رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عودة ترامب وهدنة غزة!


24-1-2025 | 23:18

عودة ترامب وهدنة غزة

طباعة
بقلم: عبدالقادر شهيب

فى تهنئته لترامب يوم تنصيبه، قال نتنياهو له إنه يتطلع للتعاون معه للإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين فى غزة والقضاء على حكم «حماس» فيها والإجهاز على محور إيران فى المنطقة.. وهذا الكلام يشى برغبة نتنياهو استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بموافقة ترامب.. وكان نتنياهو قد أعلن عقب موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلى على اتفاق هدنة غزة أن ترامب وافق له على العودة للحرب مجددًا إذا كانت المرحلة الثانية غير مجدية!.

ولذلك فإن الاتفاق الذى تم إبرامه فى عهد بايدن وكان اليوم الأول لتنفيذه هو اليوم الأخير لهذا العهد مرهون استكمال تنفيذه، خاصة بعد مرحلته الأولى بموقف ترامب شخصيًا.. فهو فى يده استكمال تنفيذ مرحلته الثانية ثم مرحلته الثالثة والأخيرة، وفى يده أيضًا عدم استكماله وتوقف تنفيذه بنهاية المرحلة الأولى.

 

فإن المفاوضات للاتفاق على المرحلة الثانية ستبدأ اليوم السادس والعشرين لتنفيذ الاتفاق.. والأغلب أن نتنياهو سيخرج بعد انتهاء المرحلة الأولى والإفراج عن الثلاثة وثلاثين محتجزًا ومحتجزة فى غزة ليدعى أن المفاوضات غير مجدية وأنه يكفى 26 يومًا من المفاوضات وأنه سيعود لاستئناف الحرب على القطاع وأهله مجددًا، وبالتالى لن يوافق على استئناف التفاوض أكثر من الفترة الزمنية التى تستغرقها المرحلة الأولى للاتفاق وهى ستة أسابيع.. فهو وعد سيموتريتش بذلك لإقناعه بالاستمرار فى الحكومة وعدم الانسحاب منها مثلما فعل قبل ذلك حتى تستمر حكومته ولا تصبح مهددة بالسقوط أو رهينة للمعارضة التى وعدته بتوفير مظلة أمان له ليوافق على اتفاق الهدنة وعودة المحتجزين فى غزة.

 

هنا يحتاج نتنياهو بشدة لدعم من ترامب، خاصة أنه يعلم أن ترامب لعب دورًا كبيرًا لإجباره على الموافقة على الاتفاق ولولاه ما كان الاتفاق تم التوصل إليه، وهذا ما قاله ترامب نفسه الذى كان أول من أعلن التوصل إلى الاتفاق قبل بايدن، حينما قال إن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين تحقق بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، وهو الذى أوفد مبعوثه الشخصى فى المرحلة الأخيرة من التفاوض حول الاتفاق لإنجازها، أما بايدن فقد قال ما يؤكد كلام ترامب حينما أكد أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض كان جاهزًا منذ شهر مايو فى العام الماضى

 

فماذا سيفعل ترامب؟!.. هل يسمح لنتنياهو باستئناف الحرب مجددًا أم يرفض له هذا الطلب الملح بالنسبة له والذى يراه سبيلاً للخلاص من المطاردة السياسية والمحاكمات الكثيرة التى تنتظره؟

 

لقد قال ترامب فى خطاب تنصيبه إنه سيعمل على إنهاء الحروب فى العالم وحرب غزة واحدة من هذه الحروب بالطبع، وبهذا المعنى فإذا التزم بكلامه هذا فمن المفترض ألا يوافق لنتنياهو على استئناف الحرب مجددًا وسيطالبه بالحفاظ على وقف إطلاق النار إذا انتهت المرحلة الأولى دون التوصل إلى اتفاق بخصوص المرحلة الثانية والتزاماتها.. لكن فى ذات الوقت هناك ما يُشير إلى عكس ذلك مثل ما سبق أن أعلنه نتنياهو من قبل حول موافقة ترامب له العودة إلى الحرب إذا لم تلتزم حماس بشروط الهدنة، ويستطيع ادعاء ذلك بسهولة فى أى وقت، ألم يؤخر دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ فى يومه الأول بحجة تأخر حماس فى تسليم أسماء الثلاث المحتجزات المفرج عنهن؟.. وأيضًا مثل تأكيد السفير الإسرائيلى فى أمريكا أن ترامب سوف يسمح بإرسال قنابل لإسرائيل زنتها تفوق ألفى رطل كان بايدن قد حظر إرسالها لها، وما تحتاج إسرائيل لتك القنابل الثقيلة إلا فى نشر الجحيم الذى هدد به ترامب المنطقة. إذا لم يعد المحتجزون لإسرائيل؟!.

 

إذن أمر العودة إلى الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات.. خاصة أن ترامب رجل غير متوقع فى تصرفاته وقراراته ومواقفه.. فمن المؤكد أنه يبغى تهدئة الأوضاع فى المنطقة بدون أن تعود حماس لحكم غزة كما يريد الإسرائيليون، وبدون تنفيذ حل الدولتين، وبدون أيضًا وجود نفوذ وتواجد إيرانى فى المنطقة.