أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، حرصه على تزويد المعمل المركزي للمياه الجوفية، وفروعه بأحدث الأجهزة عالية التقنية، بالإضافة للعمل على رفع كفاءة العاملين، وإحلال وتجديد المعامل الفرعية، وذلك لتحقيق الاستفادة المثلى من إمكانيات هذه المعامل ورفع كفاءتها وإضافة عناصر جديدة مستقبلاً لقائمة الاعتماد الدولي، وإيمانا بالدور الهام للبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه ومراقبة نوعية المياه.
جاء ذلك خلال زيارته لمحافظة الوادي الجديد، اليوم /الأحد/، برفقة علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لتفقد المعمل المركزي للمياه الجوفية، ومركز التنمية المستدامة لموارد الوادي الجديد بمركز بحوث الصحراء، واكبر مزرعة لإنتاج التمور في العالم لأغراض زيادة الصادرات الزراعية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالتوسع في زراعة التمور، وإنشاء أكبر مزرعة للتمور في العالم، تضم 2.5 مليون نخلة على أرض الوادي الجديد، حيث قام الوزيران بزراعة نخلتين في مزرعة التمور بالوادي الجديد، ضمن خطة الدولة لزيادة الصادرات المصرية من التمور إلى الخارج ودعم منظومة التصنيع الزراعي لمنتجات التمور.
وخلال الزيارة، تفقد الوزيران، يرافقهما محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد المعمل المركزي التابع لقطاع المياه الجوفية بوزارة الري، ومركز التنمية المستدامة لموارد الوادي الجديد التابع لمركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة.
وقال سويلم، إن المعمل المركزي بالوادي الجديد تم إنشاؤه، وفقاً لأحدث المواصفات القياسية التي تتوافق مع الجودة ، وتم تزويده وتدعيمه بأحدث الأجهزة والمعدات والمستلزمات، وإعداد الدورات المتخصصة للسادة الكيميائيين، الأمر الذي مكن المعمل من الحصول على شهادة الاعتماد الدولي الايزو (17025) في مجال تحاليل المياه كيميائياً وبكتريولوجياً من المجلس الوطني لاعتماد المعامل في عام 2013 وبترخيص ممنوح حتى شهر ديسمبر القادم في 36 عنصرا كيميائيا وفيزيائيا و5 فحوصات ميكروبيولوجيه وهو عدد كبير من العناصر المعتمدة، مما يجعله أحد المعامل المتميزة على مستوى الجمهورية.
وأكد الدكتور سويلم، حرص وزارة الري على متابعة التزام المنتفعين بضوابط واشتراطات استخدام المياه الجوفية من خلال المتابعة المستمرة بمعرفة أجهزة قطاع المياه الجوفية بمختلف المحافظات من خلال منظومة للمراقبة والتحكم في الآبار الجوفية التابعة للوزارة، موضحاً أن هذه المتابعة المستمرة تهدف لتحقيق الإدارة المثلى لهذا المورد المائي الهام والاستخدام الرشيد له، خاصة أن المياه الجوفية العميقة في مصر هي مياه غير متجددة وتقع على أعماق كبيرة، ومشيرا إلى أن ضوابط لاستغلال المياه الجوفية لتحقيق استدامة الاستخدام في المشروعات القومية.
جدير بالذكر أن المعمل المركزي الذي يتبعه ثلاثة معامل فرعية في المنيا وطنطا والداخلة نجح بجداره في اجتياز دورات اختبارات الكفاءة الحرفية التي اشترك فيها خارج مصر خلال السنوات السابقة بالمعمل المرجعي للقياسات الكيميائية والحيوية بلندن والمعمل المرجعي الحكومي بهونج كونج، وهو ما جعل المعمل يقف ما بين مصاف المعامل العالميه في جودة الأداء.
وخلال الزيارة، تفقد وزيرا الزراعة والري ومحافظ الوادي الجديد أيضا مركز التنمية المستدامة لموارد الوادي الجديد التابع لمركز بحوث الصحراء والذي يُعد أحد أهم الكيانات البحثية والتنموية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
وأشاد وزير الزراعة بالدور الريادي الذي يقوم به مركز بحوث الصحراء في مجال البحوث التطبيقية ومساهمته الفاعلة في تنمية المناطق الصحراوية من خلال إدخال وتقييم محاصيل غير تقليدية مثل الكينوا والبانيكم والكاسافا بما يتناسب مع طبيعة البيئة المحلية ويعزز من كفاءة استخدام الموارد، مشيرا إلى أن الدولة المصرية حريصة على تعظيم إنتاجية الفدان وزيادة المساحات المنزرعة ضمن مشروعات عملاقة كلفت الدولة اكثر من تريليون جنيه في مجال استصلاح مساحات من الأراضي الصحراوية اقتربت من 4 ملايين فدان بتكلفة تتراوح ما بين 250 ألفا إلى 300 ألف جنيه للفدان الواحدة لتحقيق الأمن الغذائي.
كما أثنى فاروق على جهود المحطة في مجال حفظ الأصول الوراثية النباتية، من خلال بنك البذور المجتمعي والذي يقوم بجمع وحفظ بذور النباتات والمحاصيل ذات القيمة الاقتصادية والبيئية، كما أشاد بما تبذله المحطة فى مجال إنتاج الأسمدة العضوية والحيوية كأحد المكونات الأساسية لتعزيز الزراعة المستدامة في المناطق الصحراوية.
كما تفقد الوزيران والمحافظ معرضا لأهم منتجات المحطة من البذور والتقاوي ومنتجات الصوب الزراعية، حيث وجه وزير الزراعة باستمرار أنشطة دعم المزارعين وتكثيف الجهود البحثية والإرشادية لخدمة مجتمع الوادي الجديد.. مؤكدا ضرورة الاهتمام بالكوادر البشرية والبحثية العاملة في المحطة والعمل على تقديم كافة أوجه الدعم لمزارعي الوادي الجديد، خاصة في ظل الدور المجتمعي لمحطة، باعتبارها ذراعا تنمويا وعلميا فاعلا لمركز بحوث الصحراء في المحافظة، وما تقدمه من خدمات فنية وإرشادية من خلال الحقول الإرشادية ومدارس المزارعين الحقلية، والتي تسهم في نشر أفضل الممارسات الزراعية وتقديم الدعم الفني المتكامل للمزارعين .
وشدد علاء فاروق، على ضرورة أن تنعكس هذه الجهود التي تبذلها الوزارة وأجهزتها على المزارعين بالشكل الذي يسهم في تعظيم الانتاج.. مؤكدا أن الوزارة عملت بجهود كبيرة على تعظيم إنتاجية وحدتي الأرض والمياه، مما انعكس إيجابيا على متوسط انتاجية القمح، حيث زادت إنتاجية الفدان بما يقرب من أردب، ويتضح ذلك في معدلات التوريد التي زادت لأكثر من نصف مليون طن مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.