الثلاثاء 30 ابريل 2024

العدسات اللاصقة .. مخاطر تختبيء وراء العيون الجميلة!

.

20-6-2022 | 17:55

كتب : ايهاب سلامة

رغم الانتشار الكبير فى السنوات الأخيرة لاستخدام العدسات اللاصقة، إلا إن هناك انتشارا كبيرا لمخاطر وأمراض سوء استخدام العدسات اللاصقة. أقل هذه المخاطر مثلا ظهور ندوب فى القرنية وتقرحات تسبب الإصابة بعدوى من جراثيم خطيرة قد تؤدي فى النهاية لا قدر الله إلى فقدان البصر.

 فى هذه السطور نعرض الأمر على خبراء وأطباء العيون كي يحسموا لنا الجدل ويخبرونا عن الفوائد والمخاطر وطرق الوقاية والعلاج. 
يقول الأستاذ الدكتور مدحت عبد السلام أستاذ جراحة العيون بقصر العيني: إن  العديد من الناس يستخدمون العدسات اللاصقة بشكل مؤقت أو دائم، سواء لغرض تسهيل الرؤية أو لأغراض جمالية مضيفا أن العديد من الأبحاث والمعلومات الطبية فى السنوات الأخيرة توصلت إلى أن العدسات اللاصقة تُسهّل الرؤية وفيها عنصر جمالي، إلا أن أضرار العدسات اللاصقة تنطوي أيضا على مضاعفات عديدة، أمراض وعدوى، تثير علامات استفهام كبيرة حول جدوى استخدامها.
والشائع أن عامة الناس – طبقا لكلام عبد السلام- تجهل أضرار العدسات اللاصقة، فقدرة الجراثيم على الدخول إلى القرنية والتسبب بالعدوى ينبع من الاحتكاك المستمر بين العدسة، التي تعد جسما غريبا فى العين، وبين طبقة الظهارة، وهي الطبقة الخارجية فى القرنية. 
ونتيجة لذلك، تتعرض هذه الطبقة إلى الضرر، وتفقد القدرة على تكوين حاجز فعال لمنع الجراثيم من الدخول إلى القرنية موضحا أن الارتفاع فى عدد المستخدمين للعدسات اللاصقة فى العقد الأخير أدى إلى ازدياد عدد المصابين بالتهاب العدوى فى القرنية بشكل ملحوظ، وأن كيس الملتحمة والجفون تشكل مناطق مهمة لتكاثر الجراثيم التي تسبب أغلب حالات العدوى فى القرنية بسبب صعوبة العناية السليمة بالعدسات عند كثير من الأشخاص.
دكتور مدحت عبد السلام يشير إلى أن التهاب القرنية عادة ما يكون من نوع تقرّحي وأعراض التقرح فى القرنية متشابهة لدى معظم المرضى، لكنها متعلقة بمدى حدة الالتهاب والعامل المسبب له. 
وتشمل أعراض التقرح خللا فى الرؤية وحساسية مفرطة للضوء والألم و احمرار العين ثم تورم العين وإفرازات منها. وفى حال وجود تقرحات حادة من الممكن أن تتكون فى الملتحمة والجفون بدرجة حدة متوسطة حتى شديدة وتكون مصحوبة بإفرازات قيحية. 
لكن تقرح القرنية – من وجهة نظره- ليس الخطر الأشد سوءًا الذي يمكن أن يصيب العين من جراء استخدام العدسات اللاصقة، بل يحتمل حدوث عدوى بجراثيم خطيرة. 
والجرثومة الخطيرة والأكثر شيوعًا فى التهاب العين عند مستخدمي العدسات اللاصقة هي “بسودوموناس ارجينوزا” حيث إن هذه الجرثومة تعتبر ذات قدرة كبيرة على اختراق طبقة الظهارة فى القرنية وتملك قدرة على تدمير القرنية، والأسوأ من ذلك هو أنها تتمتع بالقدرة على مقاومة العلاج،  ونتيجة للالتهاب فى القرنية يمكن أن تصبح الرؤية أسوأ بالمقارنة مع الوضع قبل الإصابة بالعدوى.
 وبالإضافة إلى ذلك، يُحتمل ظهور ندوب على القرنية تمنع إمكانية وضع العدسات فى المستقبل. كذلك قد تؤدي أضرار العدسات اللاصقة  إلى خلل فى الرؤية الليلية بسبب التعمية، وظهور هالات حول مصادر الضوء.
كما يوضح الدكتور محمود سعودى استشارى أمراض العيون أن العدسات اللاصقة عبارة عن طبقة رقيقة جدًا يتم تصنيعها من البلاستيك أو الزجاج، ويتم تركيبها على العين مباشرة، وذلك لعدة أغراض مثل تصحيح البصر أو استخدامها بدلًا من النظارات الطبية، وتختلف مميزات ووظيفة عدسات العيون بناءً على نوعها فهناك عدسات لاصقة ملونة لتغيير لون العين (عدسات تعزيز اللون، عدسات ملونة، عدسات تصفية اللون)، وهناك عدسات لينة والتي تستخدم لمرة واحدة فقط وتناسب مرضى الحساسية، وهناك عدسات عيون لاصقة ثنائية البؤر لمرضى طول النظر. 
ويكشف د. سعودي أنه على الرغم من أن العدسات اللاصقة تعتبر أحد الحلول المستخدمة لعلاج مشاكل الإبصار مثل قصر النظر، إلا أنها  قد تمثل ضررًا على مستخدميها، وقد تختلف أضرار العدسات اللاصقة من شخص إلى آخر حسب طبيعة العين وتقبلها لوجود عدسات عيون ، لذا يجب أن نكون على اطلاع كاف بـ أضرار العدسات اللاصقة قبل استخدامها.
وفيما يلي نتعرف على أبرز أضرار العدسات اللاصقة : 
جفاف العين 
من أشهر أضرار العدسات اللاصقة، حيث تنتج العين كميات دموع أقل من المعتاد، ويشعر الشخص ببعض الأعراض المزعجة مثل ألم فى العين يصاحبه حرقة شديدة مع وجود حكة وحساسية من الضوء وإحمرار شديد فى العين، وينصح أطباء العيون بضرورة عدم استخدام العدسات اللاصقة عند الإحساس بالأعراض السابقة، مع وصف قطرات عين مرطبة تساعد فى علاج الجفاف، وبعد العلاج يتم تغيير نوع العدسات لنوع آخر، وقد يكون سبب الجفاف هو أنواع المحاليل المستخدمة فى تنظيف العدسات بسبب المواد التي يتكون منها محلول تنظيف العدسة.
التهاب العين
 الشخص الذي يستخدم العدسات اللاصقة أكثر عرضة للإصابة بالتهابات العين، وتسمى العين الوردية أو التهابات الملتحمة الذي تظهر عليه أعراض شديدة الإزعاج مثل إحمرار وانتفاخ العين مع زيادة إفراز الدموع. 
وأسباب الإصابة بالتهابات العين هي العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية. وبناءً على السبب يتم تحديد طريقة العلاج، وفى الغالب يتم وصف مضادات حيوية علي شكل قطرات عين، أو استخدام كمادات باردة على العين بالإضافة للقطرات المرطبة، أو يتم وصف قطرات عين مضادة للفطريات أو أقراص.
التهابات القرنية
 وعادة ما يكون هذا النوع من الالتهابات التقرحية وتظهر على المريض أعراض شديدة تختلف حسب حدة الالتهابات وسببها وتشمل الأعراض خللا فى الرؤية، ووجود حساسية شديدة للضوء مع ألم وتورم ووجود إفرازات، وفي حالة الالتهابات الشديدة تظهر إفرازات قيحية شديدة.
تدلي الجفون
 وهي حالة يصاب فيها المريض بسيلان الجفون ويصبح غير قادر على فتح عينيه بشكل كامل، كما أن عدسات العيون قد تؤدي إلى تندب أنسجة الجفن وتقلصها، ويحدث ذلك فى حالة استخدام عدسات عيون من النوع الصلب قد يتطلب شد الجفن بشكل متكرر أثناء إزالة العدسة.
وينصح دكتور محمود سعودى  دائمًا بضرورة التأكد قبل استخدام العدسات أو المحاليل من مدى مناسبتها للحالة مع الالتزام بأهم الإرشادات المتعلقة بتغييرها أو تنظيفها لتجنب أضرار العدسات اللاصقة .