الخميس 26 سبتمبر 2024

متحف مفتوح لـ مصر الإسلامية.. أثريون يشيدون بوضع مدينة الفسطاط على قائمة التطوير

منطقة الفسطاط

تحقيقات30-11-2021 | 19:44

آية يوسف

تعمل الدولة على تطوير منطقة الفسطاط لتصبح متحفًا مفتوحًا لمصر الإسلامية، حيث تعتبر المدينة هي أقدم عاصمة إسلامية في إفريقيا أسسها عمرو بن العاص ، ومن أعرق الأحياء بالقاهرة الكبرى، حيث تضم العديد من المواقع الأثرية ، ويأتى ذلك في إطار جهود الدولة التطوير وإعادة إحياء المناطق التاريخة داخل مشروع تطوير القاهرة التاريخية.

وتتميز المدينة بالعديد من الآثار منها جامع عمرو بن العاص، الذي كان أول مبني يتم إقامته بالمدينة، بالإضافة إلى عدد من الكنائس منها الكنيسة المعلقة وكنيسة أبي سرجة التي بنيت فوق المغارة التي احتمت فيها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر، وكذلك معبد بن عزرا اليهودي، وحفائر أطلال مدينة الفسطاط، ومقياس النيل بجزيرة الروضة، وقصر المانسترلي، وقصر محمد علي بالمنيل.

وأكد أثريون أن جهود الدولة في تطوير المنطقة وإعادتها لما كانت عليه نظرا لما تضمه من أماكن تاريخية وتراث، والتأكيد على أهميتها وتاريخها وما يشمله المشروع، فضلا عن كيفية تحويلها لمتحف مفتوح لمصر الإسلامية.

وعقد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، اجتماعا لمناقشة إجراءات تنفيذ مشروع تطوير منطقة حفائر الفسطاط، وذلك ضمن متابعة تكليفات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في إطار مشروع الدولة المصرية لتطوير حدائق الفسطاط وإحياء المنطقة التراثية وإعادتها إلى رونقها ومظهرها الحضاري.

واستهل الاجتماع بالتأكيد على أهمية مدينة الفسطاط كأول وأقدم العواصم الإسلامية في إفريقيا والعمل علي تطويرها وإحيائها وإعادتها إلى رونقها ومظهرها الحضاري، مع الحفاظ على البقايا الأثرية، والسعي لإعادتها إلى بريقها وتاريخها العريق المميز لها.

كيف تصبح متحف مفتوح لمصر الإسلامية

في هذا الصدد، قال مختار الكسبانى، مستشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق، إن منطقة الفسطاط هي أقدم عاصمة إسلامية في مصر وإفريقيا، وهى التي فتحها العرب عام 21 هجريا، ظلت مركزا لنشر الدعوى الإسلامية وانطلاق الجيوش إلى شمال إفريقيا لفترة كبيرة من الزمن، وتمتاز المدينة بأنها قسمت لمناطق عديدة منها للإقامة ومازالت تحتوى على بعض المنازل القديمة التي تنسب إلى فترة الإنشاء أو العصور التي تلتها.

وأوضح أن هذا بالإضافة إلى أن هذه المدينة بنيت وسط تجمعات سكنية للأقباط واليهود في ذات الوقت، ومازالت الفسطاط إلى الآن هي المدينة الوحيدة التي نرى فيها المسجد والكنيسة والمعبد اليهودي في مكان واحد دون أي تفرقة.

وأوضح الكسباني، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن للدولة جهود كثيرة في تطوير المنطقة التى لها أهمية تاريخية وهى جهود كبيرة وصلت في الفترة الحالية إلى مرحلة القمة، فأصبح لدينا فكر بربط المناطق الحضارية في مصر على مر العصور وبمختلف مناطقها بحيث يمكن الانتقال من أقدم مدينة إسلامية إلى مدينة القاهرة القديمة إلى منطقة القاهرة الخديوية وربطهم بالطرق السريعة والمناسبة لزيارة هذه الأماكن المتعدده للآثار، إذن نري تطوير شبكة الطرق بالإضافة إلى تطوير المناطق وتقديم الخدمات اللوجستية لكل من يرتاد هذه المناطق وهو ما تقوم به الدولة الأن.

وأضاف: لو شاهدنا تطوير الفسطاط الآن سواء من تطوير منطقة عين الصيرة أو حمامات عين الصيرة وإزالة المقابر العشوائية هناك و سور مجري العيون وتطوير هذه المنطقة وكأنها أصبحت إقليم من إقاليم العصر الإسلامي، بالإضافة إلى إزالة كل الأنشطة الخطرة التى كانت تحيط بالآثار في هذه المنطقة مثل المدابغ والمدابح وغيرها من المباني العشوائية التي كانت قائمة هناك ، وبدأ يحدث إمداد عمراني حديث ومتطور متفق مع البيئة وتاريخ المنطقة، وقمنا بمقارنتها مما كانت علية من قبل لن نصدق.

وأشار إلى أن فكرة التطوير في المنطقة تشمل الحجر والبشر أيضا،  وبذلك تكون المنطقة متحف مفتوح لمصر الإسلامية من خلالها ربطها ببعضها وتطوير فضلا عن الآثار التى تحتويها للثلاث ديانات فيسير الزائر في الفسطاط ويرى جميع الآثار تحيط به.

جهود الدولة في تطوير منطقة الفسطاط

ومن جانبه، قال عاطف الدباح، مدير المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الدولة تعمل على تطوير منطقة الفسطاط منذ فترة طويلة، لإعادة إحياءها وبريقها لما كانت عليه في سابق عهدها كأول عاصمة إسلامية في مصر والقارة الإفريقية، كما أن المنطقة تحتوي على آثار تاريخية منها.

وأضاف أنه للأسف الشديد مع مرور الزمن بدأت تفقد المنطقة مكانتها وأصبحنا نرى فيها إقامة عشوائيات كثيرة طغت على المدينة.

وأوضح الدباح، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، لقد تم عمل تطوير متكامل لمنطقة الفسطاط بدأ من عين الصيرة والبحيرة لإعادة الوجه الحضارى، لها وتجميلها كجزء ضمن مخطط التطوير لإعادتها كمنطقة جذب سياحى، وتتحول من منطقة يغلب عليها مظاهر الإهمال والتلوث الى تطوير شامل لكل المنطقة لتحويلها لمتحف مفتوح لمصر الإسلامية، وأيضا تم الاهتمام بتطوير بحيرة عين الصيرة وتنقيتها وتطهيرها لتعود إلى طبيعتها الساحرة وكعلامة لمنطقة مميزة.

وأضاف: فضلا عن تطوير منطقة سور مجري العيون ومحيطه، فقامت الدولة بتمهيد الطرق داخل منطقة الفسطاط وربطها ببعضها البعض بالإضافة إلى إقامة الكباري وبناء جديد للبنية التحتية داخل المنطقة لسهولة ويسر الحركة، أيضا سيتم تطوير حديقة الفسطاط وتطوير الوجهات المعمارية للمناطق السكنية حتي تعود كما كانت، كل هذا وأكثر ستقوم به الدولة من جهود داخل المنطقة  بالتكامل مع مشروع تطوير القاهرة القديمة لتصبح الفسطاط متحف مفتوح لمصر الإسلامية.