الخميس 28 نوفمبر 2024

الدكتور عمرو حسن: اكتئاب ما بعد الولادة درجات.. والأهل نصف العلاج!

.

16-6-2022 | 10:18

كتبت : دعاء نافع

يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة أحد الاضطرابات التى تصيب النساء بدرجات مختلفة بعد الولادة، فهناك أمراض عدة تصاب بها المرأة قد تكون بعد ولادة الطفل الأول لحداثة التجربة أو بعد إنجاب عدة أطفال لثقل المسئولية، فى هذا الحوار يحدثنا الأستاذ الدكتور عمرو حسن أستاذ النساء والتوليد بطب القاهرة عن حكاية اكتئاب ما بعد الولادة من البداية وحتى العلاج.

يقول د. عمرو حسن: إنه رغم أن الحمل والولادة تجربة مبهجة بكل تفاصيلها وفيها تتحمل المرأة وتعانى من تغييرات هرمونية وجسدية ونفسية أثناء الحمل، حيث تمتلك قدرة ربانية على هذه التغييرات من أجل ولادة طفل، ورغم هذا نجد أن ما يحدث بعد الولادة من تغير مزاجى حاد لبعض النساء قد يصل للاكتئاب يسبب الضرر لهذه الأم نفسها أو للطفل المولود.

ويستكمل كلامه بأن هناك عدة مظاهر تظهر بعد الولادة بأيام قليلة، تبدأ المرأة  بالشعور بالتوتر والقلق وعدم القدرة على النوم وفقدان الشهية وتأنيب الضمير وعدم معرفتها لإرضاع طفلها بشكل جيد وكثرة بكاء الطفل فى الأيام والأسابيع الأولى تزيد من هذا التوتر، أيضا قد نجد تردى الحالة المزاجية بين اللامبالاة أو العصبية الشديدة أو الشعور بالخمول واللامبالاة بالطفل واحتياجاته.

ونجد هذه الأعراض مختلفة من سيدة لأخرى ومعظمها حالات تزول بعد عدة أسابيع،  ولكن هناك حالات قد يصل الاكتئاب فيها لمراحل متقدمة، حيث قد تصل الأم لدرجة إيذاء نفسها وطفلها خاصة لو أن هذه السيدة تعرضت لاكتئاب من قبل فقد يتواصل الاكتئاب معها لما بعد الولادة أو لو كان هناك تاريخ عائلى مع الاكتئاب  أو تعرضت أثناء الولادة لحدث سييء مثل ولادة طفل لديه تشوه أو مشكلة صحية تحتاج تدخلا جراحيا فهذه من عوامل زيادة أعراض الوحدة والاكتئاب.

وهنا يشير د. عمرو حسن إلى أهمية دور الزوج والأهل فى رعاية الأم ما بعد الولادة، فبداية على الزوج دور كبير جداً فى تقديم دعم إيجابى بداية بمساعدة زوجته بشكل دائم ودعمها معنويا وبالعناية بطفله الجديد، وكذلك والدة الزوجة إن وجدت أو أسرتها أو بعض الأفراد المقربين لها فى التخفيف عنها ورعاية الطفل كى تستطيع أن تأخذ قسطا من النوم بهدوء وبشكل جيد، ورعايتها فى إعداد الطعام والشراب وإعطائها المغذيات التى تحتاجها، فالمرأة بعد الولادة لا تقوى على رعاية نفسها أو الاهتمام بصحتها ويكون كل تركيزها مع طفلها الجديد.

ويطمئن الأمهات بأنه فى الطبيعى تزول هذه الأعراض بعد فترة ما بعد الولادة ، لكن لو استمرت أمراض الاكتئاب لأكثر من أسبوعين وشعر الزوج أو أسرتها أو من حولها أن هذه الأم غير قادرة على رعاية طفلها أو لديها مشاعر سلبية تجاه هذا الوليد الجديد أو اللامبالاة به  ، هنا لابد من استشارة طبيب نفسي، لأنها قد تدخل فى مرحلة فيها ضرر حقيقى عليها أو على الطفل المولود ،  ونجد أن دور الأهل مهم جداً فى اكتشاف درجة الاكتئاب ومقاومته.