رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

في ذكرى ميلاده.. محمود مرسي "الأستاذ" صاحب الأداء الصادق

7-6-2025 | 14:18

محمود مرسي

طباعة
نانيس جنيدي
في مثل هذا اليوم، 7 يونيو 1923، وُلد فنان من أعمدة التمثيل العربي، ليصبح "أستاذًا" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إنه محمود مرسي، الفنان الذي اختار أن يكون مختلفًا، وأن يصنع مجده الفني من خلال اختيارات صعبة و استثنائية... هادئة، صارمة، وعميقة.
ولد محمود مرسي في الإسكندرية، ودرس الفلسفة قبل أن يسافر إلى فرنسا وإنجلترا لدراسة الإخراج، بدأ مشواره مخرجًا إذاعيًا، لكنه لم يلبث أن انحاز إلى عالم التمثيل، ليصنع لنفسه مسارًا فنيًا فريدًا، يقوم على العمق، لا على اللمعان. ورغم قلة عدد أفلامه مقارنةً بجيله، فإن كل ظهور له كان علام،. من لا ينسى أداؤه المذهل في فيلم "الليلة الأخيرة" أمام فاتن حمامة؟ لم يكن محمود مرسي بحاجة إلى الصراخ ليفرض وجوده، كان يخيف بكلمة، يهزّ المشاهد بنظرة، في فيلم " شيء من الخوف"، ترك بصمة نادرة في واحد من أجرأ الأدوار في السينما المصرية، وفي "حد السيف"، استطاع أن يوازن بين بين العاطفة والمنطق. أما في التلفزيون، فقدّم أعمالاً لا تُنسى، مثل "أبو العلا البشري"، الشخصية التي أصبحت رمزًا لفنان يفكر، يتأمل، ويتحدث للناس من قلبه وعقله في آنٍ واحد. كان محمود مرسي فنانًا نادرًا في زهده في الإعلام والنجومية، لم يسعَ إلى الشهرة، ولم يلهث خلف الكاميرات حتى في قمة نجاحه، فضّل أن يعود إلى طلابه في أكاديمية الفنون، معطيًا بلا مقابل، متواضعًا بلا استعراض. قال عنه المخرج كمال الشيخ: "هو الممثل الذي أتمناه في كل فيلم، لأنه يحترم الدور أكثر مما يحترم نفسه". رحل محمود مرسي في 24 أبريل 2004، بهدوء يشبه حياته لكن أعماله باقية، تُدرّس وتُلهم، وتُذكرنا دومًا بأن الفن الحقيقي لا يحتاج إلى ضوء مبهر... يكفيه أن يكون صادقًا. في ذكرى ميلاده الـ102، نُحيي هذا الفنان العملاق، الذي علّمنا أن البطولة الحقيقية لا تقاس بعدد الأدوار، بل بصدق الأداء.

أخبار الساعة