الخميس 9 مايو 2024

علاقات تاريخية ممتدة تربط مصر ورومانيا.. ودبلوماسيون يكشفون ثمار تجديد التعاون بعد لقاء السيسي ويوهانيس

الرئيس السيسي ورئيس رومانيا كلاوس يوهانيس

تحقيقات27-10-2021 | 22:04

مؤمن سيد

تعود العلاقات بين مصر ورومانيا لأكثر من 115 عاما، ويوضح دبلوماسيون أن التعاون بين مصر ورومانيا بدأ منذ عهد الملك فاروق، وزاد التعاون الصناعي من بعد ثورة 1952م، ويعزز اجتماع اليوم العلاقات المصرية الرومانية، كما أن التعاون سيكون في مختلف المجالات الصناعية والتجارية، وتهتم البلدان بقضايا الأمن القومي، وخاصة الهجرة غير المشروعة.

واستقبل الرئيس السيسي صباح اليوم نظيره الروماني كلاوس يوهانيس بقصر الاتحادية، وأضاف الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروماني، "ناقشنا اليوم سبل التعاون المشترك بين البلدين وبصفة خاصة الاستثمار والتجارة والصناعة، واتفقنا على اللجنة المشتركة لتطوير العمل الفني على المستوى الثنائي لزيادة حجم التجارة بين البلدين".

علاقات ممتدة

فمن جانبه، قال السفير جمال بيومي وزير الخارجية الأسبق، إن علاقة مصر برومانيا هي علاقة ممتدة إلى ما يزيد على قرن من الزمان، واجتماع اليوم قد يسفر عن التعاون في العديد من المشروعات، فرومانيا لديها اهتمام بأمن الشرق الأوسط، كما أنها تعرف دور مصر في حفظ أمن المنطقة.

وأشار في تصريحه لبوابة دار الهلال إلى أنه فمنذ عهد الملك فاروق وهناك علاقات سياسية بين الدولة المصرية ورومانيا، وهو ما جعل عدد من الأفواج السياحية يتم تنظيمها في الماضي، بحيث تكون رحلتهم بين الإقامة لمدة في مصر ومدة أخرى في رومانيا.

وتابع: واستمرت العلاقات المصرية الرومانية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولا نستطيع أن ننسى اجتماع الرئيس الراحل السادات مع رئيس رومانيا "شاوشسكو"، مضيفا في الوقت الحالي رومانيا عضو في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد من أهميتها، لأن التجارة محررة بيننا وبينها، أي أن الصادرات والواردات معفاة من الرسوم الجمركية.

وأوضح بالنسبة لمسألة الغاز والكهرباء فإن مصر حاليا تقوم بالربط الكهربائي مع قبرص واليونان، وهو مشروع يهدف إلى الوصول إلى الشبكة الكهربائية للاتحاد الأوروبي، وتهتم رومانيا أن تكون دولة مستفيدة من هذا المشروع، وأما الغاز فمصر تملك بنية تحتية قوية لتسييل الغاز ونقله كذلك.

وأشار إلى أن من الممكن زيادة التعاون بين مصر ورومانيا بما ينشط مجال السياحة، خاصة أن مصر تهتم بتنشيط المجال السياحي في الفترة الأخيرة، مشددا على أهمية المجال الصناعي في العملية، فالسوق المصرية لا تعني 100 مليون إنسان، وإنما تصدر للعديد من الدول، والعديد من السلع في مصر يتم تصديرها للدول العربية ودول أفريقية بدون جمارك.

فكل هذه مزايا لأي مستثمر، وهو ما يشجع المستثمرين الرومانيين على الاستثمار في مصر، وهو ما يزيد بدوره حجم التعاون بين مصر ورومانيا، ويزيد الاستثمارات في الأراضي المصرية، ويزيد من حجم التجارة بين البلدين.

وقال في الشق السياسي هناك مسألة اهتمام رومانيا بأمن شرق المتوسط وأمن الشرق الأوسط بشكل عام، وقد أشار رئيس رومانيا اليوم بالفعل إلى هذا الاهتمام، كما تدرس البلدين التعاون الثنائي في محاربة الهجرة غير المشروعة، وعدة جرائم منظمة أخرى منها، الإرهاب وتجارة المخدرات.

وتابع هناك العديد من الملفات التي يمكن فتحها بين مصر ورومانيا، ومن الجيد أن هذه الملفات يتم مناقشتها الآن على مستوى رئاسي، بحيث يكون التعاون تحت إشراف الرئيس هو ما يعطي للعلاقات قوة كبيرة، وننتظر تحقيق تقدم كبير لصالح البلدين، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي كله يقدر دور مصر في حفظ أمن المنطقة، ومصر ليست مركزا مصدرا للهجرة غير المشروعة.

أوجه التعاون 

وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بيننا وبين رومانيا هي علاقات ممتدة، فإن رومانيا كانت من الدول المساندة لمصر سياسيا في مختلف الأصعدة، وطالما كان الرؤساء المصريون على صداقة وتفاهم مع الرؤساء الرومانيين، فعلاقة الرئيس جمال عبد الناصر مع رؤساء رومانيا كانت قوية جدا، وكذلك كانت علاقتهم بالرئيس السادات.

وأشار أن مصر اعتمدت على رومانيا في فترة سابقة، حيث كان التعاون الصناعي كبير جدا بين البلدين، وظهر هذا التعاون الصناعي بشكل واضح في الفترة من بعد ثورة 1952م، استمر هذا التعاون حتى الآن.

وأكد أن تناول الرئيس السيسي ونظيره الروماني الأزمة الليبية اليوم هو في غاية من الأهمية، لأن القضية الليبية اتخذت بالفعل الأطر المناسبة لحلها، والتي تسير فيها الآن من بعد مؤتمر طرابلس، وتتضح وجهة النظر المصرية في احترام ودعم سيادة جميع الدول بالمنطقة.

وتابع الوجه الأهم في تناول القضية الليبية بالنسبة لرومانيا، هو أن الأزمة الليبية تمثل خطر واضح على أوروبا كلها ومنها رومانيا، وتهتم رومانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي حاليا بأمن المنطقة من أجل ضمان الأمن القومي الأوروبي، ولذلك تهتم بشكل كبير في معرفة رأي وموقف مصر تجاه الأزمة.

وقال إن الأزمة الليبية إذا تضخمت ستؤثر بشكل خطير على أمن أوروبا، وبالتالي مناقشة القضية الليبية اليوم يدخل في دائرة اهتمام البلدين، مصر لأنها ترعى السلام في المنطقة، وتحاول الحفاظ على أمنها القومي، وأوروبا لأنها تسعى لحفظ أمنها القومي، وحل أزمة الهجرة الغير مشروعة، ومشكلات اللاجئين والنازحين.

Egypt Air