الخميس 16 مايو 2024

حماية السلام

مقالات26-4-2022 | 23:22

 توقفت كثيراً وطويلاً أمام تعبير عبقرى قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أول أمس بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاماً على تحرير سيناء «ان من أراد السلام فعليه بامتلاك القوة اللازمة القادرة على الحفاظ عليه».. وفى اعتقادى انها ليست عبارة عادية ولكنها تمثل إستراتيجية وطن وعقيدة دولة.. ورؤية قيادة فأى سلام يراد له الاستمرار والخلود لابد أن يستند ويرتكز على قوة تحميه وتصونه وتحفظه.. لذلك جاءت مقولات «السلام لابد من قوة تحميه.. وامتلاك القوة والقدرة والردع يمنع تفكير الأعداء فى المساس بالحقوق والخطوط الحمراء والأرض والسيادة أو العدوان.. ويجهض التفكير فى استخدام القوة لأن العدو يعلم ان هناك من سيكبده خسائر فادحة».
تعلمنا ان الاجتهاد فى امتلاك قوة الردع يمنع الحرب والعدوان فى ظل عالم لا يعترف إلا بالقوة والأقوياء.. فقد أدركت مصر مبكراً هذا المبدأ لذلك عكفت على بناء القوة والقدرة وأحدثت توازناً فى القوة بالمنطقة بعد أن تعرضت لثغرات وفجوة عميقة لكن أصبحت مصر فى عهد الرئيس السيسى هى القوة الأولى فى المنطقة وأفريقيا وأحد أهم القوى العسكرية فى العالم خاصة بعد القرار التاريخى والوطنى فى تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى العالم.. وهو ما أعاد المشروعات الشيطانية والأطماع والأوهام إلى أدراجها من جديد لتظل تبحث عن الفرصة المواتية فى لحظات ضعف الأوطان لا قدر الله.
الشيء العبقرى ان الرئيس السيسى لم يختصر أو يختزل امتلاك القوة والقدرة على القوة العسكرية التى تفوقت فيها مصر بفضل وجود جيش وطنى عظيم قوى وصلب ولكنه نجح فى بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة فى كل مكونات ومقومات الدولة خاصة القوة الاقتصادية.
فى اعتقادى ان قوة الدولة المصرية وقدرتها الفائقة المسالمة لا المستسلمة هى التى حافظت على حقوقها وسيادتها وأراضيها وأمنها القومي.. فمن ينسى «الخط الأحمر» (سرت- الجفرة) فى ليبيا ودحر الإرهاب فى سيناء واجبار أعداء مصر على إنهاء مؤامرة الربيع العربي.. وضمان حقوقنا فى الجنوب وحماية ثرواتنا وحقوقنا فى شرق المتوسط هذه هى القوة والقدرة التى بناها الرئيس السيسي.
القوة الكاملة والمتكاملة والشاملة والمؤثرة التى أشار إليها الرئيس السيسى إلى جانب القوة العسكرية يعنى قوة الاقتصاد وهو ما نجح فى إنجازه السيسى من خلال اقتصاد وطنى واعد استند على أكبر عملية إصلاح فى 2016 فى تاريخ مصر.. وهو الأمر الذى حصده الاقتصاد المصرى وجعله اقتصاداً واعداً قادرآً على امتصاص الصدمات ومقاومة الأزمات.. وقادراً على تحقيق معدلات للنمو، جاذباً للاستثمار يعتمد على تنوع وتعدد موارده ومصادره يقوم على ركيزتين مهمتين الزراعة والصناعة وتوفير احتياجات المصريين أيضا هى قوة الوعى المصرى من خلال أكبر عملية بناء حقيقى للوعي.. والفهم الصحيح أدركت خطورة المؤامرة الإخوانية المدفوعة من قوى خارجية.. وهذا الوعى نجح فى اطلاع المصريين على كافة تفاصيل المشروعات والسيناريوهات الشيطانية والخبيثة.. والتعرف على خيانة وعمالة الإخوان التى تاجرت بالدين واستخدمته لخداع المصريين والتدليس على الناس.. رغم ان جماعة الإخوان المجرمين.. وهذا التنظيم الإرهابى ليس له علاقة بالدين أو الإسلام من قريب أو بعيد.. وأى فعل أو سلوك محرم إلا واقترفته أياديهم الملوثة بالدماء والقتل والتفجير.. وألسنتهم الملوثة بالكذب والخداع والتدليس وخيانة الأوطان والتآمر عليها والعمل على إحداث الفتنة والوقيعة بين الناس وشق الصف.. لذلك هل بعد كل هذا الإخوان لهم علاقة بالدين؟ وهل هناك أحد مازال يصدق هذه الخزعبلات؟
أيضاً هناك قوة الاصطفاف والتماسك والوحدة واللحمة المصرية وان هذا الشعب على قلب رجل واحد.. وهو ما جعل ومكن مصر من التصدى لكل المؤامرات وحملات الخداع والإرهاب والكذب والشائعات والتشكيك.. ومحاولات تركيع وإسقاط مصر.. وأيضاً خاض المصريون معركة التنمية والبناء وتحملوا تداعيات الإصلاح الاقتصادى عن طيب خاطر ووعى لحتمية ذلك.
أيضاً هناك قوة مهمة هى قوة الوحدة الوطنية والمواطنة والتسامح والتعايش والوسطية والاعتدال والحفاظ على الهوية المصرية ذات العمق الحضارى وكذلك ترسيخ مكونات ومقومات الشخصية المصرية.. واستعادة مفردات القوى الناعمة المصرية مثل الدراما التى عادت للتوهج والقوة والإعلام الذى مازال الأفضل.. ويصطف فى خندق الوطن كذلك هناك قوة الدبلوماسية المصرية.. من خلال الدبلوماسية الرئاسية التى نجحت خلال السنوات الماضية فى بناء علاقات دولية وشبكة من الأصدقاء والأشقاء والشركاء.. حيث تقوم السياسة المصرية الدولية على الاحترام المتبادل بين الدول واحترام الإرادة الشعبية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وتعزيز سبل التعاون والشراكة لتحقيق المصالح المشتركة وتبادل الموارد واستغلالها والتنسيق والتشاور لحل الأزمات الإقليمية والدولية.. والحلول السياسية والتفاوضية وتغليب لغة الحوار بدلاً من الحروب والصراعات والنزاعات لذلك أصبحت مصر تتمتع بمصداقية وثقة عالمية من دول المجتمع الدولى فهى دولة قوية وقادرة لكنها لا تعتدى على أحد ولا تطمع فى أحد.. مسالمة وليست مستسلمة.. قادرة لكنها فى الوقت ذاته تريد السلام.
السيسى نجح فى بناء معادلة قوة شاملة ومتكاملة ومؤثرة تتكون من القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والاجتماعية.. القوى الناعمة ومكوناتها المختلفة التى منحت الدولة المصرية بريقاً وتوهجاً.. إن أعظم إنجاز للرئيس السيسى هو تأسيس دولة بالمعنى الحقيقى للدولة.. تملك قوتها وقدرتها وقرارها.. وقوة الردع.. والقدرة على تلبية احتياجات وتطلعات المصريين.. وضمان عدم تكرار لحظات الخطر التى تعرضت لها مصر مثل أحداث الخراب العربي.. لتكون مصر على الدوام دولة صلبة ضد السقوط أو الانهيار طالما انها تمتلك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة وكذلك قوة الفهم والوعى والاصطفاف والقوة الناعمة والعلاقات المبنية على الندية.
.. هى القوة والقدرة المصرية التى تضمن حقوقنا المشروعة.. وسيادتنا وحماية أراضينا وأمننا القومي.. القوة والقدرة التى لا تفكر فى الاعتداء أو العدوان على أحد.
.. القوة التى تستطيع ان تحمى المستقبل وتوفر الحياة الكريمة لكل المصريين على مدار الأجيال.
حقاً سيادة الرئيس.. إن من أراد السلام، فعليه بامتلاك القوة اللازمة والقادرة للحفاظ عليه.. تلك هى رؤية وخطة وإستراتيجية مصر.. لامتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة.
 
الاستشفاء الأخلاقى
 
 
يتحدث الكثير عن التعافى الاقتصادى ويفسرون ويسهبون ويضعون الرؤى والحلول والسبيل لتحقيق ذلك.. لكن لا نجد الكثيرين فى نفس الوقت يتحدثون عن أهمية التعافى أو الاستشفاء الأخلاقى رغم انه الأصل ولابد ان يسبق الجانب الاقتصادى أو المالى فقد اختفت معايير القناعة والرضا وتوارت معانى الضمير والشرف والأمانة والكفاح والتعب والنضال من أجل لقمة العيش وانتشر الكذب والخداع والتدليس بعد ان غرست جماعة الإخوان المجرمين بذرة النفاق والانتهازية والخداع والتدليس وشق الصف والفتنة خاصة وان عقيدتها الشيطانية تشير إلى مبدأ فرق تسد للأسف على مدار ما يقرب من 94 عاماً نجح هذا التنظيم الإرهابى فى إصابة بعض الفئات بآفات اجتماعية خطيرة عبارة عن كل الصفات والظواهر السلبية التى نعانى منها الآن.
فى اعتقادى ان الأخلاق ربما أهم أو على أقل تقدير تسبق التعافى الاقتصادى فهى أساس النجاح الاقتصادي.. فنحن نتحدث عن الضمير والتفانى والصدق والاتقان والرضا والقناعة كل هذه القيم ثروات لا تقدر بمال.. واذا افترضنا وجودها بالكامل عليك ان تسأل ما هو المردود والعائد الاقتصادى عندما تجد الصدق والنزاهة والشفافية والتفانى والضمير الحى وعدم الرشوة.. 
لذلك اسأل روحك كم من المليارات أو التريليونات تضيع على العالم بسبب الفساد والرشوة وغياب الضمير والكذب لذلك من المهم عملية استشفاء أخلاقى كاملة حتى نستعيد الضمير والصدق وعدم الازدواجية والشعور بالرضا للأسف السوشيال ميديا وأحداث 25 يناير أظهرت أسوأ ما يضمه المجتمع من فئات تعيش بيننا لتنظر وتفسد وتكذب وتحرض وتنشر الشائعات وتحاول الإضرار بالوطن دون أدنى مسئولية ومساعدة أعدائه بجهل وعدم مسئولية بنشر الشائعات والاكاذيب أو تصديق عدو مازال يكذب منذ عشرات العقود ورغم أنه لم يصدق ولو لمرة واحدة مازال البعض يصدق وأحيانا يتعاطف وأحيانا ينخدع لذلك علينا أن نعلم الناس الأخلاق والضمير وحب الأوطان والمروءة والعطاء وعدم الحديث فى أى أمر بدون علم واحترام المرأة والفتاة واحترام الآخرين حتى لا نجد تحرشاً أو معاكسات أو زوجاً يقتل زوجته أو العكس.. التعافى الأخلاقى أهم حجر فى بنيان التقدم وفوائده وعوائده الاقتصادية لا تقدر بمال ولا تستطيع أن تضمنها الموازنات الضخمة لذلك نقول الأدب فضلوه على العلم.. الأخلاق سلاح مهم للأمم وهى قضية أمن قومي.. 
لذلك لابد أن نوليها اهتماماً كبيراً لا يقل عن الاهتمام بالبعد الاقتصادي.

تحيا مصر