كشفت دراسة جديدة أن التعرض للبرد يمكن أن يعالج أمراض المناعة الذاتية لأن الجسم «يتوقف عن محاربة نفسه» من أجل الحفاظ على الحرارة.
وذكر موقع «ستادي فايندس» أن الباحثين في سويسرا يعتقدون أن البقاء في درجات حرارة منخفضة يمكن أن يكون طريقة جديدة لعلاج التصلب المتعدد (MS) ومرض السكري من النوع الأول، والذئبة، وغيرها من الأمراض التي تنطوي على مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم.
ووفقًا للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، يتعامل 23.5 مليون أمريكي مع واحد من أكثر من 80 من أمراض المناعة الذاتية المعروفة للعلماء.
وفحصت الدراسة الجديدة الفئران التي تعاني من نموذج مرض يعتمد على التصلب المتعدد البشري الذي وضعوه في بيئة معيشية أكثر برودة، حوالي 50 درجة فهرنهايت. وتوصل فريق البحث لكيفية دفع التعرض للبرد الحيوانات لتحويل مواردها من جهاز المناعة نحو الحفاظ على حرارة الجسم. ونتيجة لذلك، قلل الجهاز المناعي بشكل كبير من نشاطه الضار مما حد من الهجوم على أمراض المناعة الذاتية.
ويقول البروفيسور ميركو ترايكوفسكي من جامعة جنيف في بيان: «آليات دفاع أجسامنا ضد البيئة المعادية باهظة الثمن ويمكن أن تقيدها المقايضات عند تفعيل العديد منها».
ويضيف: «وبالتالي قد يتعين على الكائن الحي إعطاء الأولوية لتخصيص الموارد في برامج دفاع مختلفة اعتمادًا على قيم بقائهم على قيد الحياة».
وتابع: «لقد أظهرنا أن البرد يعدل نشاط الخلايا الوحيدة الالتهابية عن طريق تقليل قدرتها على تقديم المستضد، مما يجعل الخلايا التائية، وهي نوع من الخلايا ذات دور حاسم في المناعة الذاتية، أقل نشاطًا».
ويقول الباحثون إنه من خلال إجبار الجسم على زيادة التمثيل الغذائي للحفاظ على حرارة الجسم، فإن البرد يزيل الموارد التي يستخدمها الجهاز المناعي المعطل عادةً لمهاجمة الأنسجة السليمة. وهذا يؤدي إلى انخفاض في الخلايا المناعية الضارة وبالتالي يخفف من أعراض أمراض المناعة الذاتية.
ونُشِرت النتائج في مجلة «سيل ميتابوليزم- Cell Metabolism» العلمية.