رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ذكرى ميلاد زبيدة ثروت... قطة السينما التي أسرَت القلوب

14-6-2025 | 13:02

زبيدة ثورت

طباعة
نانيس جنيدي
في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من يونيو، وُلدت واحدة من أكثر نجمات السينما المصرية جمالًا ورقة، الفنانة زبيدة ثروت، التي امتلكت ملامح هادئة وصوتًا ناعمًا وعينين زرقاوين ظلّتا محفورتين في ذاكرة جمهور الخمسينيات والستينيات وحتى الأجيال التي لم تعاصرها، لكنها أحبتها من خلال الشاشة الفضية.
ولدت زبيدة في الإسكندرية عام 1940، لعائلة أرستقراطية الجذور، التحقت بكلية الحقوق، وكانت تحلم بأن تصبح محامية، لكن صورتها المنشورة على غلاف مجلة "الجيل" ضمن مسابقة "ملكة جمال المراهقات" كانت نقطة التحول الحقيقية، حين لفتت أنظار المخرجين والمنتجين الذين رأوا فيها نجمة سينمائية واعدة. بداية مشوارها الفني جاءت عبر أدوار صغيرة، لكنها سرعان ما اقتنصت البطولة في أفلامٍ أحبها الجمهور. أول أدوارها الكبرى كان في فيلم "دليلة" عام 1956، وشاركت فيه مع عبد الحليم حافظ وشادية، ثم توالت أفلامها التي رسخت صورتها كأيقونة للرومانسية، منها "يوم من عمري" الذي جمعها مرة أخرى بعبد الحليم، وأصبح من كلاسيكيات السينما العربية. توالت بعدها أعمالها الناجحة مثل "زمان يا حب"، "الحب الضائع"، "نساء في حياتي"، و"المذنبون"، وكان أداؤها يتسم بالصدق والبساطة، بعيدًا عن المبالغة، أدت أدوار الفتاة الرقيقة، المتمردة أحيانًا، الحبيبة الحالمة، أو السيدة النبيلة التي تفيض أنوثة وحنانًا. خارج الشاشة، عُرفت زبيدة برصانتها وبعدها عن الأضواء، رغم شهرتها الكبيرة، وأنجبت أربع بنات ثم اعتزلت الفن في نهاية السبعينيات، بعد أن شعرت بأن الزمن تغيّر، ولم تعد تجد نفسها في الأدوار التي تُعرض عليها. ابتعدت بصمت، وظل الجمهور يتذكّرها بكل الحنين. كان لها حضور استثنائي، لم يكن مبنيًا فقط على الجمال، بل على سحر هادئ ومزيج من الوقار والدلال، وملامح تكاد تكون مرسومة بدقة فنان، كانت واحدة من القليلات اللاتي جمعن بين الجاذبية والثقافة، وظهر ذلك في مقابلاتها القليلة، حيث بدت دائمًا ذكية، واعية، ومخلصة لفنها. رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا في ديسمبر 2016 بعد صراع مع المرض، لكنها بقيت حيّة في وجدان جمهورها، بصوتها الهامس، وعينيها الساحرتين، وأفلامها التي لا تزال تُعرض جيلاً بعد جيل. في ذكرى ميلادها، نتوقف عند اسمها بإجلال، نُعيد اكتشاف دفء السينما في زمنها، ونقول من القلب: شكرًا زبيدة، لأنكِ كنتِ... وما زلتِ، سيدة الحنين.

أخبار الساعة