22-6-2024 | 16:23
أحمد عبدالعزيز
لا شك أن استقرار الحالة النفسية من خلال قدراتنا على مواجهة الضغوط والمشكلات اليومية وكذلك الأزمات الكبيرة يلعب دور كبير فى الوقاية من العديد من الأمراض العضوية، بل ويساعد فى استمرارنا فى الحياة بنجاح وتمييز حول هذا يأتى تحقيقنا التالى ..
يوضح لنا الدكتور أيمن العزونى أستاذ الطب النفسي و المخ و الأعصاب أن الحالة النفسية تتحكم فى مسار حياتنا منذ مرحلة الطفولة و حتى آخر مراحلنا، فنحن إذا نظرنا إلى معظم الأمراض المزمنة التى يعانى منها البشر نجد أن أغلب أسبابها اضطراب الحالة النفسية و العاطفية للشخص المصاب بها سواء نتيجة ضغوط أو فشل فى مختلف الأمور.
وقدر جرت أبحاث مؤخرا فى ألمانيا لمناقشة ظاهرة مخيفة تتمثل فى انتشار إصابة فئة الشباب بأمراض القلب فوجد أن أغلب الأسباب كانت نفسية وعاطفية بحتة سواء نتيجة تشتت أسرى أو عدم القدرة على النجاح فى ظل استقلالية الأبناء والضغوط نتيجة فشل فى عمل أو علاقة عاطفية، لذلك فالعلاج النفسي شيء ضرورى جدا فى حياتنا لأن هناك العديد من الناس لا يعلمون ماذا يريدون من حياتهم.. وما وجهتم المقبلة.. وهذا يسبب الحواجز الشخصية التى تعطينا فكرة غير واقعية عن أنفسنا وتسبب مشكلات كثيرة لنا، وتكون حاجزا كبيرا بيننا وبين أنفسنا وتجعلنا فى حالة تشتت مستمر، حيث لا نستطيع أن نصل لهدفنا أو حتى نرجع كما كنا فيشعر الشخص طوال الوقت بأنه يكره عمله و الأشخاص و البيئة المحيطة به.
طبقا للدكتور أيمن العزوني، فإن هذه الحواجز الشخصية والطاقة السلبية تكون نتيجة التراكمات النفسية بداخلنا، ونعطى مثالا على ذلك: إذا كان لديك غرفة صغيرة فى منزلك و أصبحت تضع فيها الأشياء القديمة التى تسبب ازدحاما فى المنزل ومع مرور الوقت ومع إلقاء هذه الأشياء بشكل عشوائى داخل الغرفة حتى أصبحت مليئة تماما وغير منظمة بالمرة حتى أنها غير قادرة على استيعاب شيء آخر حتى تزيل الأشياء الموجودة بها، فهذه هى النفس البشرية تماما فمع كثرة التراكمات والمواقف التى تترك اضطرابا نفسيا داخلك، تختفي الطاقة الإيجابية لديك.
وللتغلب على بعض هذه التراكمات يقول«العزوني» إن ذلك يعد أمرا صعبا لكننى لا أقول أنك يجب أن تذهب إلى طبيب نفسي بشكل يومى أو أسبوعى لأنك إذا قمت ببعض الأشياء البسيطة عند شعورك بهذا الضغط النفسى الكبير مثل: الوضوء و الانتظام فى الصلاة والاستماع إلى الأغاني المفضلة لديك والتحدث مع شخص ترتاح له كثيرا كل هذه الأمور تمثل بنك الأفكار؛ لتخطى أي مشكلة نفسية بشكل فورى وعدم الاستسلام لهذه المشاكل لأنه فى حالة حدوث العكس واستسلام الشخص للضغوط والمشاكل النفسية تظهر الأمراض العضوية مثل: ارتفاع ضغط الدم واضطراب الجهاز العصبى والقولون العصبى ومتلازمة مع آلام فى العظام والإرهاق المزمن.
وتقول الدكتورة لبنى الشباسى أخصائية الطب النفسى إن هناك إحصائية تشير إلى أن 50 % من المرضى الذين يترددون إلى العيادات المختلفة لا يعانون من أية أمراض عضوية بل نفسية، نحن دائما أيضا نقول إن 70 % من المشكلات و الأمراض النفسية تتمثل فى الفراغ والشخصية السلبية والإحساس بالندم المفرط، هذا المثلث المرعب من السمات الأساسية للشخص الانطوائى فهو دائما ما يشعر بالوحدة و عدم مشاركة الآخرين، فالشخص الانطوائى لديه برمجة سلبية دائما يرى أن هناك حاجزا بينه وبين الناس فهو مثلا يخشى سخرية الآخرين منه وهذه البرمجة السلبية مسئولية الأسرة فى المقام الأول ومن ثم المدرسة والإعلام أيضا له دور مهم فى ذلك؛ ولمعالجة هذا الأمر يجب تغيير الأفكار والقيم الراسخة لدى هذا الشخص الانطوائى ويجعل من نفسه شخصية مرنة يعتمد على ذاته ويؤمن بنفسه فى مواجهة مشاكله دون انتظار دعم من أحد، مثال بسيط على ذلك: إذا كان شخص لديه مشكلة فى التحدث فيجب عليه الذهاب لتعلم مهارات التواصل وغيرها من المشاكل، فالمرونة والمشاركة فى الأنشطة الجماعية و العمل كل هذا ينقص من وقت فراغه و يدفعه إلى عدم التفكير فى مشاكله النفسية.
وتقول الشباسى إنها دائما ما تطالب المرضى بألا يستسلموا للضغوط بالإفراط في الطعام أو تقليله عند الشعور بالحزن أو الضيق، وتوضح أن هناك بعض المأكولات تسبب السعادة مثل: الشوكولاتة والفاصوليا والبنجر الأحمر والكريز وبعض المشروبات المهدئة مثل: تناول الينسون قبل النوم بساعة وأيضا الروز مارى وغيرهم من المأكولات والمشروبات التى تعمل بدورها على مساعدة المخ فى إفراز هرمونات ومواد تحسن الحالة المزاجية والنفسية للشخص وتخلصه من التوتر و الاكتئاب.
وأخير تلعب العلاقة العاطفية دورا كبيرا فى استقرار الحالة النفسية للفرد وتزيد قدرته على التمتع بحالة صحية مستقرة، وهذا ما نلاحظه فى الحياة الزوجية السعيدة والمشاركة الناجحة والدعم النفسي المستمر بينهم، وهذا كله يؤدى إلى استقرار نفسي وعاطفي والذى يؤدى إلى استقرار الحالة الصحية.