وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددًا من الرسائل التى تحمل رؤية الدولة فى إعداد إنسان متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام الإيجابى فى المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطى كنموذج يُحتذى به، حيث قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليف مئات الكتب خلال حياته، وهو واحد من أعظم علماء الإسلام فى التاريخ، وعُرف بغزارة علمه وموسوعيته فى مختلف العلوم الشرعية واللغوية!.
وُلد الإمام جلال الدين عبدالرحمن بن كمال الدين أبى بكر السيوطى فى غرة رجب من عام 849هـ / 1445م بمدينة القاهرة، التى كانت آنذاك مركزًا علميًا عظيمًا، وموطنًا لكبار العلماء والمحققين، وفيها يزهو الأزهر الشريف منارةً للعلم والدين.
ينحدر «السيوطى» من أسرة عريقة تعود جذورها إلى مدينة أسيوط، وقد انتقل والده، الإمام كمال الدين أبوبكر السيوطى، إلى القاهرة طلبًا للعلم وابتغاءً لمجالسة العلماء والاستزادة من علومهم.
وقد أشار الإمام السيوطى فى سيرته الذاتية «التحدث بنعمة الله» إلى مكانة أسرته، قائلًا إن «كثيرًا من أفرادها كانوا من ذوى الوجاهة والرياسة، إلا أنه لم يعرف منهم من خدم العلم حق خدمته سوى والده، الذى كان له الأثر الكبير فى توجيهه نحو طريق العلم والاجتهاد».
وكان الإمام السيوطى نابغة زمانه فى الحديث والتفسير والفقه واللغة والنحو والتاريخ، كما يعتبر العالم الموسوعى جلال الدين السيوطى من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية فى النصف الثانى من القرن التاسع الهجري، حيث كان إمامًا حافظًا، ومفسرًا، ومؤرخًا، وأديبًا، وفقيهًا شافعيًا.
ملأ نشاطه العلمى فى التأليف مختلف الفروع فى ذلك الزمان من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب وغيرها، فقد كان عالمًا موسوعى الثقافة والاطلاع.
وتمنى «السيوطى» أن يكون إمام المائة التاسعة من الهجرة لعلمه الغزير، فيقول: «إنى ترجيت من نعم الله وفضله أن أكون المبعوث على هذه المائة، لانفرادى عليها بالتبحر فى أنواع العلوم».

