تقرير/ أميرة سعيد
كم من المرات دخلت في حوار مع أحد من الأصدقاء أو الأهل والجيران وتطلع بمثل تقول “ياااااااه أهو هو ده جه فى وقته بصحيح”، وكأنه يعبرعن حالك بالضبط، وتقول: “قول كمان مهو مش أي كلام ده مثل شعبي مصري من بتاع زمان، وعلى الأصل دور يا أفندي”؛.. لذلك قررت «الهلال اليوم» تقديم أصل وحكاية كل مثل فهيا بنا نفتح صندوق الأمثال والحكم.
"على قد لحافك مد رجليك"
يُحكى أن شابًا ورث عن والده أموال طائلة أنفقها ببذخ وسفه حتى أصبح لا يملك قوت يومه فاضطر للعمل عند أحد أصحاب الحدائق، وتبين أنه ابن ترف لم يعمل من قبل فسأله صاحب العمل عن قصته وعندما أخبره بها قرر الرجل أن يزوجه ابنته وأعطاه منزلا صغيرا وعملا بسيطا وطلب منه أن يمد رجله على قد لحافه .
"القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود "..
مثل مصري عامي أُطلق في الأصل لتوعية الناس على التوفير والبعد عن التبذير ومع الزمن أصبح يدل على أهمية المال بصفة عامة.. ممثلا في القِرش (عملة معدنية كانت متداولة منذ سنوات كان لونها أبيض والمئة منها تكون جنيها).. ينفع في اليوم الأسود (للدلالة على أيام المآزق والمصاعب والظروف الصعبة).
"لاقينى ولا تغدينى" ..
مثل شعبي يعني أن حسن لقاء الضيف خير من تقديم الطعام له..
"المتعوس متعوس ولو علقوا في رقبته فانوس"
يحكى أن أخوين أحدهما غني والثاني فقير، فقرر الغني في أحد الأيام أن يرسل لأخيه المال بشكل غير مباشر، لكي لا يحرجه فألقى في طريقه كيس من النقود، وانتظر أن يأتي له بخبر العثور على نقود في الطريق، لكن أخاه أخبره أنه قرر أن يأتي مغمضا عينيه هذا اليوم، فقال الأخ الغني: "المتعوس متعوس ولو علقنا على رأسه فانوس".
"دخول الحمام مش زي خروجه"
أحد الرجال افتتح حماما تركيا وجعل دخوله بالمجان، فأسرع الناس للذهاب له، لكنه كان يتحفظ على ملابسهم وعند خروجهم يطلب منهم النقود لاستلام الملابس وعندما سأله الناس ألم تقل أن الدخول بالمجان؟ فأجاب: "دخول الحمام مش زي خروجه".
"جه يكحلها عماها"
يحكى أن قط وكلب تربيا معا في قصر وحدثت صداقة بينهما، وكان الكلب معجب بعيني القط فسأله ذات مرة عن سر جمالها، فقال القط إن عينيه بها كحل ولما سأله الكلب كيف لك هذا؟ قال القط لا أعرف فغار الكلب وأحضر بعض الكحل ووضعه على إصبعه ليضعه في عينيه لكن مخلبه فقأ عينه بدلا من تكحيلها.
"اللي ميعرفش يقول عدس"
في أحد الأيام قام لص بسرقة النقود من متجر غلال وخرج مهرولا فأسرع ورائه صاحب المتجر وعندما تعثر اللص في شوال عدس وانتشر العدس في الأرض ظن الناس أنه سرق بعض العدس ليأكله ولاموا التاجر على قسوته فرد التاجر قائلا: "اللي ميعرفش يقول عدس!".
"ماحنا دافنينه سوا"
كان رجلان يبيعان زيتا يحملانه على حمار ويتجولان من مكان إلى مكان وحدث عندما مات الحمار حزن صاحباه حزنا شديدا نتيجة الخسارة الكبيرة التى تنتج عن فقدانه ولكن فجأه صاح أحداهما لصاحبه وقال:أسكت ..وكف عن البكاء فقد جاءت لى فكرة إذا قمنا بتنفذها جنينا من ورائها مكسبا كبيرا وعلينا أن نقوم بدفن الحمار ونبنى عليه قبة ونقول هذا مزار أحد الصالحين..ونحكى للناس قصص وأخبار معلنين فيها فضائله.. وكراماته التى ظهرت مع الكبار والصغار. فيأتى إلينا الناس ويتباركون بما أخفينا فتنهال علينا الهدايا..فرح صديقه بهذه الفكرة فرحة غامرة وماهى إلا ساعات قليلة حتى كانت جثة الحمار تحت قبة ظليلة..وأصبح بائعا الزيت من وجهاء البلد حيث توافد الزائرون والزائرات..ولم يمر وقت من الزمن حتى كانت لهما جولات يسرحون فيها ليجمعوا التبرعات والنذور..وفى أحدى السنين أخفى أحدهما عن زميله جزءا من حصيلة النذور مما جعله يشك فى ذمته وأخذ يعاتبه على ما فعله..فما كان من الخائن إلا أنه قال لصديقه وهو يشير للقبة" ..حلفنى على كرامة هذا الرجل الطاهر" ..فألتفت إليه صاحبه وحدق النظر فيه وقال له أحلفك على مين يابابا "ماحنا دفنينه سوا" .
"اللى اختشوا ماتوا"
يحكى أن كان فى مجموعة من النساء قديما فى حمام النساء وقام حريق بهذا الحمام ولما قام هذا الحريق خرجت بعض النساء عرايا واللى اختشوا بقوا فى الحمام وماتو وغيرها كثير من الأمثال الشعبية التي تحمل حكم وقصص طريفة، ما زالت محتفظة بحكمتها لنتعلم منها على مر الزمن.
" القرد في عين أمه غزال"
حيث جلس الحاكم على كرسيه وطلب أن تقام مسابقة للجمال وأن تتقدم الحيوانات ذات الجمال لتستعرضه ليتم إعلان الفائز وإعطائه جائزة المسابقة وبدأت الحيوانات تمر أمامه واحداً تلو الآخر مختالة بجمالها فمر الطاووس وابنه والغزال وصغيره ثم الزرافة وصغيرها والأسد ابنه وقبل أن ينطق الحاكم بجائزة الفوز لأجمل الحيوانات فوجئ بقردة تجري أمامه مستعرضة ابنها
"شايل طاجن ستك"
يعبر المثال عن النكد والحزن والإنسان الذى يحمل الهم دائماً. فيرجع أصله إلى الجدات شديدات الانتقاد، واللاتى لا يعجبهن شئ فكانت الفتاة تنتهى من إعداد المأكولات فى الطواجن وتحملها على رأسها إلى جدتها فى محاولة لإرضائها ولكن الجدة كعادتها لا يعجبها شئ. ومن هنا أصبح "طاجن الجدة" أو "طاجن ستها" كلمة تُعبر عن النكد والهم.
" جوع كلبك يتبعك "
و يضرب المثل في معاشرة اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به.. قال المفضل: أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان عنيفاً على أهل مملكته، يغصبهم أموالهم، ويسلبهم ما في أيديهم. وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك. وإن امرأته سمعت أصوات السؤال فقالت: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونن في العيش الرغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً وقد كانوا لنا أتباعاً. فرد عليها: جوع كلبك يتبعك. وأرسلها مثلاً. فلبث بذلك زماناً، ثم أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاً، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من الجهد، ونحن نكره خروج الملك منكم أهل البيت إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه، وكان قد عرف بغيه واعتداءه عليهم فأجابهم إلى ذلك، فوثبوا عليه فقتلوه. فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول وقد سمع بقوله: جوع كلبك يتبعك. فقال: ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه.
"موت يا حمار"
يحكى عن أحد الحكام شاهد حمارًا دخل إلى بستانه، فأمر بإحضار الحمار وإعدامه فهمس الوزير في أذنه «إنه حمار يا مولاي» فأمر الحاكم على الحمار أن يتعلم الأصول ويراعي الأوامر الملكية، وأذن مؤذن في المدينة بدعوة من يملك القدرة على تعليم الحمار، وله من المال ما يشاء.. خشى الناس الأمر ولكن رجلًا تقدم وقرر أنه سيعلم الحمار بشرط أن يمنحه السلطان قصرًا يعيش فيه ومالًا وفيرًا وبستانًأ كبيرًا ومدة للتعليم عشر سنوات فوافق الحاكم، وأخبر الرجل المعلم أنه سيقطع رقبته إن لم يفلح في تعليم الحمار، وانطلق الرجل إلى زوجته يخبرها بالخبر السعيد وبالقصر والحياة الرغدة التي تنتظرها، ولكن المرأة شغلها الأمر فسألته عن مصيره المحتوم بعد انتهاء المدة المحددة فهي تعلم أن الحمار لن يتعلم والحاكم سوف يقطع رقبة زوجها، إن لم يفلح، فرد الرجل: «بعد عشر سنين إما سيموت السلطان أو أموت أنا، أو يموت الحمار» ومن هنا حرف العرب المقولة إلى «موت يا حمار» ومن هنا جرى استخدام التعبير وصار مرتبطًا في الوطن العربي بالأشخاص الذين يعتمدون على عنصر الزمن في التنصل من مسؤولياتهم أو الهروب من التفكير فيما يخفيه القدر».
"عامل نفسه من بنها"
يرجع السبب فى استخدام هذا التعبير إلى الركاب فى "قطار وجه بحرى". فهذا القطار يمر على محافظة بنها أيًا كانت وجهته، فهى أول محطة بعد القاهرة. لهذا اعتاد الركاب المتجهون لبنها أن يستأذنوا من الركاب الجالسين فى الجلوس لأن المسافة لا تستغرق سوى دقائق معدودة. ولكن استغل الركاب الاخرون هذه الطريقة كحيلة للحصول على مقاعد بحجة أنهم سيغادرون القطار في محطة بنها، ليجد من قاموا من مجالسهم أنهم يستأنفون الجلوس.