قال مجلس التجارة والتنمية (أونكتاد)، التابع للأمم المتحدة، إن الأزمة الروسية الأوكرانية تخنق التجارة واللوجستيات في البلاد وفي منطقة البحر الأسود؛ مما يزيد الطلب العالمي على السفن وتكلفة الشحن في جميع أنحاء العالم، مضيفًا أن شركاء أوكرانيا التجاريين أصبح يتعين عليهم الآن اللجوء إلى البلدان الأخرى للحصول على السلع التي يستوردونها.

وأشار أونكتاد، في تقرير اليوم الثلاثاء في جنيف، إلى أن عوائق الشحن والنقل في منطقة البحر الأسود تعزى إلى الاضطرابات في الخدمات اللوجستية الإقليمية وتوقف عمليات الموانئ في أوكرانيا وتدمير البنية التحتية المهمة والقيود التجارية وزيادة تكاليف التأمين وارتفاع أسعار الوقود، منوهًا بأن مسافات الشحن قد زادت وكذلك أوقات العبور والتكاليف.

كما أوضح التقرير أن ارتفاع تكاليف الشحن أدى إلى رفع أسعار المواد الغذائية، وجعل الحبوب مصدر قلق خاص بالنظر إلى الدور المهم للاتحاد الروسي وأوكرانيا في أسواق الأغذية الزراعية وصلتها بالأمن الغذائي والحد من الفقر، مضيفًا أن أسعار الحبوب وتكاليف الشحن كانت في ارتفاع منذ عام 2020 لكن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فاقمت هذا الاتجاه وعكست الانخفاض المؤقت في أسعار الشحن.

وذكر التقرير أن السعر المدفوع لنقل البضائع السائبة الجافة مثل الحبوب قد ارتفع بين فبراير ومايو 2022 بنحو 60%، محذرًا من أن الزيادة المصاحبة لأسعار الحبوب وأسعار الشحن ستؤدي إلى زيادة بنسبة 3.7% في أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية على مستوى العالم.

وعن انقطاع إمدادات الوقود والأسمدة، اللذين يوفر الاتحاد الروسي حصة كبيرة منهما في السوق العالمية، فقد أشار تقرير أونكتاد إلى أن هذا الانقطاع سيؤدي إلى انخفاض غلات الحبوب وارتفاع أسعارها وكذلك أسعار النفط والغاز، لا سيما في الاقتصادات الضعيفة والمعتمدة على الواردات.

واستشهد التقرير بالناقلات الأصغر حجمًا، التي تعتبر أساسية لتجارة النفط الإقليمية في مناطق البحر الأسود وبحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، قائلاً إن أسعارها اليومية قد ارتفعت بشكل كبير.

وأفاد التقرير بأنه بحلول نهاية مايو 2022، ارتفع متوسط السعر العالمي لزيت الوقود منخفض الكبريت بنسبة 64% منذ بداية العام وبما يعني مع هذه التكاليف المتزايدة ارتفاعًا للأسعار بالنسبة للمستهلكين وتهديدًا بتوسيع فجوة الفقر.

وفي هذا الصدد، دعا مجلس التجارة والتنمية (أونكتاد) إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح موانئ أوكرانيا للشحن الدولي حتى تصل الحبوب في البلاد إلى الأسواق الخارجية بتكاليف شحن أقل، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى استمرار التعاون بين دول علم السفن ودول الموانئ والجهات الفاعلة الأخرى في صناعة الشحن للحفاظ على جميع الخدمات الضرورية بما في ذلك إمدادات التزويد بالوقود والخدمات الصحية للبحارة وشهادة الامتثال التنظيمي؛ وهو ما سيساعد في الحد من الآثار السلبية على التكاليف وأقساط التأمين والعمليات.

وتابع التقرير أنه يجب اتباع طرق بديلة للنقل؛ لأن تسهيل العبور وحركة عمال النقل -حتى لو لفترة مؤقتة- يمكن أن يقلل الضغط على التجارة والعبور عبر الحدود، داعيًا إلى زيادة الاستثمار في خدمات النقل وعبور التجارة، ومشددًا على أهمية تقديم المزيد من الدعم الدولي إلى الدول النامية، وخاصة الاقتصادات الأضعف، التي أضافت الأزمة الروسية الأوكرانية إلى التحديات التي فرضتها جائحة "كورونا" وأزمة المناخ.