الجمعة 31 مايو 2024

«الإيكونوميست» تكشف صفقة سرية بين القاعدة وإيران

9-6-2017 | 11:00

كتبت: ميادة محمد

ذكرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن الحادثين الإرهابيين الذين استهدفا البرلمان الإيراني، وقبر آية الله الخميني، وأعلن "داعش" مسئوليته عنهما، يؤكدان حدوث تطور هام، حيث أن الإرهاب كان قد تجنب طهران منذ فترة طويلة، لا سيما الهجمات الإرهابية ذات الطابع الاستشهادي.

ورأت المجلة إن هذا الأمر ليس من قبيل الصدفة، لأن أجهزة الأمن الحكومية الإيرانية فعالة وتتعامل بلا رحمة مع جميع أشكال المعارضة، بما في ذلك المتظاهرين الشرعيين وحتى أولئك الذين لديهم سوء نية بالنسبة للنظام، لكن الأهم من ذلك هو أن النظام الإيراني كان قد قطع صفقة سرية مع تنظيم القاعدة وفقا للمجلة.

وأشارت المجلة إلى أن تنظيم أسامة بن لادن، و"داعش"، دأبا على محاربة عملاء إيران في العراق وسوريا لسنوات، حيث أن قتل الشيعة من أهم شروط الجهاد عن الجهاديين السنة، وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قد حاول الهجوم داخل دولة الملالي من قبل، كما حاول إثارة الفتن بشكل روتيني ضد الإيرانيين من خلال مقاطع فيديو وبيانات دعائية، ومع ذلك، لم ينفذ التنظيم هجومًا ناجحًا في قلب طهران.

• سعت قيادة القاعدة منذ فترة طويلة إلى كبح جماح العنف ضد الشيعة في العراق، كما حاول أيمن الظواهري خليفة بن لادن إقناع أبو مصعب الزرقاوي مؤسس التنظيم في العراق بوقف استهداف المدنيين الشيعة، بينما كان الأخير يرغب في إثارة حرب أهلية واسعة النطاق في العراق، وعندما قام رجاله بتفجير المسجد الذهبي في سامراء في عام 2006، تحقق الهدف تقريبًا، وبالفعل أصاب العنف الطائفي العراق منذ ذلك الحين.

وقتل الزرقاوي في يونيو 2006، بعد أقل من عام من محاولة الظواهري إقناعه بوقف استهداف المدنيين الشيعة، لكن ورثته واصلوا استراتيجيته الطائفية داخل العراق، ولكنهم حتى عام 2014 التزموا بأمر من قادة القاعدة لتجنب العمليات الإرهابية داخل الأراضي الإيرانية وضد الشيعة خارج العراق، وانقسم الجانبان رسميًا في أوائل عام 2014، وفي تلك المرحلة اكتسب التنظيم الذي أطلق على نفسه اسم "داعش"، قوة، وشن حملة ضد الشيعة في جميع أنحاء المنطقة.

• في مايو 2014، ألقى المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، بيانًا حمل توبيخًا لاذعًا لقادة القاعدة الذين كشفوا عن علاقاتهم مع طهران.

•تخلت القيادة العامة لتنظيم القاعدة عن "داعش" في فبراير 2014، ولم يعد البغدادي والعدناني ملتزمين بأوامر أيمن الظواهري زعيم القاعدة، وبدأ تنظيمهما يشن هجمات عشوائية ضد المسلمين الشيعة بعيدًا عن العراق، وبدآ يتطلعان إلى عمليات داخل إيران أيضًا.

وحتى يومنا هذا وفقًا للإيكونوميست، تتجنب القاعدة الهجمات داخل إيران، على الرغم من أنها من الممكن أن تدعم الجماعات الإقليمية الأخرى التي تستهدف أحيانًا قوات الأمن الإيرانية على أراضيها.

وتكشف الملفات التي تم استردادها خلال غارة مايو 2011، على مجمع أسامة بن لادن في أبو تاباد بباكستان هذا الأمر، وتؤكد إحدى الوثائق إقرار عدناني بأوامر القاعدة.

ووفقًا للوثائق كتب بن لادن رسالة إلى تنظيم "داعش" في العراق، وبالتحديد لأبو حمزة المهاجر الملقب أيضًا بأبو أيوب المصري الذي قاد "داعش" في ذلك الوقت، وخلفه البغدادي بعد مقتله في عام 2010، وتضمنت الرسالة رفض زعيم القاعدة التهديدات التي وجهها "داعش" لإيران، مؤكدًا أن الأخيرة تعد الشريان الرئيسي للتمويل والمقاتلين والاتصال لا سيما في حال وجود رهائن.

وأوضحت المجلة أن بن لادن لم يكن ضد استهداف إيران من حيث المبدأ، لكنه اعتقد ببساطة أن تكلفة هذا الأمر ستكون مرتفعة، وفي ذات الوقت استفادة تنظيمه من هذه العلاقات كبيرة.

•يوليو 2011، حددت وزارة الخزانة الأمريكية قادة القاعدة، بمن فيهم شخص يعرف باسم ياسين السوري، الذي كان يدير شبكة التيسير داخل إيران في ذلك الوقت، وأوضحت الوزارة أن هذا الشخص يعمل تخت صفقة سرية بين التنظيم الإرهابي والحكومة الإيرانية، الأمر الذي سمح بنقل الأفراد والأموال في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا، كما أكدت إدارة أوباما حينها أن عدد من عناصر التنظيم المتورطة في مؤامرات تستهدف الغرب انتقلت أيضًا عبر إيران.

وفي السنوات التي تلت ذلك، واصلت عدة شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في إيران شغل مناصب رئيسية في أماكن أخرى، بما في ذلك داخل سوريا، كما أن الإرهابيين المعينين مثل محسن الفضلى وسنافي النصر، كلاهما قاد الشبكة في إيران لفترة من الوقت، أصبحا لاعبين أساسيين فيما يسمى بمجموعة خراسان.

وفي عام 2014، أمرت إدارة أوباما بضربات جوية تستهدف مجموعة خراسان، قائلة إن أعضاء، جناح القاعدة كانوا يخططون لهجمات في الغرب، وقتل كل من الفصلي ونصر في الضربات الأمريكية بسوريا.

ووفقا لوزارة الخزانة الأمريكية فإن زعيم "داعش" السابق كان له علاقاته الخاصة بالمخابرات الإيرانية خلال ذروة تورط أمريكا في حرب العراق، لكن التنظيم لا يحاول أن يذكر أتباعه بهذا الأمر، وبدلًا من ذلك ينتقد تنظيم القاعدة لاستعداده للتوصل إلى حل وسط مع الإيرانيين.

 

وحاولت دعاية داعش تصوير التنظيم على أنه طليعة المعارضة السنية للقوات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة.

وقالت المجلة إنه ليس هناك شك في أنه بعد الهجمات الأخيرة في إيران، ستعزز داعش رسالتها في هذا الاتجاه، ويمكن القول بأنه أخيرًا استطاع التنظيم الإرهابي أن ينقل حرب الجهاديين السنة إلى إيران، وهو أمر لم يكن تنظيم القاعدة مستعدًا له.