأخر الحمل عند بعض السيدات،أويحدث الحمل ولكنه يجهض وبعد الفحص يكتشف الطبيب بأن السبب في عدم اكتمال الحمل يعود إلى مرض هذه السيدة بأحد الأمراض المناعية والمسمي بالأجسام المضادة للحمل والتي تتعامل مع الجنين علي أنه مرض لابد مهاجمته والتخلص منه فيترتب علي ذلك حدوث الإجهاض .. فما هي الأجسام المضادة وما مسئوليتها عن العقم أو إجهاض الحمل؟
تشرح لنا الدكتورة دعاء الديب استشاري أمراض النسا والتوليد أن الحمل يعتبرعملية فسيولوجية تتم عند إخصاب البويضة بحيوان منوي ينتج عنه عدد من الخلايا التي يخلق منها الجنين،هذه الخلايا في الطبيعي يتعايش معها الجهاز المناعي للمرأة الحامل وهذه معجزة من معجزات الله عز وجل في خلقه،ولكن في بعض الأحيان يحدث خلل ما في الجهاز المناعي فيتم التعامل مع الجنين خلال الفترة الأولى من الحمل على أنه جسم غريب وينتج عدد من الأجسام المضادة التي بدورها تهاجم الجنين وتسبب الإجهاض.
هذه الأجسام المضاده تقوم بصنع مركبات تقوم بدورها بسد ثغرات في الأوعية الدموية أو المشيمة فتقلل الدم الذي يضخ للجنين وتسبب وفاته أو توقف نبضه،وعادة ماتسبب الأجسام المضادة الإجهاض في الأسابيع الأولي من الحمل قبل ظهور نبض الجنين في الأسبوع الرابع والخامس،وفي بعض الأحيان تكون بعد ذلك وتسبب وفاة الجنين أو نقص وزنه ونموه وتكون سبب في الولادة المبكرة.
و هناك أسباب عديدة لوجود هذه الأجسام المضادة وأهمها:
- خلل في الجهاز المناعي للحامل.
- إختلاف فصائل الدم بين الأم والجنين مثال الأم التي تحمل فصيله دم .Rhسالب
- أجسام مضادة للغدة الدرقية.
- مضادات الكارديوليبن.
-أجسام مضادة نتيجة التهابات المفاصل وغيرها من الأسباب التي تسبب خلل الجهاز المناعي ويبدأ في مهاجمه الجنين.
وهناك بعض الفحوصات التي يجب إجراؤها في حالة حدوث إجهاض متكرر وهي البحث عن وجود أجسام مضادة أم لا ومنها:
- مضادات الكارديوليبن والفوسفوليبيد.
- مضادات الغدة الدرقية.
- نوع فصيلة الدم.
ولهذه الأجسام تأثيرآخر فبجانب الإجهاض المتكرر أو موت الأجنة أو الولادة المبكرة كما ذكرنا،فقد يتسبب وجود هذه الأجسام حدوث العقم،حيث من الممكن وجود هذه الأجسام بالسائل المنوى للزوج والتي تمنع حدوث الحمل والعكس صحيح فيمكن أن توجد بنواة البويضة للأم وتمنع الحمل أيضا،وبكل أسف فهذه الأجسام المضادة سبب من أسباب فشل الحقن المجهري إما أثناء مرحلة الحقن أو بعد زرع البويضة .
وهناك مايسمي بمتلازمة الأجسام المضادة للفسفولبيد:وهي مرض من أمراض المناعة الذاتية التي تسبب انسداد للشرايين والأوردة،في هذه المتلازمة ينتج الجهاز المناعي أجسام مضاده للدهون الفوسفاتية وهي الطبقه المبطنه للخلايا.
ويوجد منها نوعان أولي بدون أي أمراض مصاحبة أو ثانوي مع وجود أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة الحمراء وغيرها،وتتسبب في حدوث إجهاض متكرر،وفاة الجنين،ولادة مبكرة،جلطات للأم.
وعلاج الأجسام المضادة للحمل يكون عن طريق استخدام دواء يقلل من نشاط الصفائح الدموية أو الحقن المسيلة الجزئي أو استخدام الكورتيزون أو عمليات فصل البلازما
ويجب إجراء تحليل لهذه الأجسام في دم الأم مرتين علي الأقل بينهم حوال ٣ شهور.