رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الرئيس ترامب.. طلبكم مرفوض منذ ١٥ شهرا!


1-2-2025 | 00:34

الرئيس ترامب.. طلبكم مرفوض منذ ١٥ شهرا

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

الطلب الغريب الذى يستدعى كل مفردات الاستهجان الذى أعلنه الرئيس الأمريكى ترامب حول تهجير أهالى قطاع غزة إلى مصر والأردن مرفوض، مرفوض، مرفوض، ومنذ أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة الجماعية الممنهجة فى القطاع.

 

وهذا الرفض القاطع الحاسم أعلنته القيادة المصرية مبكرا، ويدعمها فى ذلك كل المصريين لأن ذلك يعنى تصفية للقضية الفلسطينية وإجهاض تحرر الفلسطينيين من الاحتلال العنصرى البشع وإقامتهم لدولتهم المستقلة على الأراضى المحتلة بعد يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لذلك فليوفر الرئيس الأمريكى ترامب وقته وجهده ولا يطرح هذا الاقتراح المسموم الذى برره بالحاجة لإفراغ قطاع غزة من سكانه حتى يتم إعادة تعميره مجددا !.. فنحن لسنا مجموعة السذج والبلهاء حتى نصدق هذا التبرير السخيف الذى قدمه ترامب لاقتراحه هذا، بينما الهدف منه واضح، بل شديد الوضوح وهو تحويل أهل غزة إلى مجموعة من اللاجئين الذين لم يتمكنوا بالعودة إلى أرضهم منذ أن هجروها قسرا مضطرين بحثا عن ملاذ آمن لهم من مجازر قوات الاحتلال التى بدأت منذ عام 1948 وحتى الآن!

 

إن اقتراح ترامب بتهجير أهالى غزة إلى مصر والأردن هو ذات ما عمل على تنفيذه الإسرائيليون وقبل أن يعود إلى البيت الأبيض، وهو بذلك يدعم سرقة إسرائيل للأراضى الفلسطينية والتى لا تقتصر على أراضى غزة فقط وإنما تشمل أراضى الضفة الغربية أيضا، وهذا ما تشى به العمليات العسكرية الإسرائيلية فى بعض مناطق الضفة منذ اليوم التالى لبدء تنفيذ اتفاق هدنة غزة.

 

وهذا الاقتراح يأتى فى سياق تصريحات سابقة لترامب خلال حملته الانتخابية التى رأى فيها أن مساحة إسرائيل صغيرة وأنه سيساعدها على زيادة تلك المساحة.. وها هو يفعل ما وعد به الإسرائيليين بتهجير أهالى غزة خارج أراضيهم !..

 

لكن إذا كان مخطط التهجير هذا قد تم إحباطه والحرب الشرسة ضد أهالى غزة دائرة، ولم تفلح أمريكا وبعض الدول الأوروبية فى تنفيذه بسبب صرامة مصر ومعها الأردن بدعم عربى شامل، فكيف يمكن أن يفلح الأمريكان والإسرائيليون بدعوى تعمير القطاع ؟!.. إنها حجة سخيفة حتى ولو تحدث ترامب عن تحويلها إلى جنة على شاطئ البحر المتوسط !

 

وحتى ولو كان هذا الاقتراح من بنات أفكار زوج ابنته كوشنير، فإن إمكانية فرضه على الفلسطينيين والعرب غير متاح فى ظل الرفض المصرى الصارم ومعه الرفض الأردنى المدعوم عربيا والذى باتت معظم أوروبا تتفهمه وتستوعبه كل من روسيا والصين!

 

ولا نخشى ما يمكن أن يمارسه ترامب من ضغوط للقبول باقتراحه الخبيث والشرير هذا.. فماذا فى يد ترامب ليفعل سوى وقف أو تجميد المساعدات العسكرية التى تقدمها لنا أمريكا منذ إبرام اتفاق كامب ديفيد.. لقد جربنا ذلك من قبل عام 2013 ليفرض علينا أوباما عودة الإخوان إلى حكم البلاد، وأخفق أوباما ولم يعد الإخوان إلى الحكم حتى الآن رغم كل العنف الذى مارسوه داخل البلاد!

 

ثم إن هذه المعونة العسكرية التى تتجاوز قليلا المليار دولار باتت تكفى لتمويل القليل من الأسلحة والمعدات العسكرية.. والأكثر من ذلك أننا نجحنا فى إعادة تسليح جيشنا بأسلحة ومعدات متقدمة اشتريناها من روسيا وعدد من الدول الأوروبية.. أى أن الضغوط لا تنجح معنا، بل على العكس تزيدنا إصرارا على أن نمضى فى سبيلنا لحماية أمننا القومى.. أى مهما فعل ترامب معنا لن يفلح فى تهجير أهل غزة إلى أرضنا.. والأرجح أن ترامب سيجد نفسه مضطرا لأن يسحب اقتراحه الغريب هذا خاصة وأنه هو الذى يحتاجنا أكثر مما نحتاجه منه.. فهو يحتاج للأموال العربية التى لم يخف رغبته فى المزيد منها فى ظل سعيه لتحسين أوضاع الاقتصاد الأمريكى.

 

وهكذا.. اقتراح ترامب بتهجير أهل غزة إلى كل من مصر والأردن هو مشروع صهيونى قديم تبناه زوج ابنته لكنه محكوم عليه بالفشل، لأننا نرفضه بحسم وإصرار، ويرفضه معنا كل الفلسطينيين الذين تمسكوا بأرضهم رغم الإبادة الجماعيةَ وقرروا العودة إلى شمال القطاع رغم أنه تم تدميره بالكامل تقريبا.

 

سوف يفشل اقتراح ترامب مهما فعل ومهما مارس من الضغوط علينا، لأننا جميعا مصر والأردن وكل العرب، وأهل غزة، نرفضه ونتمسك بهذا الرفض بإصرار وتصميم

ومنذ وقت مبكر.