الثلاثاء 16 ابريل 2024

أبوبكر خيرت.. مؤلف موسيقى ومهندس معماري

مقالات6-12-2021 | 01:38

ينتمى أبوبكر خيرت إلى جيل رواد التأليف الموسيقى فى مصر، الذى يتكون من يوسف جريس (1899 -1961 ) وحسن رشيد (1896 – 1969 ) وأبو بكر خيرت (191. -1963 )، وقد كان أبو بكر خيرت رائدًا فى عدة مجالات موسيقية، فقد كان أول مؤلف موسيقى مصرى أو عربى يؤلف (كونشيرتو منفرد)، عندما ألف كونشيرتو البيانو والأوكسترا الأول عام 1944، وكان أول من ألف فتتاحية تصويرية، عندما ألف الافتتاحية التصويرية (إيزيس) عام 1956، وكان أول من استخدم الألحان الشعبية المصرية فى مؤلف للأوركسترا، عندما ألف المتتالية الشعبية عام 1958.

 وكذلك كان أول من أعاد صياغة نماذج من تراث الموسيقى العربية للكورال والأوركسترا، عندما أعاد صياغة موشح "لما بدا يتثنى" من التراث القديم، وطقطوقة "إيه العبارة" لفنان الشعب سيد درويش عام 1962.

 ويذكر أن أبو بكر خيرت كان أكثر أبناء جيله اقترابا من الروح المصرية، وكان أول مؤلف موسيقى مصرى تسجل أعماله على أسطوانات، وأخيرًا فقد كان أول عميد لكونسيرفتوار القاهرة عند إنشائه عام 1959، وهو كمهنس معمارى قام بتصميم مبانى معاهد أكاديمية الفنون بالهرم وهى "المعهد العالى للفنون المسرحية –المعهد العالى للسينما – كونسيرفتوار القاهرة – المعهد العالى للباليه"، وقاعة سيد درويش بالهرم، وقد اكتملت كلها فى حياته، بالإضافة إلى عدد من المبانى الشهيرة فى القاهرة، نذكر منها عمارة "موبيل أويل" على النيل بالقاهرة، ومستشفى الكاتب ومستشفى مجدى بحى الدقى بالقاهرة، وكذلك مبانى المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة.   

والآن نلقى بعض الأضواء على حياة ومؤلفات أبوبكر خيرت الذى ولد بالقاهرة فى الـ27 من أبريل 191.، فى أسرة محبة للفن والثقافة، فقد كان والده محاميا يهوى الفنون التشكيلية والموسيقى، وكان منزل الأسرة فى شارع خيرت بحى السيدة زينب رضى الله عنها بالقاهرة، ملتقى لمشاهير الفنانين فى ذلك الوقت، أمثال: سيد درويش وعازف الكمان السورى الشهيرسامى الشوا، ومصطفى بك رضا، وحسن أنور، وإبراهيم القبانى، وغيرهم.

وهكذا عاش أبوبكر خيرت سنين طفولته الأولى فى جو حافل بالموسيقى العربية الأصيلة، واستمع إليها من مشاهير الموسيقيين فى ذلك الوقت، وقد كان لذلك أكبر الأثر عليه فيما بعد، فقد جاءت مؤلفاته قريبة من الوجدان المصرى والعربى بشكل عام.   

بدأ خيرت دراسة الموسيقى وهو فى الخامسة من عمره، فدرس عزف آلة الكمان على الأستاذ أحمد داده لمدة خمس سنوات، وعندما بلغ العاشرة من عمره بدأ دراسة عزف آلة البيانو على الأستاذ كوستاكى، واستمر يدرس معه لمدة عشر سنوات، حتى حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية بامتيازعام 193.، فأرسل فى بعثة دراسية إلى باريس لاستكمال دراساته فى الهندسة المعمارية وتخطيط المدن بمدرسة الفنون الجميلة العليا فى باريس، فقضى هناك خمس سنوات حتى أكمل دراست ، وحصل فى نهايتها على ما يلى :

- دبلوم الدولة فى الهندسة المعمارية.

- الجائزة الأولى لأفضل مشروع دبلوم فى فرنسا، والجدير بالذكر أنه المصرى الوحيد الذى فاز بهذه الجائزة فى تلك الفترة.

- الميدالية الفضية الكبرى عن مشروع مبنى دار أوبرا جديدة بالقاهرة، من مدرسة الفنون الجميلة فى باريس.

- دبلوم معهد تخطيط المدن التابع لجامعة باريس.

- دبلوم مدرسة الرابطة المعمارية فى لندن.                                                                                                                                

وقد انتهز أبوبكر خيرت فرصة وجوده فى باريس لدراسة الهندسة المعمارية، وواصل فى نفس الوقت دراسة عزف البيانو والهارمونى والتأليف الموسيقى ،فى دروس خاصة مع أساتذة من كونسيرفتوار باريس.

وفى عام 1935، عاد أبوبكر خيرت إلى مصر وبدأ ممارسة عمله كمهندس معمارى، وفى نفس الوقت استكمل دراسته فى عزف البيانو مع أستاذه القديم كوستاكى، وبعد وفاة ذلك الأستاذ استكمل دراسته مع كل من الأستاذ تيجرمان والأستاذ كمبيزى، واستمر أبوبكر خيرت فى كتابة مؤلفاته الموسيقية المتنوعة، سواء كانت للبيانو المنفرد أو لموسيقا الحجرة أو للأوركسترا، وقد بلغ عدد مؤلفاته أربعون عملا كان آخرها كونشيرتو البيانو والأوركسترا الثانى فى سلم فا الصغير مصنف "33"، والذى قدم لأول مرة فى الثامن من يونيو عام 1963، بدار سنيما أوبرا بالقاهرة، وقد قام المؤلف بنفسه بعزف البيانو المنفرد بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة جوزيبى جاليانو، وقد حضر كاتب هذه السطور ذلك الحفل ورأى كيف كان أبوبكر خيرت كان عازفا بارعا للبيانو، وقد أمتع جمهور الحاضرين فى ذلك الحفل بعزفه البارع، وبعد ذلك الحفل بحوالى أربعة أشهر ونصف وفى الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1963 توفى أبو بكر خيرت فجأة فى مكتبه بكونسيرفتوار القاهرة، وهو مجتمع بخريجى الدفعة الأولى من الكونسيرفتوار الذى كان هو أول عميد له.

وقد فاز أبوبكر خيرت بجائزة الدولة التشجيعية فى التأليف الموسيقى عام 1959 عن مؤلفه (المتتالية الشعبية)، والجدير بالذكر أن خيرت كان عضوا فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية (المجلس الأعلى للثقافة حاليا) وكان المقرر العام للجنة الموسيقى، كما كان عضوا فى المكتب الفنى لأوركسترا القاهرة السيمفونى، وفى عام 1957 حدث أن زار أبو بكر خيرت الاتحاد السوفيتى (السابق) بدعوة من وزارة الثقافة السوفيتية التى أقامت له حفلا موسيقيًا رسميًا عزفت فيه ثلاثة من مؤلفاته السيمفونية، وقد أشادت جريدة البرافدا السوفيتية بمؤلفات أبوبكر خيرت وتميزها، ولما علم الزعيم جمال عبدالناصر بذلك، أمر بإقامة حفل بدار أوبرا القاهرة القديمة عزفت فيها مؤلفات أبوبكر خيرت فقط، وحضرها الزعيم جمال عبدالناصر تكريما له، ولكل فنان يرفع اسم مصر عاليا، وفى عام 1958 مثل خيرت الجمهورية العربية المتحدة فى مهرجان الموسيقى العالمى فى بوخارست، وعزفت سيمفونيته الثانية المعروفة بالشعبية، وفيما يلى بيان بمؤلفات أبوبكر خيرت الموسيقية

أولا : مؤلفات البيانو المنفرد :

1-   خمس دراسات للبيانو.

2-   قصيدة للبيانو مصنف (18 ).

3-   دراسات للكونسير مصنف (13 ) . 

4-   متتالية شعبية مصنف (25 ) فى سلم فا الكبير.

5-   سوناتتين .

ثانيا: مؤلفات موسيقا الحجرة :

1- سداسى للفلوت وخمس آلات وترية .

2- سوناتا للكمان والوتريات .

3- متتالية للكلارينيت والبيانو .

4- سوناتا للفلوت والبيانو .

ثالثا: المؤلفات الأوركسترالية  

1-   كونشيرتو البيانو والأوركسترا رقم (1) فى سلم دو الصغير، مصنف (1) وقد ألفه عام 1944. وقد جاءت حركاته الثلاث على النحو التالى :

الحركة الأولى : تصدير بطئ – سريع فى بريق ،وفى صيغة السوناتا .                                     

الحركة الثانية :بكئ وشجى ،وفى صيغة ثلاثية .

الحركة الثالثة :روندو – سريع للغاية .

2-   السيمفونية الأولى (الثورة) فى سلم فا الصفير مصنف (2) وقد أتمها خيرت فى الثامن  من مايو عام 1954 .

وقد جاءت حركاتها على النحو التالى :

الحركة الأولى: سريعة فى اعتدال .

الحركة الثانية: بطيئة غنائية .

الحركة الثالثة: ختام، فى صيغة الروندو.  

3-   السيمفونية الثانية (الشعبية) فى سلم صول الصغير، مصنف (21 )، وقد أتمها المؤلف فى صيف عام 1955،

وقد جاءت حركاتها على النحو التالى :

الحركة الأولى: متوسطة السرعة، ومكتوبة فى صيغة السوناتا .

الحركة الثانية: بطيئة وشجية، ومكتوبة فى صيغة ثلاثية، ويصور فيها المؤلف رقصة العصا (التحطيب).

الحركة الثالثة: سريعة ورشيقة – إسكرتسو، ويصور فيها المؤلف الرقص السكندرى فى الأفراح.

الحركة الرابعة: ختام سريع – جاءت فى صيغة الروندو ، ويصور فيها المؤلف رحلة نهر النيل من المنبع إلى المصب .

4-   افتتاحية (إيزيس )، 1956 .

وقد استوحاه المؤلف من رواية إيزيس للكاتب المصرى الكبير توفيق الحكيم، وقد قرأها أثناء رحلة استجمام فى لبنان، وألف هذه الافتتاحية فيما بين  يومى2 و6 أكتوبر 1956، وأهداها إلى توفيق الحكيم .

5-   السيمفونية الثالثة: في سلم دو الكبير، مصنف (23) و أتمها عام 1958

الحركة الأولى: سريعة ونشيطة ، ومكتوبة فى صيغة السوناتا.     الحركة الثانية : بطيئة وشجية ومكتوبة فى صيغة اللحن وتنويعاته، وقد بناها المؤلف على أحد ألحان سيد درويش فى مسرحيتة الغنائية شهرزاد .

الحركة الثالثة : فالس ذو طابع درامى (حرالصياغة ) .

الحركة الرابعة : ختام سريع ،مكتوب فى صيغة السوناتا .

 وقد بدأ خيرت تأليف هذه السيمفونية فى السابع من نوفمبر 1957، وأتمها فى الثامن والعشرين من أبريل 1958 .

6-   المتتالية الشعبية، وقد أتمها المؤلف فى أواخر عام 1958 ، وفاز عنها بجائزة التشجيعية فى التأليف الموسيقى عام 1959.

وتتكون هذه المتتالية من سبعة مقطوعات، الأولى مكتوبة فى صيغة البشرف المعروفة فى الموسيقى العربية، وهى بعنوان (مدخل) والمقطوعة الثانية بعنوان (أغنية وقانون) وفى هذه المقطوعة تشارك آلة القانون مع الأوركسترا، وتبدأ المقطوعة بتمهيد يعزفه الأوركسترا يسبق سماع عازف القانون ثم يتوارى الأوركسترا ويترك المجال لعازف القانون ليصول ويجول ويظهر براعته فى الناحيتين التكنيكية والتعبيرية، وفى النهاية ينهى عازف القانون دوره ليختتم الأوركسترا المقطوعة. وقد قام بعزف آلة القانون فى الأسطوانة التى سجلت عليها هذه المتتالية عازف القانون البارع عبدالفتاح منسى.

يلى ذلك ألحان خمس أغانى شعبية كان المؤلف يغنيها فى طفولته وهى (عطشان ياصبايا – يمامة حلوة ومنين أجيبها – بفتة هندى – وجننتينى يا بنت يابيضة  - أنصتوا أيها الصحاب)، واللحن الأخيرهو الذى يغنيه العسكرى زعبلة فى المسرحية الغنائية (شهر زاد) لسيد درويش .

 

7- الافتتاحية الشعبية: فى سلم فا الكبير مصنف (26)، وقد أتمها المؤلف فى يناير 1960، وأهداها إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

 

 8- كونشيرتو البيانو والأوركسترا رقم (2) فى سلم فا الصغير، مصنف (33) عام 1962 .

الحركة الأولى :متوسطة السرعة ثم سريعة ، وهى مكتوبة فى صيغة السوناتا .

الحركة الثانية : بطيئة وشجية، ومكتوبة فى صيغة ثلاثية .

الحركة الثالثة : بعنوان (مصرية) ومكتوبة فى صيغة السوناتا .

رابعا: المؤلفات الغنائية :

1-   إعادة صياغة موشح (لما بدا يتثنى) من التراث القديم للكورال والأوركسترا مصنف (34)، قدم لأول مرة فى السابع والعشرين من أبريل 1962.

والجدير بالذكر أن أبوبكر خيرت كان أول من أعاد صياغة نماذج من تراث الموسيقى العربية ، للكورال والأوركسترا، وقد عزف هذا الموشح أيضا ضمن فقرات برنامج حفل افتتاح قاعة سيد درويش للموسيقى بالهرم فى (21 /5/1967 ).

2- إعادة صياغة طقطوقة (إيه العبارة) لسيد درويش وقد أعاد خيرت صياغتها للكورال والأوركسترا .

3- ضراعة: للكورال والأوركسترا .

4- نسمة الصباح ، شعر محمود خيرت ، للكورال والأوركسترا .

5- نظرة واحدة تسعدنى: شعر محمود خيرت ، للألطو والبيانو .

 

** أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالي للنقد الفنى بأكاديمية الفنون