الإثنين 17 يونيو 2024

الحرّ الشديد.. مُولِد النزلات المعوية!

صوررة تعبيرية

15-6-2022 | 23:43

كتبت : ندا أحمد

 

النزلات المعوية مصطلح يتكرر كثيرا ويحمل الكثير من الذكريات السيئة والمؤلمة للعديد من أفراد الأسرة المصرية فى مختلف الأعمار، وتعتبر النزلات المعوية من أكثر المشاكل الصحية انتشارا بين الكبار والأطفال خاصة فى فصل الصيف المرتبط بارتفاع درجات الحرارة وزيادة تعرض الأغذية والمشروبات للتلف والفساد خلال مراحل التداول والإعداد والتجهيز فى ظل عدم الحرص على اشتراطات صحة وسلامة الغذاء.

فما هى النزلة المعوية.. وما أسبابها.. وأعراضها.. وعلاجها؟. سيجيب التحقيق التالى عن هذه التساؤلات.

يقول الدكتور أشرف خميس نصار أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب بنها: إن النزلات المعوية تعنى الإصابة بنوبات الإسهال الحاد وقد تكون مصحوبة بقيء وتقلصات بالبطن وارتفاع بدرجة حرارة الجسم، والجفاف وظهور علامات التسمم مثل شحوب اللون.

وترجع أسباب الإصابة بالنزلة المعوية إلى تناول أطعمة ملوثة بميكروب أو فيروس أو طفيل، أو أطعمة ملوثة بيد بائع أو مقدم طعام أو شراب مصاب، أو أن تكون هذه الأطعمة معدة فى أوانى غير نظيفة، وتحدث الإصابة عن طريق الفم.

تصيب النزلات المعوية كل الفئات العمرية، ولكنها تكون أكثر شدة وخطورة على الأطفال أقل من خمس سنوات وعلى كبار السن، وتنتشر فى كل فصول السنة ولكن تزداد فى فصل الصيف لكثرة تناول الطعام خارج المنزل وارتفاع درجات الحرارة مما يساعد فى سرعة نمو وتكاثر الميكروبات وبالتالى فساد الأطعمة.

ويتم التشخيص عن طريق إجراء بعض الفحوص مثل:

- تحليل البراز لاكتشاف الطفيليات والميكروبات.

- مزرعة براز.

- تحليل صورة دم.

- تاريخ السفر إلى المناطق التى بها أمراض متوطنة مثل الكوليرا.

- الإصابة بالإيدز والكشف عنه خاصة إذا كان المصاب من ذوى العلاقات الجنسية المتعددة.

- أخذ عينة من الأمعاء والقولون إذا استمر الإسهال مع سلبية مزرعة البراز.

- ويضيف: أن فقد السوائل من أخطر المضاعفات والذى يؤدى إلى الإصابة بالجفاف وما يتبعه من خلل فى وظائف الكلى وهذا يكون أشد خطورة فى الأطفال وكبار السن.

أما العلاج فيكون تدعيميا سريعا لإصلاح الجفاف بإعطاء سوائل بكثرة، وفى حالة وجود قيء مستمر يعطى محاليل فى الوريد.

وإن لم تكن هناك علامات تسمم تعطى مضادات الإسهال لتقليل فقد السوائل، ويتم إعطاء المناسب لكل حالة من مضادات حيوية أو مضادات الطفيليات.

وفى حالة تعرض الحوامل للإصابة بالنزلة المعوية يفضل لهن تناول العقاقير التى لا تمتص فى الدورة الدموية العامة ويكون تأثيرها موضعيا فى الجهاز الهضمى فقط، وأيضا الأطفال المصابون بإسهال التهابى ينصح بإعطائهم مضاد حيوى مبكرا ولكن بعد التأكد من عدم الإصابة بـ إى كولاي، ويجب عدم إعطاء الفلوروكينولون للحوامل والأطفال، والإسراع بإعطاء المضادات الحيوية لكبار السن.

- ولأن الوقاية خير من العلاج، ينصحنا الدكتور أشرف بالآتي:

  - الطهى الجيد للحوم والدجاج والبيض.

  - غسل الأوانى واليدين والأسطح التى تقطع عليها اللحوم والدجاج النيء.

  - استخدام المياه المعبأة فى زجاجات وعدم تناول الآيس كريم والسلاطات والفواكه التى لا تقشر. 

  - تجنب تناول الطعام على الطرق.

  - تناول التطعيمات المناسبة لكل منطقة قبل السفر.

  - تناول بعض العقاقير الوقائية قبل السفر.

يقول الدكتور سيد حماد، استشارى التغذية بقسم التغذية  الإكلينيكية بالمعهد القومى للتغذية، تعرف النزلات المعوية بأنها حالة مرضية تتسم بالتهاب القناة الهضمية خاصة المعدة والأمعاء الدقيقة مما يؤدى إلى مجموعة من الأعراض مثل: الإسهال، القيء، آلام البطن، الانتفاخات، والتقلصات المؤلمة بالمعدة والأمعاء وارتفاع درجة الحرارة أحيانا، وقد تكون هناك بعض المضاعفات مثل حدوث الجفاف بسبب القيء والإسهال الشديد خاصة فى حالة عدم تعويض السوائل والأملاح المفقودة.

ومن أكثر الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بالنزلات المعوية سواء على مستوى الأطفال أو البالغين هو حدوث عدوى فيروسية أو بكتيرية  أو عدوى بسبب الطفيليات أو حدوث تسمم غذائى بسبب تناول أغذية ملوثة أو غير صالحة للاستهلاك ووجود حساسية من بعض الأغذية مثل: اللبن والفول السودانى والبيض.

كما يرتبط تكرار مثل هذه النزلات المعوية مع الإسراف فى تناول بعض أنواع الفاكهة مثل: الخوخ والبطيخ وكذلك باقى أنواع الفواكه إذا تم تناولها بدون غسيل جيد أو فى غير مراحل نضجها الطبيعي.

- ويضيف:  وبعيدا عن العلاج الدوائى الذى لابد وأن يحدده الطبيب حسب أعراض ومضاعفات كل حالة فإن الاهتمام بالنظام الغذائى يمثل الركيزة الأساسية فى الخطة العلاجية للمصابين بالنزلات المعوية ولابد أن  يكون من خلال:

   إعطاء السوائل بشكل تدريجى، إعطاء وجبات صغيرة، تجنب إعطاء السكريات البسيطة بكثرة، الاعتماد على النشويات المعقدة مثل تلك الموجودة فى البطاطس والبطاطا تقليل تناول اللبن الحليب أو منتجات الألبان (التى تحتوى على اللاكتوز)، تجنب تناول العصائر الجاهزة والمشروبات الغازية، تشجيع تناول الأسماك الغنية بأوميجا 3 وأوميجا 6.