15-6-2024 | 10:41
أحمد فاخر
مع دخول فصل الصيف تتمادى درجة حرارة الطقس في الارتفاع، وتزامناً مع إجازات المدارس يزداد إقبال الشباب وحتى الأطفال على الاشتراك في مدارس السباحة سواءً كانت الموجودة في النوادي الكبيرة أو مراكز الشباب ، ولكن تأتي الرياح أحياناً بما لا تشتهي السفن، فيصاب أبناؤنا ببعض الأمراض والالتهابات التي تعكر صفو إجازتهم وفرحتهم خاصة ما يتعلق منها بإضطرابات الأذن.
يبدأ الحديث الدكتور أحمد المراغي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بقوله: إن حمامات السباحة ترتبط بغرفة رقابة على نسب المواد المطهرة التي توضع بالمياه لتكون متعادلة بشكل دائم هذا الشئ الذي لا يتوافر احياناً، حيث إن الزيادة في تلك الكيماويات قد تؤذي جسم الإنسان بشكل مباشر، وقلتها تؤدي إلى انتشار الميكروبات بالمياه، مما ينشر العدوى والأمراض بين الناس، ولذلك تظهر بعض الإصابات نتيجة استخدام حمامات السباحة خاصة في فصل الصيف، وأغلب تلك الإصابات تكون التهابات قناة الأذن الخارجية التي تكون إما التهابات فطرية وهو ما يعرف بـ «عيش الغراب»، أو التهابات بكتيرية وتختلف حسب نوع الالتهابات المسببة للإصابة لأنه من المعروف أن المياه بطبيعتها تعتبر وسطا صالحا لتواجد البكتيريا والفطريات المختلفة، ولكن هذا لا يمنع من الإصابة ببعض الالتهابات الأقل شيوعاً بسبب دخولها الجسم عن طريق البلعوم الأنفي أو حتى عن طريق القناة الخارجية للأذن الوسطى، ولابد في جميع الأحوال استشارة طبيب مختص في حالة الإصابة بأي نوع من الالتهابات.
أما أهم أعراض إصابة قناة الأذن الخارجية بالتهابات الشعور بألم شديد - خاصة عند الأطفال - لدرجة أن المريض لا يجرؤ على لمس أذنه، وسبب ذلك الألم أن الأعصاب الطرفية في قناة الأذن الخارجية موجودة في مكان ضيق جداً بين الجلد والعظم ، ولهذا عندما يحدث تورم بالأنسجة يؤدي ذلك لضغط شديد على الأعصاب ، مما يؤدي لألم عنيف، كما أن تورم الأنسجة قد يسبب إغلاقا لقناة الأذن فيؤدي لضعف بالسمع، وأحياناً تزيد الإصابة ليحدث احتقان بالقناة الخارجية، وأحياناً أخرى تظهر إفرازات صديدية بأنواعها المختلفة.
أما بالنسبة للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى يشير الدكتور جمال الصيرفي استشاري أمراض السمع والإتزان إلي أن تلك الأنواع من الالتهابات تعتبر أقل شيوعاً، وتمر الإصابة بها بعدة مراحل أولها احتقان على قناة أستاكيوس، ثم حدوث التهاب بتجويف الأذن الوسطى، وتزيد الإصابة لتحدث احتقانا على طبلة الأذن، مما يؤدي لتمدد بالأوعية الدموية وتورم بالأنسجة على طبلة الأذن فيسبب ضغطا على الأعصاب الطرفية الذي بدوره يجعل الألم غير محتمل، ولكن في جميع الأحوال سواء في حالات الإصابة بالتهابات الأذن الخارجية أو التهابات الأذن الوسطى يجب استشارة طبيب مختص لاتخاذ اللازم، ففي حالات التهاب الأذن الخارجية يكتب الطبيب للمريض مضادات حيوية ونقاط معينة للأذن حسب نوع الالتهاب إذا كان بكتيريا أو فطريا مع استخدام المسكنات، أما بالنسبة لعلاج التهاب الأذن الوسطى فيختلف حسب مرحلة الإصابة، وللوقاية من تلك الالتهابات يفضل استخدام سدادات الأذن المختلفة مع ملاحظة أن تكون مناسبة لمقاس القناة الخارجية، حيث إنها سواء كانت أصغر أو أكبر في الحجم سوف يصعب تثبيتها بإحكام ، مما يسبب تسريبا للمياه داخل الأذن.
ومن جهة أخرى يضيف الدكتور محمد عبد العليم أستاذ الأنف والأذن والحنجرة أن في فصل الصيف تكثر الشكوى من حكة الأذن وهي عبارة عن إحساس متواصل بالرغبة في الهرش عند منطقة الأذن، ويحدث ذلك إما بسبب الإصابة بالتهابات حادة في الأذن أو حساسية في الجلد المبطن للأذن الخارجية.
ومن أهم الأعراض الشائعة للالتهابات الحادة بالأذن هي تأثر جودة السمع وظهور بعض الإفرازات تخرج من الأذن، ولكنه يعتبر مرضا بسيطا سهل العلاج لا يدعو للقلق على الأطلاق، وأشهر طرق العلاج تكون عن طريق إعطاء المريض بعض أنواع مضادات الفطريات بعد إزالة تلك الفطريات، ولكنه يمكن أن يصاب به المريض مرة أخرى إما بسبب عدم تناول المضاد المناسب لحالته أو بسبب أن أغلب المرضى لا ينتظمون على العلاج كما يصف الطبيب بل يمتنعون عن تناول العلاج بمجرد الشعور بزوال الأعراض.
أما عن أسباب الإصابة بحساسية الجلد المبطن للأذن الخارجية تكون عند بعض المرضى بسبب دخول المياه إلى الغلاف المبطن للأذن ، وفي تلك الحالة يجب على المريض أن يتجنب اقتراب المياه من أذنه بقدر الإمكان بالإضافة لاستخدام مضادات حساسية موضعية في الأذن، وفي بعض الحالات يحتاج لمضادات حيوية للحساسية على هيئة أقراص لتساعد على السيطرة على المرض ورجوع الحالة إلى طبيعتها في أسرع وقت.
ومن أشهر السلوكيات السيئة لدى المرضى استخدام أعواد الأذن المنتشرة في الأسواق والصيدليات، حيث إنه يحدث في بعض الحالات أن تخرج القطنة المغلفة للعود أثناء استخدامه وتظل داخل الأذن ، مما يصعب على المريض إخراجها، مما قد يؤدي إلى حدوث إصابات داخل قناة الأذن أو أن تسبب الالتهابات الداخلية أو أن تزيد من كمية إفرازات الشمع داخل الأذن ومشاكل أخرى نحن في غنى عنها، لذلك ننصح دائماً قراءنا الأعزاء بعدم استخدام تلك الأعواد سواء بعد الاستحمام أو في أي وقت آخر لأن أضرارها تفوق مزاياها والوقاية خير من العلاج.