الثلاثاء 14 مايو 2024

نيويورك تايمز: واشنطن تضغط على تايوان لتبني نموذج التسلح الأوكراني

واشنطن

عرب وعالم8-5-2022 | 10:26

دار الهلال

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن ضغوطات يمارسها البيت الأبيض على ​تايوان​ لشراء ​أسلحة​ أمريكية تمكن جيشها الصغير من صدِّ أي غزو بحري قد تشنه ​الصين​، وذلك بدلاً من الأسلحة المُصممة للحرب التقليدية، وفقاً لما ذكره مسئولون أمريكيون وتايوانيون.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته، إلى أنه تم تسريع حملة الضغط الأمريكية لتشكيل دفاعات تايوان منذ بداية العملية العسكرية الروسية في ​أوكرانيا​ التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين في أواخر فبراير الماضي. وأقنعت الحرب في أوكرانيا واشنطن وتايبيه، بأن احتمالية الغزو الصيني للجزيرة في السنوات المقبلة تمثل خطراً قائماً في الوقت الحالي، وأنه يمكن للجيش التايواني الأصغر التغلب على عدو أكبر متى امتلك الأسلحة المناسبة وتبنى استراتيجية حرب غير متكافئة تركز على التنقل والهجمات الدقيقة.

وذكرت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين يعملون حالياً على تقييم قدرات الجيش التايواني لتحديد ما إذا كان بإمكانه محاربة أي غزو محتمل، على النحو الذي تفعله القوات الأوكرانية. وتحاول رئيسة تايوان تساي إنج وين توجيه جيش البلاد نحو الحرب غير المتكافئة، كما تحركت لشراء عدد كبير من الأسلحة المحمولة والقاتلة التي يصعب استهدافها أو مقاومتها، إلا أن بعض مسئولي الدفاع التايوانيين يقاومون هذه التحركات. كما رأى المسئولون الأمريكيون أن بعض أنظمة الأسلحة التي حاولت وزارة الدفاع التايوانية طلبها، مثل مروحية "أم أتش-60 آر سي هوك"، التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن"، ليست مناسبة للحرب ضد الجيش الصيني، بحسب الصحيفة. ووفقاً لـ"نيويورك تايمز" فإن المسئولين الأمريكيين، حذروا نظرائهم التايوانيين من أنَّ وزارة الخارجية سترفض مثل هذه الطلبات، كما طلبوا من صانعي الأسلحة الأمريكيين الامتناع عن مطالبة الوكالات الأمريكية بالموافقة على الطلبات التايوانية لبعض الأسلحة، مشيرة إلى أن عملية الشراء عادةً ما تكون معقدة في ظل مشاركة أطراف عدة فيها.

ويقول المسئولون والمشرعون الديمقراطيون والجمهوريون إن أحد الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا، هو أنه يجب على الولايات المتحدة المساعدة في تحويل تايوان إلى قوة بإمكانها ردع الهجمات المحتملة من الصين. وشارك مسئولو وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين في المناقشات مع الحكومة التايوانية، وأرسل المشرعون ومساعدو الكونجرس رسائل مماثلة إلى تايبيه.

كما أرسلت إدارة الرئيس جو بايدن وفداً من الحزبين مؤلفاً من خمسة من كبار مسئولي الأمن القومي السابقين إلى الجزيرة، في أوائل مارس الماضي، للتحدث إلى تساي ومسئولين آخرين حول استراتيجية الدفاع في البلاد وشراء الأسلحة، من بين أمور أخرى، حسب الصحيفة. وتحدث المسئولون الحاليون والسابقون الأمريكيون والتايوانيون المطلعون على المناقشات، إلى الصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المفاوضات. ونقلت "نيويورك تايمز" عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن "الاستمرار في شراء الأنظمة التي لن تسهم بشكل هادف في تحقيق استراتيجية دفاعية فعالة لا يتوافق مع التهديد الأمني ​​المتطور الذي تواجهه تايوان الآن، ولذا فإنَّ الولايات المتحدة تدعم جهود تايبيه بقوة لتبني استراتيجية دفاعية غير متكافئة".

وكشف مسئول آخر في وزارة الخارجية أن المحادثات مع تايوان بشأن الأسلحة جرت في وقت مبكر من وصول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض، مشيراً إلى أن الحكومتين "تنظران الآن في الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا". ولطالما تعهدت الصين بجعل تايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تعد شريكة للولايات المتحدة، تحت سيطرتها.

وعلى الرغم من عدم وجود ما يشير إلى حتمية الحرب، فقد اتهم الرئيس الصيني شي جين بينج بتبني "سياسة خارجية أكثر عدوانية من أسلافه"، وهو ما يجعل المسئولين الأمريكيين يخشون من إمكانية غزوه لتايبيه، بحسب تعبير الصحيفة الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن غزو الصين لتايوان "قد يختلف عن جهود الجيش الروسي في أوكرانيا كما أنه سيكون أكثر صعوبة، إذ سيتعين على السفن الحربية الصينية عبور أكثر من 100 ميل من المياه في مضيق تايوان وكذلك القوات البرية في الجزيرة".

وأضافت "كما يعج الجانبان الصيني والتايواني من المضيق بالصواريخ الموجهة لبعضهما البعض، وترسل الولايات المتحدة والدول المتحالفة سفناً حربية بانتظام عبر الممر المائي لاستعراض القوة".

ورأت الصحيفة أن إمداد تايوان بالأسلحة سيكون أكثر صعوبة للولايات المتحدة وحلفائها مما كان الأمر عليه بالنسبة لأوكرانيا، ونتيجة لذلك، فإن بعض المسئولين يفكرون في تخزين كميات كبيرة من الذخائر في الجزيرة.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أنَّ العديد من طلبات شراء الأسلحة الأخيرة في تايوان باتت تتماشى مع استراتيجية الحرب غير المتكافئة، ولكن بعض المسئولين التايوانيين يواصلون الضغط على نظرائهم الأمريكيين بشأن طلبات الحصول على أسلحة تقليدية باهظة الثمن مثل دبابات "أبرامز".

ومن جانبه، أبلغ وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج البرلمان أن الوزارة تخلت عن خطة لشراء طائرات هليكوبتر من طراز "إم إتش-60 آر" لأنها باهظة الثمن، لكنه لم يذكر أن المسئولين الأمريكيين كانوا يضغطون على تايوان لعدم شراء هذه الطائرات.

كما يناقش المسئولون الأمريكيون والتايوانيون أيضاً ما إذا كان ينبغي على الجزيرة شراء طائرة "E-2D" التي تنتجها شركة "نورثروب جرومان". ويقول بعض المسئولين الأمريكيين إنه على تايوان أيضاً زيادة مشترياتها من أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الساحلية والطائرات المسلحة بدون طيار والألغام البحرية.

فيما أعرب المسئولون التايوانيون، في الأسابيع الأخيرة، عن إحباطهم من الحكومة الأمريكية وشركات الأسلحة في الولايات المتحدة، واشتكوا من تأخير التسليم وعدم تنفيذ الطلبات، كما يقول مسئولون إن تساي نفسها قد أرسلت رسائل إلى واشنطن حول الأمر.

وازدادت الشكوك في واشنطن وتايبيه بشأن نوايا الصين تجاه تايوان خلال حرب أوكرانيا وذلك بالنظر إلى ما يعتبرونه دعماً مستمراً من المسئولين الصينيين لمنطق بوتين الكامن وراء غزوه لكييف.

Dr.Radwa
Egypt Air