تواصل الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى مسيرة نشر الوعى، وتوضيح الحقائق والمعلومات للمواطنين من مصادرها الرسمية، من خلال السُنة الحميدة التى تداوم عليها بشكل مستمر عبر تنظيم الندوات الموسعة مع الوزراء، بحضور رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير فى الصحف القومية، للوقوف على تطورات مختلف الملفات والقضايا التى تشغل الشارع المصرى، وفتح أبواب النقاش على مصراعيها للحصول على إجابات وافية وإيضاحات شافية، مما يقطع الطريق أمام الأذرع الإعلامية لأهل الشر فى إثارة الفوضى عن طريق صناعة الشائعات الهدامة، وترويج الأكاذيب المضللة. وفى هذا الاتجاه حل ضيفًا على صالون الهيئة الوطنية للصحافة أمس د. محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والذى تحلى برحابة الصدر وحسن البيان فى الرد على جميع الأسئلة.
فى بداية الندوة، رحب المهندس عبد الصادق الشوربجى بالدكتور محمود عصمت، مع التأكيد أنه ترك بصمات واضحة فى كل المناصب التى تولى مسؤوليتها، نظرًا لخبرته العالية وقدراته الكبيرة فى العديد من المجالات، وهذا ما يفسر الإنجازات التى حققها فى قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة خلال فترة زمنية قصيرة، استجابة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ودعمه غير المسبوق لملف الكهرباء والطاقة لتوفير احتياجات البلاد كافة فى جميع الأغراض.
ولفت رئيس الهيئة الوطنية للصحافة إلى أن مشروع الضبعة النووى الذى تشرف عليه وزارة الكهرباء سيكون له دور كبير فى السنوات المقبلة وفى خدمة الأجيال المقبلة، كما أنه من أبرز المشروعات الاستراتيجية التى ستساهم فى تأمين إمدادات الطاقة فى مصر بشكل مستدام.
ومن جانبه أكد د. محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مشروع الضبعة النووى يُعد من أبرز المشروعات القومية التى تعمل عليها مصر بالتعاون مع الجانب الروسى، ويشكل جزءًا من استراتيجية البلاد لتوفير مصادر طاقة مستدامة. وأن وزارته وضعت استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز قدرة مصر على توليد الطاقة من مصادر غير ملوثة للبيئة. وفى هذا الشأن يعتبر مشروع الهيدروجين الأخضر من المشاريع الواعدة فى مجال الطاقة النظيفة، ويسهم فى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز استدامة الطاقة فى مصر. كما أن الوزارة لديها خطة شاملة حتى عام 2050 لتحقيق أكبر استفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وفيما يتعلق بحصاد جهود الوزارة فى مشروع الربط الكهربائى، أشار د. محمود عصمت إلى أن الربط مع السعودية تحقق بمعدل 70 فى المائة حتى الآن، والذى يعد من المشروعات المهمة التى تدعم التعاون مع الدول المجاورة، إلى جانب الربط الكهربائى مع الأردن والسودان، فضلاً عن زيادة الاستثمارات فى قطاع الطاقة المتجددة من أجل الربط الكهربائى مع بعض الدول الأوروبية.
وأضاف وزير الكهرباء والطاقة أن وزارته تهتم بشدة بملف ترشيد الاستهلاك، خاصة فى فترات زيادة الأحمال خلال فصل الصيف، حيث تكون الأحمال أكبر بكثير من فصل الشتاء، إلى جانب تخزين الكهرباء عبر البطاريات بشكل مستمر لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مع محاربة ظاهرة سرقة التيار الكهربائى التى تؤثر على قدرات الشبكات، وتؤدى لمشكلة التخفيف. ومن الأرقام التى تحمل دلالة واضحة فى هذا الشأن، تحرير أكثر من مليون محضر ضد المخالفين، فضلًا عن أن الوزارة تتعاون مع مختلف الجهات المعنية لتطوير حلول تكنولوجية تساعد فى رصد سرقة التيار ومعالجتها بشكل فعال، وهناك قانون داخل مجلس النواب لتغليظ عقوبات سرقة التيار الكهربائى.
ويقول د. محمود عصمت إن خطة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تستهدف تأمين صيف 2025، بإضافة 4 آلاف ميجاوات إضافية بتكلفة استثمارية، سواء محلية أو أجنبية تصل إلى 4 مليارات دولار. لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة فى هذا الشأن، سيتم توفيرها من خلال مشروعات جارٍ العمل بها مع القطاع الخاص. ومن المخطط أن يتم تشغيلها قبل فصل الصيف القادم، كجزء أصيل من خطة زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ولتجنُب اللجوء لتخفيف الأحمال وتقليل احتياجنا من استيراد المواد البترولية، كالمازوت والغاز، حيث ستتم إضافة ألفى ميجاوات، وتتضمن 500 ميجاوات طاقة شمسية من مشروع أبيدوس للطاقة شمسية التى تم ربطها على الشبكة القومية للكهرباء منذ عدة أيام، علاوة على إضافة 1500 ميجاوات (طاقة شمسية + طاقة رياح)، وربطها بالشبكة القومية للكهرباء بعد الانتهاء من (مشروع الطاقة الشمسية الإضافى بقدرة ألف ميجاوات - مشروع أمونت طاقة رياح الجارى تنفيذه بقدرة 500 ميجاوات)، إلى جانب نظام التخزين بالبطاريات.
وتطرق وزير الكهرباء والطاقة إلى نظام الألواح الشمسية، مؤكدًا أنها أصبحت تنتج حاليًا فى مصر بكفاءة عالية، وهى خطوة كبيرة نحو تحقيق التوطين الصناعى فى مجال الطاقة المتجددة. وهذا التطور يعكس الجهود المبذولة لتصنيع الألواح الشمسية محليًا، مما يسهم فى تقليل التكلفة وتعزيز قدرات مصر فى هذا المجال، خصوصًا أن الدولة تسعى لتحقيق رؤية 2030 التى تتضمن استراتيجيات واضحة لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من خلال تصنيع الألواح الشمسية محليًا، وتعهد بأنه بداية من 2030 لن يتم استيراد أية ألواح شمسية، والاعتماد على المنتجات المحلية، مما يساعد فى تعزيز القدرة الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة.
وردًا على سؤال حول مدى إمكانية فتح باب التعيينات فى القطاعات التابعة له، قال د. محمود عصمت إن الوزارة مستمرة فى تعيين المهندسين والفنيين بشكل مستمر، حيث يتم فتح فرص تعيين جديدة فى الوزارة بهدف تعزيز الكفاءة الفنية والإدارية، والاهتمام بتوظيف أفضل العناصر فى قطاع الطاقة من أجل تحقيق أعلى مستويات الأداء. وذلك فى إطار سعيها لتحقيق الأهداف الوطنية فى مجال تحسين كفاءة قطاع الكهرباء وتعزيز الاستدامة فى استخدام الطاقة، علمًا أن الوزارة تضم كوادر متخصصة من المهندسين والفنيين ذوى الخبرة الطويلة فى مجال الكهرباء والطاقة، وهو ما يعزز قدرة الوزارة على التعامل مع التحديات المتزايدة فى هذا القطاع الحيوى.