22-7-2023 | 09:00
أحمد فاخر
قفزات في الصدر ورجفة شديدة من الشعور بتوقف القلب أحياناً، يحدث ذلك في مختلف الظروف والأوقات دون سبب مباشر، تلك أعراض الإصابة بالرجفان الأذيني، فما هو وما هى كيفية الوقاية منه ؟
يبدأ الدكتور ياسر النحاس أستاذ جراحة القلب والصدر حديثه بتفسير أن القلب يتكون من أربع غرف وهم الأذين الأيمن والأيسر والبطين الأيمن والأيسر، وينقبض القلب بناءً على إشارات كهربية تصدر من العقدة الجيبية الأذينية الموجودة أعلى الأذين الأيسر لتحفيزه على الانقباض، حيث ترسل الإشارات الكهربية أولاً للبطين الأيمن والأيسر ثم إلى البطين الأيمن والأيسر بعد مرورها من العقدة الأذينية البطينية في منتصف القلب، لأنه في حالة انقباض كل من الأذينين والبطينين في نفس الوقت يؤدي ذلك إلى مشاكل كبيرة تمنع تدفق الدم من الأذينين إلى البطينين، وإذا كان معدل النبض في البطينين يتساوي مع الأذينين لا يسمح ذلك بامتلاء البطينين بكمية مناسبة من الدم، مما يضعف قدرة القلب على ضخ كمية كافية من الدم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بالجسم، وبالتالي فشل عضلة القلب، لذلك يجب أن تكون ضربات البطين متأخرة وأقل من ضربات الأذين بحيث لو فرضنا أن عدد ضربات الأذين 160 ضربة في الدقيقة يكون البطين 110 فقط.
وفي حالة الرجفان الأذيني يحدث خلاله انقباض سريع للأذينين بحيث تبدو جدران الأذينين كأنها تهتز بشدة بدلاً من الانقباض الطبيعي، وبالتالي نسبة الإشارات الكهربية التي تنتقل للبطينين تكون أسرع من المعدل الطبيعي، مما يجعلهما ينقبضا بصورة سريعة أيضاً، وفي الرجفان الأذيني لا يكون إيقاع القلب سريعا فقط بل أيضاً غير منتظم، وهذا بدوره يؤدي إلى إيقاع بطيني غير منتظم أيضاً بحيث تزيد الفترة الزمنية بين دقات القلب بشكل عشوائي، أما في حالة الرفرفة الأذينية يكون الإيقاع الأذيني سريعا ولكنه منتظم بينما يكون الإيقاع البطيني منتظماً أو غير منتظم، وهذا هو الفرق بينه وبين الرجفان الأذيني.
وأهم أسباب الإصابة بالرجفان الأذيني كالتالي:
- أمراض الشريان التاجي
- الارتفاع في ضغط الدم
- عيوب الصمام الناشئة عن أمراض القلب الروماتيزمية الناتجة عن الإصابة بالحمى الروماتيزمية
- العيوب الخلقية سواء في بنية ووظيفة القلب
- الارتفاع في هرمون الغدة الدرقية نتيجة لفرط نشاطها أو مشاكل بها.
وأهم المضاعفات تكون كالتالي:
- ركود الدم مما يسبب تكون جلطات متكررة
- الإصابة بالسكتة الدماغية خاصة إن حدث انسداد في الساق أو أحد شرايين المخ
- الانخفاض في ضغط الدم وفشل عضلة القلب مما يجعل المريض يصاب بدوخة وإغماء
ويضيف الدكتور عمرو رشيد أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية أن عدم انتظام نبض القلب خلال الشعور بالتسارع هذا هو المقصود بالرجفان الأذيني، حيث إن عدم الانتظام يعني اختلال المسافات الوقتية واضطرابها بالزيادة والنقصان بين دقات القلب وليس تسارعها، كما لا يشعر المريض بنبضات قلبه عادةً ولكن يشعر بدقة أو اثنين قويتين ليشعر بتوقف قلبه بعدها لمدة ثانية أو اثنتين ثم يعود لينبض مرة أخرى، كما يشعر المريض أيضاً بضيق في التنفس عند ممارسة أي مجهود ولو كان بسيطاً ويحدث هذا نتيجة الارتجاف في الأذينين وبالتالي الشعور بضيق التنفس لعدم ضخ الدم بصورة طبيعية وبالطبع يظهر ذلك بوضوح أثناء ممارسة أي مجهود، كما أن المريض غالباً ما يحدث له تسارع في نبضات القلب، مما يسبب الإصابة بألم في الصدر، كما أن الإصابة بالرجفان الأذيني يزيد من أعراض ضعف عضلة القلب مثل الشعور بضيق التنفس أثناء النوم خاصةً إن كان المريض مصاباً بها سابقاً بشكل بسيط غير واضح.
كما أن الرجفان الأذيني يؤدي إلى إصابة المريض بجلطات في أي مكان بالجسم مثل جلطات الساقين وأخطرها جلطات المخ، ويجب الإشارة إلى أن هناك بعض الرجفان الأذيني لا يشعر المريض خلالها بأية مشكلة قلبية ويكتشف ذلك عن طريق الصدفة عند عمل أية فحوصات لأي سبب من الأسباب.
وأشار الدكتور ياسر صادق استشاري أمراض القلب إلى أن الرجفان الأذيني أو الرفرفة الأذينية نسبتها كبيرة جداً، حيث إن 10 % ممن أقل من 50 عاماً عالمياً مصابون بالرجفان الأذيني، كما أن النسبة يمكن أن تصل إلى 20 % عند من هم أكبر من 50 عاماً، لذلك ليس من الحكمة تجاهل أعراض الرجفان الأذيني، وهناك أنواع منها تحدث على فترات متباعدة كل أسبوع أو كل شهر وتلك يصعب تشخيصها للأسف، لكن هناك بعض الفحوصات المساعدة مثل رسم القلب المنزلي الذي يمكن أن يقيس معدل ضربات القلب لمدة 48 ساعة متواصلة، كما أن هناك أجهزة حديثة تزرع تحت الجلد لتسجيل ضربات القلب لفترة تصل إلى سنة، ويتم كل ذلك لأنه من أخطر مضاعفات الرجفان الأذيني حدوث سكتة دماغية، وبالتالي الحفاظ على حياة المريض.
ولعلاج الرجفان الأذيني يجب أولاً تشخيص سبب حدوث تلك المشكلة وعلاجها مثل حدوث ضيق في صمام القلب أو ارتجاع في الصمام أو قصور في الشرايين التاجية، وبالتالي عند علاج الأسباب نستطيع بسهولة إعادة انتظام نبضات القلب مرة أخرى، وفي بعض الحالات مثل كبار السن لا نستطيع إعطاءهم علاج الأسباب بسهولة، ولذلك نعمل على تهدئة هذا التسارع في نبضات القلب بقدر الإمكان عن طريق إعطاءهم دواء لتهدئة ضربات القلب ولكن نحذر من تناول هذه الأدوية دون الرجوع لطبيب القلب المختص تجنباً للإصابة بنزيف، كما أن هناك أدوية لا تصلح لمرضى الكلى والكبد، وإذا كان المريض يعاني من ضيق في الصمام لا يستطيع تناول أدوية حديثة، ولذلك استشارة الطبيب ضرورية جداً قبل تناول هذه الأدوية لأن كل حالة لها دواء مناسب لها.