نور الشمس الساطع أضاء دراما رمضان هذا العام عندما تطرق لمناقشة قضايا هى الأهم من خلال مسلسلى «لام شمسية وأولاد الشمس».
التحرش بالأطفال واستغلال البعض للأيتام بدور الرعاية كلاهما اعتداء صارخ على الطفولة، الحبكة الدرامية ممتازة والأبطال، ومنهم الشباب كانوا فى قمة الروعة من حيث الأداء خاصة الوجوه التى كانت معبرة عن المعاناة من ألم، خوف، ضياع وحرمان، وهذا هو دور الدراما الحقيقى، فهى تدخل البيوت دون استئذان، وهناك من البشر ضعاف النفوس ممن يتلبسون الشخصيات الدرامية بشكل كبير سواء فى مظهرهم «اللبس، تسريحة الشعر، طريقة الكلام وخاصة مفرداته»
ويعيشون وكأنهم الأبطال الحقيقيون، ولهذا عندما تكون المفردات اللغوية والأداء المحترم دون ابتذال هو ما يقدم من خلال العمل تصل الرسالة المرجوة إلى المشاهد مباشرة؛ لأننا نجد البعض عندما يشاهد عملا ويتأثر به يتلبس مفردات أبطاله قولا وفعلا، ولنا فى كثير من الأعمال غير الجادة ما نشير إليه.
أعود إلى ما بدأت وأزيد أن «لام الشمسية» بعثت برسائل هامة إلى الكبار والصغار، الآباء لابد وأن يصادقوا أولادهم، ولا يشغلهم شاغل عن متابعة ما يشاهدون أو يقرأون أو حتى يصادقوا، أيضا لا يجب تقديم الثقة المطلقة فى علاقاتك بأصدقائك مهما كانوا مصدر ثقة، ولا يجب أن يُترك لهم الحبل على الغارب فى علاقتهم بأهل بيتك «أولادك وزوجتك»، وعلى الصغار أن ينعموا بالثقة بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم.
لأن الثقة هى منْ تجعل الصغير يحكى أى موقف مهما كانت صعوبته أو بساطته، وعليهم أن يعلموا أن الأهل هم منْ يحبونهم ويخافون عليهم أكثر من أى شخص آخر، الثقة والصدق فى التربية هما الملاذ من أى شر يتعرض له الأبناء.
أما المتحرش وهو فى الغالب شخص مريض تعرض لأزمة ما فى حياته أو تعرض لتحرش أو هتك عرض، ترك لديه مرضا صار عدوى ينقلها للآخرين انتقاماً أو سلوكا اعتاد عليه، ولا يستطيع التخلص منه، فالعقاب الذى وقع عليه بالمؤبد ليس فى القانون؛ لأن القانون يعاقب بـ15 عاما، فإذا كان كتّاب العمل أرادوا إبراز خطورة وجرم هذا الفعل الذى يترك بصمة على الصغير تحتاج لعلاج طويل وصعب، فنحن نطالب المشرع بتشديد العقوبة لهذا الفعل المشين حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.
أما «أولاد الشمس» فهو أيضا يلقى الضوء على استغلال أبرياء لا ذنب لهم أنهم ولدوا بلا عائل أو فقدوا عوائلهم، وصارت دور الرعاية هى المأوى والملاذ لهم، استغلال الأطفال من أسوأ الأفعال خاصة وأنهم لا حول لهم ولا قوة ولا مأوى إلا هذه الدار التى يسكنون فيها، يعيشون ويكبرون متونسين بعضهم ببعض، قوتهم فى وجودهم معا، وحسنا فعل كتّاب العمل بأن أضاءوا الشمس فى هذه الدار من خلال «إخوانهم الكبار» شباب العمل الذين أجادوا وأبدعوا ووصلوا بإخوانهم فى النهاية إلى بر الأمان. وأجمل ما فى المسلسل فى حلقته الأخيرة الشهادات الحقيقية لأولاد دور الرعاية، وكيف تغلبوا على الظروف وصاروا منتجين ومتصالحين مع المجتمع.
تحية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تبنيها لهذا العمل.
الأسبوع القادم إن شاء الله لنا وقفة مع مسلسل«80 باكو»، وكيف قدم صورة لنماذج نسائية محترمة أبرز من خلاله متاعب مهنة الكوافير، وكيف استطاعت كل منهن التغلب على ظروفها وتحويلها للأفضل.
