الإثنين 3 يونيو 2024

الإندبندنت: هل تعاني من عدوى عاطفية حول الصراع في أوكرانيا؟ لست وحدك

أوكرانيا

عرب وعالم4-3-2022 | 10:55

دار الهلال

 نشرت صحيفة "الإندبندنت" مقال رأي لحسين كسواني بعنوان "هل تعاني من عدوى عاطفية حول الصراع في أوكرانيا؟ لست وحدك".

واعتبر الكاتب أن "الطريقة التي يستهلك بها معظم الأشخاص الآن المعلومات عبر الإنترنت تعني أن التفسيرات الشخصية شديدة الانفعال للأحداث الجارية ستكون تلقائية".

وقال إنه في الأيام الأخيرة شاهدنا الأحداث في أوكرانيا " تستحوذ على جميع جوانب وسائل التواصل الاجتماعي. لقد رأينا مؤثرين في مجال الموضة وصالة الألعاب الرياضية يشاركون رسوما بيانية ونشطاء مؤثرين ينشرون مقاطع فيديو مزعجة تخاطب فلاديمير بوتين وعلامات تجارية استهلاكية تعبر عن تضامنها مع أوكرانيا".

وأضاف "جرت مقارنة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مناسبات عدة، بأبطال خارقين من مارفل وأطلق عليه لقب الرجل الذي تتخيله صديقتك بالفعل، في حين أن عبارات من الحرب، مثل تفاعل القوات الأوكرانية مع سفينة حربية روسية، تحولت بالفعل إلى كوميكس كثيرة".

وأوضح كسواني أن منصات الوسائل الاجتماعية تمتلئ بالمحتوى المرتبط بالحرب، وفي هذا السياق نشر موقع "ذي هافنتون بوست" مقالات توصي بطرق لإدارة طوفان المحتوى عبر الإنترنت حول الحرب.

ودعا الموقع المستخدمين إلى أخذ استراحات من الأخبار وإلى البكاء للتنفيس العاطفي. لكن المقال أثار انتقادات حيث نُظر إليه "على أنه مؤشر على نطاق واسع لجهل الأنجلوسفير الذي يصر فيه الغربيون المتميزون الذين يعيشون في الديمقراطيات الليبرالية على التمركز حول أنفسهم، معتقدين أنهم هم الشخصية الرئيسية في التاريخ".

لكن الكاتب يعتقد أيضا أنه "من غير العدل الإشارة إلى أن التغريدات والمشاركات المذعورة حول الإرهاق والتعب في ما يتعلق بالأحداث الجارية هي نرجسية فقط".

وأكد أنه "في حين أن العديد من الأشخاص الذين يشاهدون العملية العسكرية وهي تحدث عبر تويتر وتيك توك قد يعيشون بعيدا عن أوكرانيا ولا يهمهم بوتين، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أنه حتى الحد الأدنى نسبيا من التعرض للمحتوى العنيف والرسومات يرتبط بتأثيرات جسدية حقيقية، مثل ضغط حاد وأعراض لاضطراب ما بعد الصدمة، في حين أن التعرض المتكرر للعنف المصور يمكن أن يضخم الاختلالات الحالية في الصحة العقلية، مع آثار طويلة المدى على إدارة الإجهاد أيضا".

وأضاف أن "هذا لا ينطبق فقط على الكوارث الإنسانية أو الصراع في مناطق الحروب، إذ تشير الأبحاث إلى أن التعرض لوسائل الإعلام السلبية من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشأن القضايا المتعلقة بالصحة العامة أو تغير المناخ يمكن أن يكون له تأثيرات مماثلة، لأسباب ليس أقلها أنه مع إغراق الناس بأخبار أكثر من أي وقت مضى، يصبح من الصعب تفسير كل المعلومات".

وقال "نتيجة هذه الوفرة في المحتوى الرقمي، من وجهة نظري، هو أنه يصبح من السهل للغاية المبالغة في تقدير وتقليل قربك من الأحداث الجارية، مع وجود تأثير غير مباشر يتمثل في الشعور بالعجز عن الاستجابة بشكل مناسب".

وألقى الكاتب باللوم في الوقت نفسه على "منافذ الأخبار الرقمية نفسها، والتي أبلغ العديد منها عن الصراع بطرق تعمل على تحسين ظهورها على المنصات من خلال استغلال مخاوف القراء ونقاط ضعفهم، من خلال الإشارة على سبيل المثال، إلى أن الصراع في أوكرانيا قد يشكل تهديدا فوريا ووشيكا للمملكة المتحدة".

وقال إن "الطلب المستمر على المحتوى من خلال منصات التكنولوجيا ونظام التخصيص المفرط الذي يعملون فيه سيؤدي حتما إلى القصص التي تثير الخوف والقلق، حتى لو كان من غير المرجح أن تتحقق على الإطلاق".

وأضاف أن "علماء النفس لاحظوا أن المحتوى واسع الانتشار على منصات التكنولوجيا هو نتيجة مشاركة مدفوعة بالعاطفة، ويربط المستخدمون ويفهمون عواطف الشخص الذي يشارك المحتوى معهم، وهي عملية يشار إليها منذ ذلك الحين باسم عدوى العاطفية".