زار وفد أوروبي أذربيجان، في إطار الجهود الأوروبية لتنويع عاجل لمصادر الإمداد بالغاز، وتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي، بعد التوترات بين روسيا والدول الغربية بشأن أوكرانيا، والمخاوف من قطع الإمدادات.
وأعلن بيان مشترك عقب لقاء وزير الطاقة الأذري بارفيز شاهبازوف بالمفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون، أن "الاجتماع الوزاري الثامن للمجلس الاستشاري لممر الغاز الجنوبي جاء بهدف التأكيد على شراكة الطاقة الاستراتيجية بين الجانبين وعلى الأهداف المشتركة لأمني الطاقة والإمداد".
وشدد البيان المشترك على مدى أهمية "ممر الغاز الجنوبي بتوفير إمدادات طاقة موثوقة وبأسعار معقولة من أذربيجان إلى الأسواق في جورجيا وتركيا وأوروبا".
ولفت البيان إلى أن "نظام النقل والذي يمتد عبر 6 بلدان يساهم في تنويع إمدادات الطاقة ومصادرها، بما في ذلك المناطق التي كانت تفتقر سابقاً إلى الوصول للغاز الطبيعي".
بدورها، كتبت سيمسون على "مواقع التواصل الاجتماعي" أثناء وجودها في باكو، "أريد أن أشكر أذربيجان لجهودها الرامية إلى زيادة عمليات تسليم الغاز للاتحاد الأوروبي عبر ممر الغاز الجنوبي (Southern Gas Corridor). أذربيجان استجابت للنداء مؤكدةً صدقيّتها".
وسبق أن ترأست سيمسون مع الرئيس الأذري إلهام علييف الاجتماع الوزاري السنوي للدول المشاركة في مشروع "ممر الغاز الجنوبي".
وهذا المشروع مؤلف من 3 أنابيب غاز تربط بين أذربيجان وجورجيا وتركيا واليونان وألبانيا وأخيرًا البحر الأدرياتيكي وصولًا إلى إيطاليا.
وانتهى بناء شبكة أنابيب الغاز عام 2020، وهي مخصصة لتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي. وبدأت باكو أواخر العام الماضي باستخدام هذه الشبكة لإرسال الغاز إلى أوروبا من حقل شاه دنيز الضخم.
وأشارت سيمسون إلى أن "ممر الغاز الجنوبي استراتيجي لسياسة الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة وسلامة الإمدادات"، واصفةً الممر بأنه "إنجاز".
وعقدت المفوضة الأوروبية بعدها لقاء ثنائيًا مع الرئيس علييف، وأشادت بـ"حوار يتكثّف حول زيادة عمليات تسليم الغاز والتعاون بشأن الطاقات المتجددة والانتقال في مجال الطاقة".
وأعرب علييف عن "أمله في أن تُختتم قريبًا المفاوضات بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي حول اتفاق جديد"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.
وساهمت عمليات التسليم الضئيلة منذ أشهر في ارتفاع تاريخي للأسعار، في حين تتّهم بعض الجهات موسكو بتعمد عدم تغيير الوضع الراهن بهدف دفع أوروبا لتشغيل أنبوب غاز "نورد ستريم 2".
وتكثفت الجهود في الأسابيع الأخيرة بعدما دفع التصعيد بين موسكو وكييف الحكومات الأوروبية إلى التفكير في سيناريو لم يكن من الممكن تصوره في السابق، يتمثل في أن يؤدي الصراع إلى قطع التدفقات من روسيا، والتي توفر نحو 40% من إمدادات الغاز لدول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.
وتوقع عدد قليل من المسؤولين حدوث ذلك، ويدركون أن كميات ضخمة من الغاز الروسي لا يُمكن استبدالها في المستقبل القريب، الأمر الذي حفز السعي لإيجاد مصادر احتياطية لتغطية اقتصاد لا يستطيع العمل دون إمدادات الغاز، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين يتسابقون لإيجاد بدائل على المدى القريب لإعادة ملء الاحتياطات المستنفدة، مُشيرة إلى توجه أكثر من 20 ناقلة نفط من الولايات المتحدة إلى أوروبا، بسبب ارتفاع أسعار الغاز في دول الاتحاد الأوروبي.