تغيرت سياسة الصين تجاه منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير خلال السنوات الماضية في عهد الرئيس الصيني شي جينبينج، وبدلا من التحفظ المعهود لبكين عن الانخراط مع دول المنطقة، انتهجت سياسة إبقاء مسافة متساوية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع مختلف اللاعبين الإقليميين.
وبحسب تحليل لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية نُشر على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، عمل جينبينج الوفاء بما تعهد به في 2014 بمضاعفة حجم تجارة الصين مع الشرق الأوسط بحلول 2023، وبالفعل أصبحت الصين اليوم أكبر مستورد للنفط الخام ويأتي نصف استيرادها من الشرق الأوسط، بجانب أنها باتت أكبر شريك تجاري للمنطقة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشارت المجلة إلى أن الصين استطاعت أيضا ببطء تحقيق توسع متزايد في بصمتها الأمنية بجانب إصرارها على أن تكون شريك للتطوير في المنطقة، ولذلك في منتصف يناير الماضي أطلقت بكين قوتها الناعمة عندما أعلنت إنشاء آلاف من المدارس والمراكز الصحية والمنازل لاستبدال تلك التي تدمرت في نزاعات العراق.
وأوضحت المجلة أن هناك العديد من المنافع العائدة على الصين من توثيق علاقتها بالشرق الأوسط، فهي بالفعل تحتاج كميات كبيرة من النفط لتغطية تجارتها المتوسعة وحجم سكانها الهائل، كما أنها ترغب في تأمين طرق إمداد بحرية، خشية أن تقرر الولايات المتحدة الأمريكية إغلاقها في أي وقت، بالإضافة إلى رغبتها المعروفة في توسيع مصالحها التجارية بالشرق الأوسط عبر مبادرة الحزام والطريق.
ويهدف الرئيس الصيني عبر مشروعه التجاري الحزام والطريق بجعل الصين قائدة العولمة المستقبلية، وهو ما يجعل الشرق الأوسط الذي يقع في مفترق الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا جزءا حيويا من التوسع الاقتصادي للصين، لكن أهداف الصين التجارية في الشرق الأوسط ليست إلا جزءا من استراتيجية أكبر، وفقا لتحليل "فورين بوليسي".
ويعد الهدف الرئيسي من الاستراتيجية هو أن تصبح قوة عظمى، أو "في مكانها الصحيح" طبقا لتصريح شي جينبينج، وبحسب المجلة، فإن بكين تنوي قلّب هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتحويلها إلى منطقة ضمن النفوذ الصيني، وذلك ليس فقط لتأمين احتياجتها من الطاقة أو تنمية تجارتها لكن أيضا للترويج لأفكارها السياسية.