رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

د.خالد مبارك محافظ جنوب سيناء: مشروعات عملاقة تُعيد رسم خريطة التنمية على «أرض التجلى»


24-4-2025 | 16:03

الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء

طباعة
حوار: راندا طارق

فى كل عام، تحلّ ذكرى تحرير سيناء حاملة معها رمزية الانتصار والإرادة المصرية الصلبة، لكنها هذا العام تأتى وسط مشروعات عملاقة تشهدها أرض الفيروز، خاصة فى جنوب سيناء.

«المصور» التقت باللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، الذى تحدث عما تم إنجازه على أرض الواقع من بنية تحتية، وتطوير فى السياحة والتعليم والصحة، ودور أبناء سيناء فى مسيرة التنمية، كما استعرض رؤيته لتحويل المحافظة إلى مركز عالمى يجمع بين القداسة والتنوع السياحى والطبيعى والثقافي، فى ظل دعم القيادة السياسية واهتمام الدولة بتحقيق تنمية مستدامة شاملة.

بداية.. ماذا تمثل ذكرى تحرير سيناء لك كمواطن مصرى أولاً، وكمسئول تنفيذى ثانياً؟

 

ذكرى تحرير سيناء هى رمز للكرامة الوطنية والانتصار على التحديات، قصة كفاح شعب وجيش لا تُنسى. كمواطن أشعر بالفخر والانتماء، وكمسئول أعتبرها دافعًا للعمل الجاد بما يعكس مكانة سيناء، أرض الفيروز التى تضم أرضًا مقدسة وموقع التجلى الأعظم والأوحد، وبما يمثل قيمتها فى قلوب المصريين والعالم وعلى خريطة التنمية.

 

كيف تحرص المحافظة على إحياء ذكرى التحرير سنوياً؟

 

نقيم احتفالات وطنية بوضع إكليل الزهور، ونسهم فى فعاليات جماهيرية وثقافية، وعروض فنية، وماراثونات رياضية، ولقاءات مع أسر الشهداء والمجاهدين، كما نغتنم المناسبة لتسليط الضوء على مشروعات التنمية وتكريم النماذج المضيئة فى المجتمع.

 

ما الرسالة التى توجهها لأبناء سيناء والشعب المصرى فى هذه الذكرى؟

 

رسالتى هى تنفيذ استراتيجية الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطار خطة الحكومة للتنمية المستدامة 2030، والتى تجسدها تصريحاته بأن استمرار التنمية هو امتداد للتحرير، أدعو الجميع للمشاركة الفعالة فى بناء سيناء، والعمل معًا من أجل مستقبل تستمر فيه مظاهر الاستقرار والازدهار.

 

ما أبرز المشروعات التنموية التى شهدتها محافظة جنوب سيناء فى السنوات الأخيرة؟

 

مشروع «التجلى الأعظم» فى سانت كاترين، تطوير مطار شرم الشيخ ورفع كفاءته، إنشاء جامعة الملك سلمان بفروعها، تطوير الطرق والموانئ والمناطق الصناعية، مشروعات الإسكان والمياه ومحطات التحلية.

 

كيف تساهم هذه المشروعات فى تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل؟

 

توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزز الحركة الاقتصادية والاستثمارات، إلى جانب تحسين جودة الحياة فى الخدمات الصحية والتعليمية والبنية الأساسية.

 

هل هناك مشروعات سيتم افتتاحها قريبًا تزامنًا مع عيد التحرير؟

 

نعم، نستعد لافتتاح عدد من مشروعات الطرق والمياه والصرف، إلى جانب التوسعات فى المناطق السياحية وبعض المشروعات الشبابية والثقافية.

 

كيف تتعامل المحافظة مع التحديات الجغرافية أثناء تنفيذ المشروعات؟

 

نتعامل معها بالعلم والتخطيط، بالتعاون مع الجهات السيادية والهندسية، نعتمد على حلول مبتكرة فى الوديان والمناطق الجبلية، مع مراعاة الطبيعة البيئية.

 

ما خطط المحافظة لتعزيز السياحة فى شرم الشيخ ودهب ونويبع؟

 

نركز على التسويق السياحى الرقمي، تطوير البنية التحتية، دعم السياحة الرياضية والمؤتمرات، وتنويع الأنشطة السياحية لتشمل المغامرات والبيئة والعلاج الطبيعى.

 

هل هناك خطوات لجذب استثمارات محلية وأجنبية؟

 

نعم، من خلال تيسير الإجراءات، تقديم حوافز، وتخصيص مناطق صناعية واستثمارية جديدة، كما ننسق مع هيئة الاستثمار للترويج للمشروعات.

 

كيف يتم دعم السياحة البيئية والدينية؟

 

من خلال مشروعات مثل التجلى الأعظم ومحمية رأس محمد، وتنظيم رحلات روحية ودينية إلى سانت كاترين، نحرص على التوازن بين التنمية والحفاظ على نقاء الطبيعة.

 

ما أهم الملفات الخدمية التى تركز عليها المحافظة حالياً؟

 

الصحة والتعليم فى المقدمة، بالإضافة إلى مشروعات الطرق والكهرباء والمياه، وتحسين الخدمات فى المناطق النائية.

 

كيف يتم دعم أهالى سيناء، خاصة فى المناطق البدوية؟

 

نوفر مشروعات إسكان بدوي، دعمًا صحيًا وتعليميًا، مشروعات تمكين اقتصادى للمرأة، ونحرص على إشراك البدو فى تنفيذ المشروعات وتوفير فرص عمل لهم.

 

ما طموحاتك لجنوب سيناء خلال السنوات القادمة؟

 

أطمح أن تصبح المحافظة نموذجًا متكاملاً للتنمية المستدامة، تتصدرها أرض التجلى الأعظم والأوحد، ملتقى الأديان، رائدة فى السياحة والتعليم والصحة، ومصدر إلهام لكل المحافظات السياحية، نموذج جذب دولى يتنافس مع أبرز العواصم من خلال تقديم منتج مستدام للسياحة المتنوعة التى تجمع بين التنوع الشاطئى والبيئى والثقافى والديني، وسياحة المغامرة والرياضة والترفيه.

 

ما أبرز المشروعات الجارى تنفيذها حاليًا؟

 

محافظة جنوب سيناء تشهد طفرة تنموية غير مسبوقة، فى إطار رؤية الدولة المصرية نحو تنمية متكاملة ومستدامة، تشمل كل ربوع سيناء، وخاصة المناطق النائية والتجمعات البدوية، وبشكل عرضى فى كافة المدن، من أبرز المشروعات الجارى تنفيذها حاليًا مشروعات البنية التحتية والنقل، تطوير شبكة الطرق، وتنفيذ طرق جديدة لربط الوديان والمدن الجبلية بالطرق الرئيسية مثل طريق وادى فيران-كاترين، طريق نويبع-دهب، والطريق الدائرى الجديد حول شرم الشيخ، مع رفع كفاءة ميناء نويبع البحرى بالتعاون مع وزارة النقل لتأهيله كميناء دولى قادر على دعم التبادل التجارى مع دول الخليج وآسيا، وكذلك محطات تحلية المياه فى شرم الشيخ والطور ودهب.

 

وماذا عن مشروعات التعليم والصحة وجامعة الملك سلمان الدولية، والمجمع الطبى؟

 

يجرى حالياً استكمال تجهيزات المراحل المتبقية والتوسعات، مع التركيز على البرامج التعليمية المرتبطة بالتكنولوجيا والبيئة والسياحة، المجمع الطبى الجديد فى الطور يشمل مستشفى عاما، مركز طوارئ، ووحدة غسيل كلوى حديثة، لخدمة أهالى سيناء. كما تشمل الوحدات الصحية المتنقلة مشروعًا جديدًا لتقديم الرعاية الصحية فى الوديان والمناطق البعيدة، بالتعاون مع وزارة الصحة.

 

وما أبرز تفاصيل مشروعات الإسكان والخدمات المجتمعية والأمن الغذائى والزراعة المستدامة بالمحافظة؟

 

مشروعات الإسكان البدوى تتضمن تنفيذ وحدات سكنية على الطراز المحلى فى أبو زنيمة وسانت كاترين وطور سيناء، مصممة لتناسب طبيعة الحياة البدوية وتوفر الأمان والخدمات الأساسية، مع تخصيص مراكز خدمات مجمعة تُنشأ فى المناطق النائية لتوفير خدمات مثل البريد، التموين، الشئون الاجتماعية، والمرور تحت سقف واحد.

 

أما فيما يتعلق بمشروعات الزراعة الذكية فى الوديان، فإنها تتم بالتعاون مع وزارة الزراعة، وتنفيذ مبادرات لزراعة نباتات طبية وعطرية باستخدام تقنيات حديثة، وتوفير آبار مياه بالطاقة الشمسية، وهناك أيضًا مشروعات الصوب الزراعية فى طور سيناء وسانت كاترين، لدعم الأمن الغذائى وتقليل الاعتماد على المنتجات المنقولة من خارج المحافظة، ولا نغفل مشروعات الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية فى دهب والطور ونويبع، لتقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير مصدر نظيف ومستدام للكهرباء، خصوصًا فى المناطق التى يصعب ربطها بالشبكة الموحدة.

 

الجنوب واجهة السياحة فى مصر.. كيف يشهد طفرة فى المشروعات البيئية والسياحية؟

 

مشروع التجلى الأعظم فى سانت كاترين يعد نقلة فريدة يتم تنفيذه كمشروع عالمى يحترم البعد الروحى والبيئى للمنطقة، ويشمل إنشاء فندق بيئى فاخر، تطوير ساحة السلام، متحف للتسامح بين الأديان، تحسين شبكة الطرق والبنية التحتية داخل المدينة، وتطوير المحميات الطبيعية مثل رأس محمد وأبو جالوم، مع إنشاء مسارات ومرافق للزائرين تضمن الحفاظ على النظام البيئى وتوفير تجربة سياحية آمنة.

 

هل هناك خطط لتحسين البنية التحتية فى المدن الصغيرة؟

 

بالتأكيد، ننفذ مشروعات فى أبو رديس والطور وسانت كاترين ووديانها، لتحسين الطرق، شبكات الصرف، والمدارس والوحدات الصحية، كما تم إنشاء وتطوير مدارس وجامعات، دعم المنح التعليمية لأبناء المحافظة، التى وصلت إلى عدد غير مسبوق بـ 100 منحة فى أرقى الجامعات، رفع كفاءة المستشفيات، توفير أجهزة طبية حديثة، وزيادة الكوادر الطبية من أبناء سيناء.

 

ماذا عن مشروعات الشباب وريادة الأعمال؟

 

ندعمهم بمراكز تدريب، تمويل مشروعات صغيرة، مساحات عمل، وبالتنسيق مع وزارة الشباب ووزارة العمل لإطلاق مبادرات وفرص تشغيل حقيقية، كما تتم تمكين مشروعات المرأة من خلال دعم جهودهن والترويج لمشروعاتهن عبر القرية التراثية البدوية التى تم الإعلان عن تنظيم معارض دائمة أسبوعية وتحفيز الشركات السياحية على دمجها ضمن خريطتها البرامجية.

 

هل هناك دمج للبدو فى خطط التنمية؟

 

بكل تأكيد، البدو شركاء أصيلون فى التنمية، ويتم دمجهم من خلال التعليم، التدريب، التمكين الاقتصادي، والمشاركة المجتمعية فى اتخاذ القرار من خلال اللقاءات الدورية والتواجد بينهم فى أماكنهم وحضورهم وتمثيلهم فى كافة الفعاليات والمناسبات العامة والوطنية، والتواصل مع أعضاء مجلسى الشورى والنواب للاستماع لآرائهم والرد على استفساراتهم.

 

كيف أثرت أوضاع غزة على جنوب سيناء؟

 

هناك استراتيجية للدولة المصرية تتابع التطورات فى غزة باهتمام شديد، وتقدم كل الدعم لأهلنا فى غزة من خلال مشاركة مجتمعية فى تنفيذ قوافل الإغاثة الإنسانية، وتقوم الدولة المصرية بدور حيوى فى الموقف السياسى لوقف أعمال قصف المدن الفلسطينية، ورفض تهجير أبناء غزة حتى لا تفقد القضية أهم ثوابتها وهو حق المواطن فى الحياة فى أرضه والعودة لقرارات مجلس الأمن وحل الدولتين.

 

إلى أى مدى يمكن تحقيق التوازن بين السياحة والاضطرابات الإقليمية؟

 

بالتخطيط الجيد والتواصل المستمر مع شركات السياحة العالمية، مع بث رسائل طمأنة حقيقية تعكس حالة الأمن والأمان فى مختلف المدن بالمحافظة، واستعراض التنوع فى مجالات الفعاليات العالمية التى تستضيفها جنوب سيناء مثل عرض سيارات الفيرارى فى مدينة شرم الشيخ، والذى جذب أهم المؤثرين فى رياضة السيارات وسياحة المغامرة حول العالم، وهو ما يعكس تنوع المقاصد السياحية فى التسع مدن بالمحافظة.

 

ما رسالتك للمستثمرين والسائحين فى ظل الظروف الإقليمية؟

 

جنوب سيناء محافظة متميزة حباها الله بكونها أرضًا مقدسة ذكرت فى آياته البينات «اخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى»، وأكرمها بأن اختصها بتجلى المولى عز وجل فى حدث وحيد وفريد من نوعه على مستوى الأرض فى جبل موسى فى مدينة سانت كاترين، نفخر بدولة مصر آمنة ومستقرة، ونرحب بالجميع، ولدينا فرص واعدة، وشعب مضياف، ودولة قوية وقيادة وطنية تؤمن أن التنمية والسلام وجهان لعملة واحدة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة