كسل الغدة الدرقية هو مرض يصيب الغدة الدرقية ويؤثر بشكل سلبي على العديد من الوظائف الحيوية فى الجسم. فقصور الغدة الدرقية حالة تكون فيها الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج كميات كافية من هرمونات الغدة الدرقية التي يحتاجها الجسم، فكيف يمكننا تجنب هذه الحالة؟
يقول الأستاذ الدكتور محمد غريب أستاذ الجراحة العامة والغدة الدرقية إن هذه الغدة صغيرة جدًا وهي تتواجد فى منطقة الرقبة، وتنتج هرمونات مسئولة عن العديد من المهام والوظائف الحيوية فى الجسم، إذ تساعد هذه الهرمونات على تنظيم مستويات الطاقة فى الجسم ونبض القلب والعديد من الأمور الأخرى.
ويوضح أن أسباب كسل الغدة الدرقية غالبًا ما تكون نتيجة ضعف عام فى جهاز المناعة أو أمور وعوامل أخرى عديدة، حيث يقوم الجسم بمهاجمة الغدة الدرقية على سبيل الخطأ، الأمر الذي يؤدي لإضعافها وكسلها، ونخص بالذكر هنا مرض (هاشيموتو)الذي بسببه تهاجم المناعة الغدة الدرقية، وهو يعتبر مرضًا وراثيًا.
ويؤكد الدكتور محمد غريب أن هناك أسبابا أخرى منها تناول أدوية وعلاجات معينة قد تتسبب فى كسل الغدة الدرقية، خاصة ما يلي:
- الأدوية التي تحتوي على يود والتي تستعمل عادة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية.
- العلاج الإشعاعي والذي يستخدم عادة لمكافحة مرض السرطان، لا سيما سرطانات العنق والغدد الليمفاوية.
- الأدوية المستخدمة فى علاج أمراض القلب،والأمراض النفسية، والسرطان، والتهاب الكبد الوبائي. واستئصال الغدة الدرقية.
وإذا ما تمت إزالة الغدة الدرقية بكاملها واستئصالها، فإن المريض قد يصاب نتيجة لذلك بحالة كسل الغدة الدرقية. وهناك سبب آخر وهو  نقص اليود فى الجسم، وولادة الطفل مصابًا من الأصل بحالة خلقية من كسل الغدة الدرقية، أو نتيجة وجود مشاكل فى الغدة النخامية.
 أما عن أعراض كسل الغدة الدرقية فيوضح الدكتور غريب أنها تتمثل فى الآتي: 
-التعب والإرهاق الشديد وتورم الوجه، والإمساك، وترقق الشعر وتساقطه، وزيادة الوزن، وجفاف الجلد،  كما أن المريض يشعر بآلام مستمرة فى المفاصل والعضلات.
- دورة شهرية غزيرة أو غير منتظمة.
- تباطؤ فى نبض القلب.
- عدم القدرة على تحمل البرد.
-الاكتئاب.
-مشاكل فى الخصوبة والإنجاب.
-فقدان الرغبة الجنسية أو تناقصها.
- تنميل وخدر فى اليدين.
ويضيف أنه عادة ما يتم تشخيص الإصابة بكسل الغدة الدرقية بعد إخضاع المريض لمجموعة من الإجراءات الطبية والصور والتحاليل التي تشمل فحص تاريخ المريض الطبي الكامل، وفحوصات دم مختلفة، وفحوصات لمستويات الغدة الدرقية.
إذ لا يتم الاعتماد على الأعراض الظاهرة فحسب لتشخيص الإصابة، بل يتم استثناء بعض الأمراض أولًا والتأكد من أنها لم تكن السبب الرئيسي وراء الأعراض الظاهرة، فالأعراض الظاهرة لا تكفي للقيام بالتشخيص.
كما يوضح الدكتور سعيد محمود استشاري الغدد الصماء أن علاج كسل الغدة الدرقية يكون فى مرحلة لاحقة على الحصول على التشخيص المناسب، وهو يتمثل فى الآتي: 
- العلاج الرئيسي: يتم منح المريض دواء يطابق فى عمله عمل هرمونات الغدة الدرقية التي لم تعد الغدة قادرة على إنتاجها كما يجب، ويطلب من المريض أن يتناوله عادة على الريق فى الصباح.
وفى كثير من الأحيان قد يقوم الطبيب بتعديل جرعات أدوية كسل الغدة الدرقية حسب حالة المريض وتطورها، إذ يُطلب من المريض عمل فحوصات كل بضعة أسابيع، لتستمر عملية تعديل الجرعة لحين الوصول للجرعة المناسبة للمريض.
ونظرًا لأن كسل الغدة الدرقية قد يكون سببه نقص اليود فى الجسم، فمن الممكن أن يُطلب من المريض أن يتناول اليود بانتظام وبجرعات محددة تحت إشراف طبي لتحسين سير العلاج والسيطرة على الأعراض.
ويجب اتباع حمية معينة أثناء علاج الغدة الدرقية لتحسين حالة المريض، حيث يتم مراعاة القواعد التالية:
- تجنب الأغذية المحتوية على اليود أو مكملات اليود فى حال كان مريض كسل الدرقية مصابًا بمرض هاشيموتو. 
كما ينصح الدكتور سعيد محمود بحمية غذائية غنية بالخضراوات والفواكه والبروتينات الحيوانية والبقوليات، خاصة العدس. والتقليل من استهلاك منتجات فول الصويا، لأنها قد تعيق امتصاص أدوية كسل الغدة الدرقية، كما يفضل تناول دواء الغدة الدرقية بعد أو قبل ساعات من تناول وجبة تحتوي على الألياف الغذائية، لأن الألياف الغذائية قد تعيق امتصاص الدواء.
 ويحذر من أنه إذا لم يخضع المصاب بكسل الغدة الدرقية للعلاج فى الوقت المناسب، فقد يسبب هذا ظهور مضاعفات مثل: الفقدان التام لحاسة السمع، وفقر الدم، والترقق الشديد فى شعر فروة الرأس والحاجبين، وبحّة فى الصوت، ومشاكل فى نبض القلب، وتضخم القلب أو فشله التام، واحتباس السوائل حول الرئتين.