انعقدت اليوم الخميس الجلسات العلمية للمؤتمر العلمي الدولي الثامن لكلية الطب البيطري بجامعة كفر الشيخ لليوم الثالث على التوالي، والمنعقدة بمدينة شرم الشيخ؛ بغرض تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والمعرفة بين الخبراء والباحثين وتحقيق الدور المهم لكلية الطب البيطري في خدمة المجتمع، وبما يخدم رؤية مصر 2030.
وأكد الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفرالشيخ، حريص الجامعة على تشجيع البحث العلمي التطبيقي واستخدام الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي في مجال الطب البيطري، وحماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، مثمنًا دور الطب البيطري في الحفاظ على صحة الحيوانات من خلال تقديم الرعاية الطبية الوقائية، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج، مشيرًا إلى أن دعم وتطوير الطب البيطري أمر حيوي لتحقيق التنمية الزراعية والاقتصادية المستدامة في مصر ضمن رؤية مصر 2030.
ومن جانبه أشار الدكتور إسماعيل القن نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، إلى أن تشجيع البحث العلمي التطبيقي واستخدام الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي في مجال الطب البيطري، يلعب دورًا حيويًا في حماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية من الأمراض الوافدة، ويسهم في التأكيد على سلامة وجودة الأغذية ذات الأصل الحيواني، وتتجلى أهمية البحث العلمي التطبيقي في مجال الطب البيطري في تحسين الاقتصاد القومي من خلال استخدام نتائجه لحل المشكلات المحلية، والمساهمة في التطور العلمي في مجال الطب البيطري خاصة في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
هذا وقد جاءت المحاضرة الأولى بعنوان "الآثار الاقتصادية لمقاومة مضادات الميكروبات ودور الذكاء الاصطناعي في حل المشكلة"، والتي حاضرها الدكتور رمضان الدوماني عميد كلية الصيدلة بالجامعة، والتي تناولت استخدام الذكاء الاصطناعي في حل مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، حيث تُمثل مقاومة مضادات الميكروبات تحديًا صحيًا عالميًا متناميًا يفرض أعباءً اقتصادية ثقيلة، حيث تتجاوز تكلفتها السنوية تريليونات الدولارات نتيجة ارتفاع تكاليف العلاج وفقدان الإنتاجية وزيادة معدلات الوفيات، وتؤثر هذه المشكلة على جميع القطاعات الاقتصادية، وخاصة الرعاية الصحية والزراعة، ما يهدد بتراجع مكاسب التنمية الاقتصادية.
في هذا السياق، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة واعدة لتحسين إدارة المضادات الحيوية، والتنبؤ بأنماط انتشار المقاومة، ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تحلل كميات هائلة من البيانات لتسريع تطوير الأدوية وتخفيض تكاليفها، مما قد يؤدي إلى حلول مبتكرة وفعالة اقتصادياً لمشكلة مقاومة المضادات الحيوية.
كما جاءت المحاضرة الثانية تحت عنوان "تقنية النانو في الطب التجديدي وعلاج الخلايا الجذعية.. التحديات والابتكارات"، والتي حاضرها الدكتور آلاء مجدي الجعبري مدرس الفسيولوجي بكلية الطب البيطري بالجامعة، والتي تناولت فيها أبرز نتائج الأبحاث حول التأثيرات الجزيئية السلبية التي تُضعف من كفاءة الخلايا الجذعية العضلية، خاصةً مع التقدم في العمر، كما طرحت استراتيجيات علاجية واعدة لتحسين قدرات التجديد الذاتي للأنسجة العضلية، كما سلطت الضوء على الدور المتنامي لتقنيات النانو الحيوية (Nanobiotechnology) في الطب التجديدي، والتي تمثل نقلة نوعية في تشخيص وعلاج الأمراض، حيث تُستخدم الجسيمات النانوية لتوصيل الأدوية والعلاجات بدقة إلى الخلايا المستهدفة، ما يرفع من كفاءة العلاج ويقلل من آثاره الجانبية، كما تتيح هذه التقنيات تصنيع هياكل نانوية (Nanoscaffolds) تُستخدم كدعامات داعمة لنمو الخلايا الجذعية وتجديد الأنسجة، بما يشمل الأنسجة العضلية والعظمية.
وفي نهاية الجلسات، تم مناقشة عدد من الأبحاث العلمية في مجال التلقيح الصناعي، والجراحة، وتقييم التسمم بالعناصر الثقيلة في الأسماك بمحافظة كفر الشيخ.
عقب ذلك، بدأت الجلسة المسائية بمحاضرة تحت عنوان "الأهمية والدور الفعال للمواد النانوية في تعزيز صحة الدواجن ومقاومتها للأمراض" وسلطت الضوء على الإمكانيات والتجهيزات العلمية والعملية المتاحة في معهد علوم وتكنولوجيا النانو، وقدمت نبذة عن علم النانو وتطبيقاته المتنوعة، مع التركيز بشكل خاص على المجال الطبي والبيطري. كما استعرضت أهم طرق التحضير والمواد النانومترية المستخدمة في تعزيز صحة الحيوان بشكل عام.
عقب ذلك، تناولت الدكتورة عزة الدمرداش الدور الفعال الذي تلعبه هذه المواد في تطوير الثروة الداجنة، مع إبراز أهم نتائج الأبحاث المنشورة دوليًا حول التطبيقات الحقليّة للمواد النانونية ودورها في تعزيز صحة الدواجن ورفع المناعة، ومقاومة الأمراض. وأشارت إلى أهم الخدمات البحثية والحقلية التي تقدمها وحدة البيوتكنولوجي بمعهد بحوث الصحة الحيوانية في الزقازيق.
وتم عقد الجلسة الثانية تحت عنوان "تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي علي سلامة الغذاء"، والتي تناولت فيها الذكاء الاصطناعي وأهمية في صناعة الغذاء نتيجة لارتفاع الطلب العالمي على الغذاء وقدرته على تحسين مختلف المهام، وإسهامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز سلامة الغذاء من خلال تحسين تحديد الجودة، وإدارة سلسلة التوريد، والكشف عن مسببات الأمراض، وعلى الرغم من التحديات مثل التكاليف والقيود المتعلقة بالبيانات، فإن فوائد الذكاء الاصطناعي في إنتاج الغذاء، مثل التنبؤ بالمشكلات وضمان النظافة، تعود كبيرة، حيث تركز الأبحاث الجارية على تحسين عمليات إنتاج الغذاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يبرز الحاجة إلى تحسين مشاركة البيانات والتعاون، وتوفر أنظمة الغذاء الرقمية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانات للتنبؤ بالمخاطر، وتحسين الصحة العامة، والوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء.
وعقب انتهاء المحاضرات، تم مناقشة عدد من الأبحاث العلمية في مجال استخدام المركبات النانونية كمضدات للميكروبات للأمراض التي تصيب الدواجن وكذلك دور هذه المواد كمضادات للأكسدة وتعزيز المناعة والنمو.