رغم مرور السنوات، ما زالت العلاقة التي جمعت بين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والسندريلا سعاد حسني تحيطها الألغاز والتساؤلات، سواء في حياتهما الخاصة أو تفاصيل رحيلهما، وكأن بينهما رابطا خفيا امتد من الحب إلى القدر.
فمن المصادفات اللافتة، أن يوم ميلاد عبد الحليم حافظ هو ذاته اليوم الذي رحلت فيه سعاد حسني، وكأن القدر أراد أن يربط بينهما حتى في التاريخ.
أما عن قصة الحب التي جمعتهما، فقد كانت مثار حديث طويل في الأوساط الفنية والإعلامية، حيث أكد كثيرون وجود علاقة عاطفية قوية بينهما، بينما ظلت مسألة الزواج محل جدل واسع.
أسرة العندليب حافظت على موقفها الرافض لفكرة الزواج، ونفت حدوثه بشكل قاطع، في المقابل خرجت أسرة سعاد حسني لتؤكد أن الزواج تم بالفعل، وظهرت وثيقة قيل إنها عقد زواج عرفي بين الطرفين، زادت من حدة الجدل، خاصة بعد أن أيد الإعلامي الراحل مفيد فوزي صحة تلك الرواية قبل رحيله.
ولم تتوقف التشابهات بين النجمين عند حدود الحب أو الجدل، بل امتدت إلى تفاصيل النهاية، إذ توفي كل منهما خارج حدود الوطن، وتحديدا في العاصمة البريطانية لندن، عبد الحليم فارق الحياة هناك داخل أحد المستشفيات خلال رحلة علاج، أما سعاد فاختارت المنفى الاختياري في سنواتها الأخيرة، قبل أن ترحل في ظروف غامضة بعدما وجد جثمانها أسفل البناية التي كانت تقيم بها لدى صديقتها نادية يسري، في واقعة لا تزال لغزا حائرا حتى اليوم.
هكذا، جمعت الحياة بين عبد الحليم وسعاد في الحب، وجمعهما الموت في الغربة، لتبقى قصتهما واحدة من أكثر الحكايات إثارة وغموضا في تاريخ الفن العربي.