الأحد 28 ابريل 2024

جرس إنذار ... الأطفال .. فى مصيدة الهواتف الذكية!

جرس إنذار ... الأطفال .. فى مصيدة الهواتف الذكية

8-7-2023 | 13:28

أحمد عبدالعزيز
قد يستمتع طفلك بمشاهدة فيلم أو لعب لعبة فيديو أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الذكية قد يكون له تأثير سلبي على صحته الجسدية والعقلية. حيث تزيد هنا المشاكل النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا والأجهزة الذكية حيث يظهر الاكتئاب والقلق، ويمكن أن يقلل الاستخدام المفرط من شعور الطفل بالثقة بالنفس، والرضا عن الحياة والاستقرار العاطفي، مما يُؤثر سلبًا على مستقبله وطريقة تفكيره. الدكتورة لبنى الشباسى استشارى الأمراض النفسية توضح أضرار الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية سلبًا على صحة الأطفال الجسدية والعقلية في عدة عناصر. الانعزال الاجتماعي: إن قضاء وقت أطول على الهاتف مقارنة بالتفاعل وجهًا لوجه مع الأشخاص والبيئة الخارجية يعيق تطور مهارات الطفل الاجتماعية، وهذا قد يُسبب الانسحاب والعزلة الاجتماعية لديه القدرات العقلية: بينت الدراسات أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية قد يؤثر سلبًا على القدرة العقلية والتطور الذهني للطفل إذ قد يُقلل من الأداء المعرفي وفرص الاستيعاب والتعلم، وهذا يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإدمان عليها وإرسال الرسائل ومشاهدة التليفزيون أثناء أداء الواجبات المنزلية وخلال الفصل الدراسي. تُقلل من النشاط البدني: إذ قد يقضي الطفل الكثير من الوقت أمام الشاشات والأجهزة الذكية وعادةً خلال هذه الفترة يبقى جالسًا لساعات طويلة دون حركة أو نشاط، مما سيُؤثر سلبًا على لياقته البدنية، كما قد يسبب إصابتهم بالسمنة التي تؤثر في نفسيتهم أيضًا. آلام الظهر والمفاصل: خاصةً إذا كان الطفل يجلس في وضعية خاطئة لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة الذكية؛ فهذا سيجعله يعتاد على الجلوس بهذه الطريقة؛ حتى عند عدم وجود الأجهزة الذكية، الأمر الذي قد يزيد من خطر إصابته بمشاكل في الظهر والعضلات. مشاكل في الرؤية: إن قضاء وقت طويل أمام الحاسوب المحمول والأجهزة الإلكترونية الأخرى قد يؤدي إلى إصابتهم بضعف في الرؤية، وجفاف وإجهاد بالعين، وذلك بسبب الإضاءة الشديدة والتحديق المستمر في هذه الشاشات. مشاكل النوم: يميل الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية بكثرة إلى الشعور بالتوتر وعدم القدرة على الاسترخاء، وهذا يزيد من فرص إصابتهم بالأرق والحرمان من النوم، مما سيُؤثر على قيامهم بالأنشطة اليومية، وقد يعانون من فقدان الطاقة، والشعور بالخمول وعدم القدرة على التركيز. الإصابة بالعدوى أو الحوادث: فقد بينت إحدى الدراسات أنّ الأجهزة الذكية قد تكون مرتعًا للجراثيم والبكتيريا، لذا فإن استخدام الأجهزة بكثرة قد يسبب انتقال هذه الجراثيم للطفل، وبالتالي إصابته بالعدوى والمرض، كما يمكن أن يؤدي النظر إلى الأجهزة الإلكترونية أثناء القيام بأشياء أخرى مثل المشي إلى سقوط الطفل أو اصطدامه بشيء ما، وهذا سيُعرضه للإصابات. و يوصى بعدم السماح للأطفال دون عمر سنتين بالجلوس على الأجهزة الذكية إطلاقًا، وفي حال كان عمر الأطفال أكبر من سنتين؛ يُفضل ألا يُسمح لهم بالجلوس على الأجهزة الذكية لمدة تتجاوز الساعتين. ويُمكن أن تُساعد النصائح الآتية في التقليل من المخاطر عمومًا: - حدد للأطفال المدة التي يقضونها على هذه الأجهزة؛ فهذا سيُساعدهم على تجنب قضاء مدة طويلة أمام هذه الأجهزة دون وعي. - ضع قوانين لاستخدام هذه الأجهزة، ولكن تجنب أن تكون صارمة للغاية. - ابحث عن أنشطة يُمكن للعائلة القيام بها؛ فقد يكون سبب استخدامهم لهذه الأجهزة هو الملل. - علّم طفلك القيام بهواية يفضلها كالرسم والتلوين مثلًا، أو قراءة الروايات. في ذات الوقت، يقول الدكتور أيمن العزونى استشارى الأمراض النفسية: إن تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال قد يؤدي إلى إصابتهم بالسمنة، حيث يجلس الطفل لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة دون أن يدري لأنه يشعر بالمتعة، وحينما يشعر بالجوع، يتناول الحلوى والأطعمة السريعة. كما أن هناك ارتباطا وثيقا بين الإصابة بالسمنة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وهناك العديد من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الدماغ، وذلك نتيجة الأشعة الكهرومغناطيسية التي تصدر عن هذه الأجهزة، والتي يقوم الجسم بامتصاصها، وبالتالي تسبب آلام الرأس المزمنة، والتوتر، وزيادة الانفعالات، والإصابة بالتوتر والإحباط. القيام بسلوكيات خاطئة: يأتي الكذب في مقدمة السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تسببها الأجهزة الإلكترونية، حيث يضطر الطفل للكذب من أجل البقاء لفترات طويلة أمام الجهاز. ويعاني الأطفال في سن المدرسة الذين يجلسون أمام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة من مشاكل في التعليم أكثر من غيرهم، وذلك نتيجة قلة النوم، وبالتالي انخفاض مستوى التحصيل المدرسي، وكذلك عدم الرغبة في المذاكرة وكثرة السرحان أثناء تلقي الدروس. ويعد العنف من أبرز أعراض الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو، حيث يمكن أن يؤدي التعرض لمشاهد عنيفة أو اللعب التي تعتمد على العنف إلى جعل الأطفال غير حساسين تجاهها، وفي النهاية، قد يستخدمون العنف لحل المشكلات. ويقدم الدكتور أيمن العزوني هو الآخر نصائح للوقاية من أخطار الهواتف الذكية: - إيجاد بدائل للطفل لا يمكن منع الطفل من الجلوس أمام الأجهزة اللوحية دون أن تجد الأم بدائل للطفل حتى يخرج طاقته ويستمتع بوقته، ويكون ذلك من خلال اللعب مع الطفل أو توفير أدوات تساعده في عمل صناعات يدوية ليبدع فيها، بالإضافة إلى أنشطة أخرى مثل قراءة قصص ورقية أو الرسم وغيرها من الأنشطة المفضلة للأطفال. - تخصيص وقت لممارسة الرياضة يجب تخصيص وقت لممارسة الرياضة يومياً، فكم هي مهمة لصحة الطفل وتساعده في إخراج طاقته بطريقة صحيحة، كما تضمن الحفاظ على النمو السليم للجسم والوقاية من السمنة، ويمكن ممارسة الرياضة في المنزل أو أخذ الطفل في حدائق مفتوحة لممارسة التمارين الرياضية أو المشي. - الحرص على الجلوس مع الطفل ينبغي على الأسرة أن تحدد وقتاً للجلوس مع بعضها البعض، ويتشاركون في اللعب وتبادل الحديث، ويقوم كل فرد منهم بالتحدث عن يومه ليعتاد الطفل أن يحكي مختلف المواقف الخاصة به ويشاركها مع أهله. - كن قدوة لطفلك: يجب أن يكون كل من الأب والأم خير قدوة لأبنائهم، لأن الآباء هم مرآة الأبناء، ولا يمكن أن نطلب من أبنائنا أن يمتنعوا عن الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية أو تقنين وقت استخدامها، ونحن لا نفعل ذلك.