تنطلق السبت المقبل الجولة الرابعة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي، والتي ستعقد في العاصمة الإيطالية روما، بعد ثلاث جلسات من المفاوضات بين الجانبين عقدت بين سلطنة عمان وإيطاليا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات مع تلويح فرنسي بفرض عقوبات على طهران حال فشل الاتفاق.
تهديد بعقوبات أوروبية علي إيران
وفي تصريحات له، أكد جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي، أن بلاده لن تتردد في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لم تنجح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي
وأوضح بارو، في حديثه لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، أنه "بالتأكيد عند انتهاء الاتفاق النووي الإيراني في غضون أسابيع، وإذا لم يتم ضمان المصالح الأمنية الأوروبية، فلن نتردد ولو لثانية واحدة في إعادة تطبيق جميع العقوبات التي رُفعت قبل 10 سنوات".
وأضاف: "ستمنع هذه العقوبات إيران بشكل دائم من الحصول على التكنولوجيا والاستثمار والوصول للسوق الأوروبية، وهو ما سيكون له آثار مدمرة على اقتصاد البلاد. هذا ليس ما نريده، ولهذا السبب أدعو إيران رسميا إلى اتخاذ القرارات اللازمة اليوم لتجنب الأسوأ".
وكانت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، إلى جانب الصين، أطرافًا في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران والذي ينتهي سريانه في أكتوبر المقبل، وللدول الثلاث سلطة تفعيل آلية لإعادة فرض العقوبات في مجلس الأمن، حيث كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن الترويكا الأوروبية تسعى الآن إلى تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات بحلول أغسطس المقبل، بدلا من يونيو، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جوهري بحلول ذلك الوقت.
وينص الاتفاق الذي ينتهي في أكتوبر 2025، أي بعد عشر سنوات من دخول النص حيز التنفيذ، على إمكان إعادة فرض العقوبات إذا لم تحترم إيران التزاماتها.
إيران ترد على التهديدات
وانتقدت إيران التهديد الفرنسي، ففي رسالة وجّهها سفير إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ردا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، أكد أنه "إذا كانت فرنسا وشركاؤها يسعون فعلاً إلى حلّ دبلوماسي، فعليهم أن يكفّوا عن التهديد، وأن يحترموا الحقوق السيادية للدول في إطار القانون الدولي".
وشدد السفير الإيراني على أن ادعاء فرنسا بقرب تطوير طهران أسلحة نووية ادعاء باطل، مؤكدا أن "طهران لم تسعَ أبداً لامتلاك سلاح نووي".
المفاوضات الأمريكية الإيرانية
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الجولة الرابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن ملف طهران النووي ستجري في العاصمة الإيطالية روما، السبت المقبل، مشيرا إلى عقد محادثات مع الأطراف الأوروبية بالاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) قبل بدء المفاوضات مع واشنطن، وسط ترجيحات باحتمالية عقد هذا الاجتماع يوم الجمعة المقبل باقتراح من إيران، بينما لم يتم التأكيد من قبل الترويكا الأوروبية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه واثق من التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه منع إيران من الحصول على قنبلة نووية على الرغم من قول طهران إن أغراض برنامجها مدنية بحتة.
وبدأت إيران والولايات المتحدة محادثات نووية في 12 أبريل الماضي للتوصل إلى اتفاق جديد، وأقيمت الجولة الثانية في الأسبوع التالي في روما ، أما الجولة الثالثة من المحادثات عقدت في مسقط، السبت الماضي، واستمرت نحو 6 ساعات، وصفت بأنهاء بناءة.