أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اهتمام الجامعة العربية البالغ بقضايا الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.
ونوهت "أبوغزالة" خلال "ندوة التسامح ونشر ثقافة السلام" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، بدور الجامعة العربية ودعوتها دائما إلى ضرورة إقامة جسور التواصل والتفاعل بين أتباع الحضارات المختلفة بما يحول دون الصدام أو المواجهة، وتسليط الأضواء على القواسم المشتركة بين مختلف الحضارات لخلق فضاءات مشتركة ومكافحة الظواهر السلبية مثل ظاهرة التطرف والتعصب بكافة صوره، والتصدي لظاهرة ازدراء الأديان، معتمدة في ذلك على ضرورة فتح الحوار باعتباره السبيل الوحيد لترسيخ ثقافة السلام وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب ونبذ الكراهية وسوء الفهم والتشويه المتبادل للثقافات والحضارات المختلفة.
وأشارت إلى دور الجامعة المهم في بلورة مفهوم متوازن للحوار بين الثقافات والتعايش بين الأديان وتحالف الحضارات، والتأكيد على ضرورة الالتزام بمبادئ العدل والإنصاف ونبذ التعصب والتمييز العنصري واحترام التنوع الثقافي في إطار من الحفاظ على تراثنا وهويتنا العربية.
وأضافت" إن مسؤوليتنا تجاه شعوبنا العربية تفرض علينا أن نتعاون في نشر قيم التسامح والسلام بغرض تحقيق الأمن والاستقرار، وهذا لن يتم إلا إذا توحدت رؤانا وجهودنا وعملنا معاً من منظور واحد لكي نعيش في مجتمع منفتح يسوده التسامح واحترام الآخر حتى نتمكن من تجاوز التحديات المشتركة التي يعرفها العالم".
وعبرت عن الأمل فى العمل على نشر وترسيخ بعض مبادئ التسامح لدى الأجيال الجديدة وحثهم على الالتزام بها، مشيرة إلى المبادئ التي تميز الثقافة العربية، ولعل أبرزها المساواة والتشاور في الرأي وحرية التعبير وتشجيع الإبداعات الإنسانية والتأكيد على مبدأ التعددية الثقافية والفكرية الذي يعد الركيزة الأساسية في تحقيق التوازن العالمي وتحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات.
ودعت "أبوغزالة" كافة الأجهزة الرسمية في الدول العربية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية إلى بذل المزيد من الجهود لتحقق حوارا بناءً بين مكونات المجتمع سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أوالدولي، وبين مختلف التيارات الفكرية والدينية والثقافية والعمل على نشر مبادئ التسامح ومبادئ الفكر الوسطي المعتدل وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح والتفاهم المتبادلين، وكذلك تشجيع الشباب على الإيمان بقوة التسامح في خلق مجتمعات متعايشة في سلام ووئام، مؤكدة على الدعم المطلق من جامعة الدول العربية.