تحل اليوم ذكرى وفاة بطرس البستاني الأديب والموسوعي اللبناني، لُقِّب بـ "المعلم بطرس"، لما له من إسهامات قيِّمة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية، ويُعدُّ من أبرز زعماء النهضة العربية الحديثة، وواحدًا من أبرز الشخصيات الذين ساهموا بشكل كبير في إحياء اللغة العربية وإثراء حركة التأليف والترجمة.
ولد البستاني في الأول من مايو عام 1819م، في قرية الدِبيَة بمنطقة الشوف في لبنان، وفي سن مبكرة، تعلَّم العديد من اللغات كالسريانية واللاتينية والإيطالية، إلى جانب دراسته للفلسفة واللاهوت والشرع الكنسي.
ذهب البستاني إلى بيروت في عام 1840م، حيث اتصل بالمبعوثين الأمريكيين، وصار يُعلِّمهم اللغة العربية ويُعَرِّب الكتب لهم، كما تولَّى إدارة مطابعهم، وفي عام 1860م، عُيِّن أستاذًا في مدرسة "عبية"، ثم انتقل لاحقًا للعمل مترجمًا في القنصلية الأمريكية في بيروت.
أنشأ البستاني "نفير سورية"، وهي أول جريدة وطنية راقية تهدف إلى توعية الشعب، كما أسس أول مدرسة وطنية في عام 1863م، استقطبت طلابًا من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية.
وللبستاني العديد من المؤلفات ومنها، "دائرة المعارف: قاموس عام لكل فن ومطلب"، وهي أول موسوعة عربية نُشرت في 11 مجلدًا، صدر منها 6 مجلدات في حياته، فيما تعاون ابنه سليم ونسيبه سليمان في إصدار المجلدات الخمسة الأخرى، كما يُعتبر البستاني أول من ابتدأ بمشروع دائرة معارف باللغة العربية.
رحل بطرس البستاني عن عالمنا في مثل هذا اليوم1 مايو من عام 1883م، بعدما ترك بصمة قوية في إحياء اللغة العربية.