الجمعة 17 مايو 2024

مقاهي تاريخية... «مقهى النوفرة» بسوريا عمره يعود إلى 500 عام (19-30)

صورة ارشيفية

ثقافة20-4-2022 | 16:38

بيمن خليل

لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزء يمثِّل تاريخ مهم من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي ذات التاريخ والأثر، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية إنطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا، على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت المقاهي كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.


يعد مقهى النوفرة بدمشق في العاصمة السورية من أقدم المقاهي هناك حيث يتجاوز عمره الـ 500 سنة، ويقع المقهى في حي النوفرة والذي كان يعتبر من محاسن دمشق في العصور الوسطى.


يتكون المقهى من صالة داخلية تبلغ مساحتها 60 متر مربع تتسع لـ 24 طاولة يجلس على كل منها 4 أشخاص، ويتكون أيضا من صالة خارجية مساحتها 30 متر مربع تتسع لـ 12 طاولة يجلس على كل منها شخص واحد.


وما يميز المقهى هو جمال عمارته العريقة وساحته المرصوفة بأحجار البازلت السوداء، ويتميز موقعه أيضًا بموقعه الفريد حيث أنه يطل على الجهة الخلفية الجنوبية للجامع الأموي بالإضافة إلى كون جميع حارات دمشق القديمة تتفرع من عند هذا المقهى.


كما يتميز أيضًا أن بجوار المقهى دار تسمى دار النوفرة وكانت تدار أمور الحكم الأموي من خلالها، يوجد في الدار غرفة ونقش عليها هنا أقام الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز، الدار حاليًا مقفلة.


وسُمّي المقهى بالنوفرة نسبة للنافورة التي كانت تتدفق بارتفاع 4 إلى 5 أمتار في بحرة مجاورة للمكان، وقد توقفت هذه النافورة عن التدفق بعد توقف النهر الذي كان يغذيها واسمه "نهر يزيد" عن الجريان منذ 50 عامًا.