تعمل الدولة المصرية على إنشاء مدن جديدة متكاملة تسهم في خلق مساحات عمرانية جديدة وزيادة الفرص الاستثمارية، تتمثل في عواصم جديدة للمحافظات، وهو مشروع قومي وصفه خبراء بأنه يحمل أهمية كبرى لزيادة التوسع العمراني مع خلق مجتمعات متكاملة تشمل كل الخدمات ولا تقتصر على الخدمات السكنية فقط، بما يحقق عوائدا اقتصادية واستثمارية أيضا.
وفي كلمته أمس، خلال الاحتفال بيوم المدن العالمي، أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن مصر قد تبنت مشروعاً قومياً للتنمية الحضرية، من خلال إنشاء جيل من المدن الجديدة، المبنية على أسس المدن الخضراء، والمستدامة، والذكية، يأتي على رأسها، العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، وعشرين مدينة أخرى، يتم بناؤها جميعاً في وقت واحد، وكلها تتبع هذه الأسس والمبادئ القائمة على الاستدامة البيئية الخضراء.
وأضاف مدبولي: وفي نفس الوقت لم نهمل مدننا القديمة والقائمة، حيث تشهد جميع هذه المدن طفرة هائلة في تطوير البنية التحتية، وفي تطوير المناطق غير الآمنة، والمناطق العشوائية غير المخططة، وتطوير شبكات الطرق والمناطق الخضراء والمفتوحة بها، كما تأتي المناطق الأثرية والتراثية، على رأس أولويات الحكومة في عمليات التطوير، بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من مشروعات النقل الحضري، القائم على أحدث التقنيات البيئية المستدامة، التي تتم حاليا لربط كل المدن من الداخل، والربط بين بعضها البعض.
مدن بيئية مستحدثة
قال الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة المحلية، إن المدن الجديدة التي تنشئها مصر هي مدن بيئية مستحدثة على أرض الوطن بها خدمات ومرافق تقدم لساكني هذه البقع الجديدة، أي أنها قبل كونها مدينة كانت أرضا صحراء، فالمدن الجديدة فلسفة من عهود طويلة، مثلما أنشا الرئيس محمد أنور السادات المدينة الجديدة آنذاك عرفت بمدينة السادات، وكذلك مدينة 15 مايو، وهذه المدن من أوائل المدن الجديدة المستحدثة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس السيسي عندما تولى الرئيس السيسي منصبه عام 2014 كان حلمه أن تكون المدن صناعية، زراعية، خدمية، جامعية، علمية، طبية، متكاملة، كما اختلف شكل المدن الحالية عن المدن السابقة، بمعني أن المدن سابقا كانت عبارة عن مدن سكنية أو صناعية فقط، بينما المدن الآن هي مدن شاملة، تحوي على الجامعات، المستشفيات، المراكز الطبية، مراكز الشباب، المرافق العامة.
وأوضح أن المدن الجديدة التي تنشئها الدولة إذا تركت على حالها دون تطوير، فتكون الفائدة منها منعدمة، فمن خلال إنشاء المدن الجديدة لابد من توافر كل العوامل من تطويرها وإبقائها على رونقها، لمواكبتها مع كل طرق التطوير والتخطيط في العالم.
وأشار يحيى إلى أن أهمية المدن الجديدة في مصر، تكمن في فتح مجال للاتساع العمراني وكذلك فتح مجال للأيدي العاملة من خلال تشغيل العمال والمهندسين والأطباء للعمل في المراكز الصحية والمدرسيين في المدارس الحديثة.
وأكد أن هناك إشادة وتقدير دولي وإقليمي للجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية، ومتابعة من الدول الأخرى لما تشهده مصر من تقدم وازدهار في إنشاء المدن الجديدة، وهذا ما أكدته زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمعرض إكسبو 2020 في دبي، وحيث التقى محمد بن راشد نائب رئيس الدولة بالإمارات وحاكم دبي الذي أشاد بذلك التطور والازدهار.
التوسع العمراني
ومن جانبه، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن المدن الجديدة التي تنشئها الدولة في كل محافظات مصر وتبلغ تقريبا 20 مدينة جديدة في عواصم المحافظات، تحمل أهمية كبرى في ظل الطفرة التنموية في البلاد، حيث تعمل على التوسع العمراني، بما يقرب من 7,2% من المساحة السكنية المستغلة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا التوسع يسهم في خلق الاستثمارات وكذلك زيادة الرقعة العمرانية، مما يؤدي إلى زيادة الفرص الاستثمارية الواعدة، وتخفيف الضغط على العاصمة، توفير البنية التحتية اللازمة للوحدات السكنية، مؤكدا أن المدن الجديدة تنشأ على أحدث الطرز المعمارية ومجهزة ببنية تحتية كاملة ما يجعلها مدنا متكاملة وليست مجرد منطقة سكنية.