بحث الاتحاد الأوروبي وزعماء دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي سبل تعزيز الجهود للتعافي المستدام بعد جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مع التأكيد على الأهمية الجيوسياسية للتحالف بين الجانبين.
جاء ذلك في اجتماع رفيع المستوى حضرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل والممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل جنبا إلى جنب مع رؤساء دول وحكومات 7 من بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، ممن تولوا رئاسة المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في عام 2021.
وذكر بيان مشترك صدر عن الجانبين بعد الاجتماع، ونشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي عبر موقعها الرسمي اليوم الجمعة أن رئيس المجلس الأوروبي أكد أن الاجتماع يمثل خطوة مهمة لإعادة إطلاق الحوار بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على أعلى مستوى، بعد توقف دام 6 سنوات، وقال "نأمل أن يكون ذلك بمثابة نقطة انطلاق نحو قمة ثنائية إقليمية كاملة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك".
وأضاف "يعتبر اجتماعنا ذا أهمية جيوسياسية كبيرة، لاسيما وأن دولنا تجمع معا ما يقرب من ثلث أعضاء الأمم المتحدة وسبعة أعضاء في مجموعة العشرين. لذلك يمكننا أن نلعب دورا حاسما في تشكيل جدول الأعمال متعدد الأطراف وفي التحديات العالمية الرئيسية مثل كوفيد-19 والتنمية المستدامة وتغير المناخ".
ومن جانبها، قالت فون دير لاين "إننا نتشارك الثقافة والقيم، وندعم التعددية، ونتواصل من خلال التجارة والاستثمار. وبناء على هذه الروابط، فإن الاتحاد الأوروبي جاهز للعمل مع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتحقيق انتعاش مستدام ورقمي وشامل اجتماعيا. ويمكن لاستراتيجية البوابة العالمية، التي أطلقناها للتو، أن تدفع بهذه الشراكة إلى الأمام. إنه نموذج لكيفية أن تبني أوروبا علاقات أكثر مرونة مع الشركاء في جميع أنحاء العالم".
وتابعت "أثبتنا أثناء تفشي الجائحة أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يمكنهم التضامن مع جميع الشركاء حول العالم، وبالفعل قمنا بدعم بلدان المنطقة باللقاحات لتلبية احتياجات الرعاية الصحية العاجلة بالإضافة إلى التمويل لمعالجة العواقب الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفا. لذلك يتوجب علينا أن نعمل الآن معا من أجل استجابة طويلة الأمد".
وكرر قادة الاتحاد الأوروبي استعدادهم لتكثيف التعاون للتصدي لوباء كوفيد-19 مع دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وأشاروا إلى منح بروكسل 3 مليارات يورو في شكل دعم صحي فوري لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وتصدير أكثر من 130 مليون جرعة لقاح إلى هذه الدول، فضلا عن منح 10 ملايين جرعة أخرى لما يقرب من نصف بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، وأكدوا أن بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) تعهد بتقديم قرض للأرجنتين بحوالي 85 مليون يورو لتمويل مبادرات الصمود والتأهب للأوبئة وكذلك لدعم شراء اللقاحات //بحسب البيان//.