السبت 27 سبتمبر 2025

انتبهوا‭... ‬اكتئاب‭ ‬الخريف على الأبواب

انتبهوا ... اكتئاب الخريف على الأبواب

27-9-2025 | 11:55

دعاء نافع
‬اكتئاب‭ ‬الخريف‭ ‬أو‭ ‬الاكتئاب‭ ‬الموسمي‭ ‬هو‭ ‬ظاهرة‭ ‬نفسية‭ ‬معروفة‭ ‬تحدث‭ ‬لبعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬الفصول،‭ ‬تبدأ‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الخريف‭ ‬وبداية‭ ‬الشتاء‭ ‬وتنتهى‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الربيع‭ ‬،‭ ‬ويطلق‭ ‬عليها‭ ‬علميًا‭ ‬الاضطراب‭ ‬العاطفي‭ ‬الموسمي،‭ ‬وهذا‭ ‬الاكتئاب‭ ‬يرتبط‭ ‬بنقص‭ ‬التعرض‭ ‬للضوء‭ ‬الطبيعي‭ ‬نتيجة‭ ‬قِصر‭ ‬ساعات‭ ‬النهار‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬البيولوجية‭ ‬للجسم‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬هرمونات‭ ‬الجسم‭ ‬مثل‭ ‬السيروتونين‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬بسبب‭ ‬العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬الوحدة،‭ ‬الفراغ،‭ ‬قلة‭ ‬النشاطات‭ ‬في‭ ‬الخريف‭ ‬والشتاء،‭ ‬كما‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭.‬ رغم‭ ‬أن‭ ‬الاكتئاب‭ ‬الموسمي‭ ‬قد‭ ‬يأتى‭ ‬بأعراض‭ ‬وسمات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمر،‭ ‬لكن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضا‭ ‬له،‭ ‬لأن‭ ‬قدوم‭ ‬الخريف‭ ‬يشعرهم‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬خريف‭ ‬العمر‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مشاعر‭ ‬الحزن‭ ‬والوحدة،‭ ‬يلعب‭ ‬طول‭ ‬مدة‭ ‬الليل‭ ‬ووحشته‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذا‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬حيث‭ ‬تقصر‭ ‬ساعات‭ ‬النهار‭ ‬ومع‭ ‬بداية‭ ‬ظلمة‭ ‬الليل‭ ‬مع‭ ‬الغروب‭ ‬والذي‭ ‬يستمر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬ساعة‭ ‬مع‭ ‬الفراغ‭ ‬والوحدة‭ ‬عند‭ ‬أكثرهم‭ ‬يبدأ‭ ‬الشعور‭ ‬لديهم‭ ‬بالخوف‭ ‬والرهبة‭ ‬والعزلة،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬علي‭ ‬حالتهم‭ ‬الصحية‭ ‬حيث‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الشيخوخة‭ ‬فيزداد‭ ‬الشعور‭ ‬لديهم‭ ‬باليأس‭ ‬وتزداد‭ ‬حدة‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬يعانون‭ ‬منها‭.‬ تتنوع‭ ‬الأعراض‭ ‬حسب‭ ‬الشخص،‭ ‬لكنها‭ ‬تشترك‭ ‬في‭ ‬سمات‭ ‬رئيسية،‭ ‬مثل‭ ‬اضطرابات‭ ‬النوم‭ ‬التى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أرق‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬أو‭ ‬نوم‭ ‬مفرط‭ ‬لدى‭ ‬آخرين‭ ‬أو‭ ‬تغير‭ ‬الشهية‭ ‬فبعض‭ ‬الناس‭ ‬يفقدون‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الطعام‭ ‬مثل‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬أو‭ ‬يفرطون‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬السكريات‭ ‬والكربوهيدرات‭ ‬مثل‭ ‬الشباب‭. ‬ وهناك‭ ‬أعراض‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬خمول‭ ‬الطاقة‭ ‬والخمول‭ ‬الجسدي‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬أو‭ ‬الشباب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬وزيادة‭ ‬العزلة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وعدم‭ ‬الرغبة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬أما‭ ‬أصحاب‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬مثل‭ ‬السكر‭ ‬ومرضي‭ ‬الضغط‭ ‬فنجد‭ ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يعانونه‭ ‬من‭ ‬اضطراب‭ ‬عاطفي‭ ‬ومشاعر‭ ‬مضطربة،‭ ‬أما‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬فيعانون‭ ‬غالبا‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬في‭ ‬العظام‭ ‬فتزداد‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الآلام‭ ‬للضغط‭ ‬العصبي‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬للمفاصل‭. ‬ ومن‭ ‬هنا‭ ‬أكد‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬الاكتئاب‭ ‬الموسمي‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الدوائي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدخلات‭ ‬أخرى،‭ ‬منها‭ ‬التعرض‭ ‬للضوء‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬النهار،‭ ‬و‭ ‬ممارسة‭ ‬النشاط‭ ‬البدني‭ ‬بانتظام‭ ‬حتى‭ ‬بالمنزل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ملء‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ‭ ‬والدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬الدافئة،‭ ‬والأصدقاء‭ ‬مثل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬أو‭ ‬مناسبات‭ ‬سعيدة،‭ ‬يعد‭ ‬الاكتئاب‭ ‬الموسمي‭ ‬ظاهرة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬بعمق‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الانتباه‭ ‬لها،‭ ‬فالمشاركة‭ ‬والونس‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬طرق‭ ‬العلاج‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬لأن‭ ‬شعور‭ ‬الإنسان‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬وحيدًا‭ ‬يقلل‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الأعراض،‭ ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬يلعبون‭ ‬دورًا‭ ‬مهماً‭ ‬جدا،‭ ‬خاصة‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭. ‬