الثلاثاء 4 فبراير 2025

ثقافة

قاتِلٌ تَسَلسُلِيٌّ.. القصيدة الـ29 من ديوان «ترمي بشرر» لـ عمر هزاع

  • 4-11-2021 | 18:54

الشاعر عمر هزاع

طباعة
  • دار الهلال

تنشر "دار الهلال" القصيدة الـ 29 من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.

القصيدة الـ 29 من الديوان: قاتِلٌ تَسَلسُلِيٌّ

لا تَأمَنِي إِلَّايَ..

يا مُهرَةْ..

وَلتَفهَمي مِن دَرسِكِ العِبرَةْ..

هَذي القُدُورُ تَفُورُ..

صاخِبَةً..

حَولَيكِ..

لَكِن دُونَما قُدرَةْ..

جاؤُوكِ..

فِي ظُلَلِ الرَّغِيفِ..

وَلَم تَسلَمْ؛ مِنِ استِنساخِهِم؛ كِسرَةْ..

جاؤُوكِ..

مُختَضِبِينَ..

حَيثُ دَمِي؛ ماءً؛ غَدا..

وَقَصائِدي خُضرَةْ..

النِّفَّرِيُّونَ الذِينَ أَتَوا؛ مِن بَعدِهِ؛ لَيسُوا سِوى نَفرَةْ..

كَم حاوَلُوا التَّنظِيرَ!

وَاقتَنَصُوا!

لَكِنَّهُم لَم يُمسِكُوا الفِكرَةْ!

كَم يَرطُنُونَ بِها!

وَما عَرَفُوا أَنَّ الوِعاءَ القَلبُ..

لا النَّبرَةْ!

لا فَضلَ لِلشُّعَراءِ؛ إِن تَبِعُوا خَطوي؛ وَلَم تَجنَحْ بِهُم حُفرَةْ..

لَيسُوا؛ وَإِن فَتَنَتكِ حِيلَتُهُم؛ مِثلِي..

فَمِثلِي؛ فِي الهَوى؛ نُدرَةْ..

فِي كُلِّ قافِيَةٍ أَمُدُّ يَدًا؛ عَنها؛ أُنَفِّضُ مِنهُمُ عَشرَةْ..

فِي كُلِّ بَيتِ..

أَستَطِيعُ؛ إِذا ما قِيلَ: (هَذا صَرحُهُم)؛ كَسرَهْ..

أَسطِيعُ؛ لَو أَنِّي أُرِيدُ بِهُم شَرًّا؛ أَهُدُّ الجَمعَ فِي زَجرَةْ..

فَهَلِ اكتَشَفتِ السِّرَّ فِي لُغَتِي؟

حينَ استَعارُوا نَزفَها حُمرَةْ!

إِلَّم تَكُونِي جِدَّ واثِقَةٍ..

فَصِّي كَلامي.. فِقرَةً.. فِقرَةْ..

ما زِلتُ مَنبُوذًا بِمُعجِزَةٍ..

فَضَّلتُ فِيها الجَمرَ..

لا الدُّرَّةْ.. (1)

يَستَنكِرُونَ الخَمرَ فِي قَدَحي..

وَإِذا احتَسَوهُ استَمرَؤُوا السَّكرَةْ..

أَنا؛ مُنذُ ما الشُّعَراءُ قَد خُلِقُوا مُتَشابِهِينَ؛ وَلَم أَزَلْ طَفرَةْ..

هُم يَجرَحُونَ الصَّخرَ..

حِينَ؛ أَنا؛ أُهدِي دَمِي لِلقُبَّةِ الصَّخرَةْ..

لِلشِّعرِ طَعمٌ مالِحٌ بِفَمِي..

مِن بَعدِ ما أَسقَيتُهُم مُرَّهْ..

وَيَحُزُّ فِي نَفسِي بِأَنِّيَ قَد أَفشَيتُ سِرَّ نُبُوَّتِي..

جَهرَةْ..

إِلَّم تَطُولِي مُستَوى شَغَفِي؛ بِالشِّعرِ؛ لَن تُمسِي لَهُ ضُرَّةْ..

أَنا لَم أَكُنْ؛ يَومًا؛ مُعاوِيَةً لِتَظَلَّ؛ فِي ما بَيننا؛ شَعرَةْ..

أَنا مِثلُ شَمسِ البَحرِ..

آنِسَتِي..

لِي؛ فِي جُلُودِ صَواحِبِي؛ سُمرَةْ..

ما اشَّمَّسَتْ أُنثى؛ وَإِن هَرِمَتْ؛ إِلَّا كَسَوتُ غُضُونَها نَضرَةْ..

وَزَرَعتُ فِيها؛ مِن لَهِيبِ فَمي وَأَصابِعي وَمَطامِعِي؛ بَذرَةْ..

ما لَبوَةٌ زارَتْ عَرِينِيَ إِلَّااا؛ وَاسأَلِي؛ رَوَّضتُها هِرَّةْ..

لا شَيءَ يُشفي إِن شَرِبتِ دَمِي..

يَومًا..

فَإِدمانُ الهَوى مَرَّةْ..

سَتُرَدِّدِينَ:

لَئِن عَثَرتُ بِهِ..

ذاكَ الفَتى المَغرُورِ.. 

فِي عَثرَةْ..

قَوَّمتُهُ بِالنَّاهِدَينِ..

وَلَكِنَّ الفَتى يَختالُ في ثَورَةْ..

سَتُحَطِّبِينَ دَفاتِرِي..

وَلَعًا..

كَي تُوقِدي الآهاتِ وَالحَسرَةْ..

وَسَتَلعَنِينَ الصَّحوَ؛ كُلَّ ضُحًى..

بَعدَ اجتِرارِ اللَّيلِ؛ بِالخَمرَةْ..

كي..

تَلفِظِينِي..

ثُمَّ..

ثانِيَةً..

كَي..

تَلعَقِيني..

قَطرَةً..

قَطرَةْ..

وَسَتُدرِكِيني قاتِلًا نَهِمًا, وَتَسَلسُلِيَّ الكُودِ وَالشِّفرَةْ..

لَكِنَّ شَيئًا مااا؛ نَصَبتُ هُنا..

بِالضَّمِّ لا يُعنى وَلا الكسرَةْ..

سَيُعِيدُ تَشكِيلَ الصَّباحِ دُجًى..

يا شَهرَزادُ..

لِتَأمَني السَّهرَةْ..

وَيُعِيدُ تَذخِيرَ الحِزامِ..

لِكَي لا تَرهَبِي مَسرُورَ..

فِي القَمرَةْ..

لا تَعجَبِي مِمَّا أَقُولُ..

غَدًا..

تَأتِينَ فِي قَتلايَ..

فِي النَّشرَةْ..

لا تَعجَبي..

فالقِطُّ يَعشَقُ مَن يَمشِي بِهِ لِلمَوتِ..

بِالفِطرَةْ.. (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. قصة الجمرة والدرة:

مما سمحت تفاسير القرآن بأخذه عن قصة موسى؛ عليه السلام؛ أن موسى أخذ بلحية فرعون فنتفها، فاستدعى فرعون الذبّاحين، فقالت زوجته آسية: إنه صبي لا يعقل، ووضعت له جمرًا وياقوتًا، وقالت: إن أخذ الياقوت فاذبحه وإن أخذ الجمرة فاعرف أنه لا يعقل، فجاء جبريل فطرح في يده جمرةً، فطرحها موسى في فيه.

2. اتكاءة على المثل الشعبي (يُحِبُّ القِطُّ خَنَّاقَهُ).

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة