الأحد 12 مايو 2024

«تأثير الصحافة الإلكترونية على الورقية».. ندوة بالمعهد الدولي العربي للسلام والتربية

ندوة اعلامية

أخبار29-6-2022 | 18:17

دار الهلال

نظم المعهد الدولي العربي للسلام والتربية، مقره سويسرا، ومركز الياسين للتدريب، مقره البحرين، ندوة إعلامية أحياها كوكبة من الإعلاميين العرب، مساء الإثنين الماضي. 

شارك في هذه الندوة مجموعة من الإعلاميين العرب، من مملكة البحرين شارك الإعلامي محمد إبراهيم محمد لوري، عضو جمعية الصحفيين البحرينية، ومن الأردن خالد القضاة، صحفي في جريدة الرأي الأردنية، مدرب صحفيين بقضايا حقوق الإنسان وأخلاقيات المهنة، ومن العراق لمي الربيعي صحفية وإعلامية وكاتبة في عدة صحف، ومن السعودية حسين عبد الله كاظم، مستشار إعلامي في العديد من الصحف.

وشارك من مصر، الكاتب الصحفي خالد ناجح، رئيس تحرير مجلة الهلال، ومن تونس لطفي المشري، رئيس تحرير البرامج في قناة نسمة.

وقال الدكتور أبو الرب، إنه يشرفنا أن نعالج اليوم موضوعًا حيويًا له انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والنفسية على مختلف شرائح المجتمع وقطاعاته الشعبية والرسمية.

وأضاف أن هذه الندوة تهدف إلى استجلاء آفاق الصحافة بمختلف أشكالها وتوعيتنا جميعًا بأهمية السلطة الرابعة في نقل الأخبار وتكوين الرأي العام المحلي والعالمي، فليس سرًا أن الصحافة الورقية بدأت في التراجع التدريجي أمام الإعلام الإلكتروني، لسهولة استخدامه وسهولة متابعته، فضلًا عن السرعة الكبيرة في وصولها إلى جهاز الهاتف المحمول، ويكاد يكون مرافقًا لنا في كل مكان، بل وأحيانًا متابعتها مباشرة من موقع الحدث، بالإضافة إلى تحديث الأخبار بشكل مستمر. 

وتحدثت الدكتورة سعاد ياسين، بإسهاب قائلة إن التطور الهائل الذي طرأ على وسائل تكنولوجيا المعلومات غيَّر خريطة المنافسة في عالم الصحافة التي بدأت تتحول إلى متغيرين مختلفين؛ هما: الصحف الورقية، والإلكترونية، بعد أن كانت هذه المنافسة تقتصر على الورقية فيما بينها.

وأضافت أن الصحافة التقليدية بدأت تواجه ضغوطًا اقتصادية تجعلها مشروعات مكلفة قد لا تستطيع الاستمرار معتمدة على دخلها الذاتي فقط.

وأوضحت أنه من الواضح أن المؤشرات الإيجابية تصب في صالح الصحافة الإلكترونية، على الرغم من أن كثيرًا من التحديات لا تزال تعترض تفوقها؛ فالإعلام واحد، ويمكن النشر سواء عن طريق التلفزيون أو الإذاعة، أو عن طريق الصحافة المطبوعة.

وختمت الدكتورة سعاد ياسين: يتمتع الإعلام الإلكتروني بنقاط إيجابية أكثر من السلبية، فضلًا عن تأثيره على الجمهور والقضايا التي تهمه أكثر من تأثير الصحافة الورقية، فهي صحافة تفاعلية وبإمكان القارئ التواصل مع الجمهور ومناقشة الآراء والأفكار، بالإضافة إلى أنه يتم تحديثها على مدار الساعة، ويبقى الهدف الأساسي كامن في تحسين المادة الإعلامية سواء كانت ورقية أم إلكترونية.
 


وتطرق حسين عبد الله كاظم، إلى تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية، قائلًا إن الصحافة الإلكترونية هي امتداد للصحافة الورقية، وهي تطور طبيعي للإعلام في العالم، ومن البديهي أن كل شيء يتطور.

وأضاف أنه لا يجب أن ننظر إليهما على أنهما أعداء في مواجهة بعضهما، بل هما وجهان لعملة واحدة، هو الإعلام الذي ينشأ من المجتمع ويعبر عن كل تفاصيله وجزئياته وآماله وآلامه. 

وأكد الإعلامي خالد القضاة أن الصحافة الورقية لا تزال تمتلك الوقت لتنجو في حال تحولت إلى مؤسسات إعلامية شاملة، بحيث تكون النسخة الورقية إحدى أذرعها وبحيث يتم معالجة المعلومات والأخبار بصيغ مختلفة تتناسب مع مختلف شرائح الجمهور.

وأضاف: لذا عليها إنشاء مواقع إلكترونية تنشر الأخبار أولًا بأول، ويتم معالجة تلك المعلومات بأساليب مختلفة باستخدام الوسائط المتعدة مثل: الإنفوجراف، والفيديوهات والصور والأخبار القصيرة، وفقًا لمتابعي منصاتها المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لها.

واقترح "القضاة" أن تهتم النسخة الورقية في تحليل الأخبار ووضع خلفيات لها، إضافة لتأثيراتها المستقبلية وسناريوهات تطور الأحداث، وبحيث يكون لدى الصحيفة إذاعة خاصة بها وتلفزيون على الإنترنت، إضافة لدار نشر ومركز للدراسات والتدريب ووكالة خاصة بها للإعلان، وتقدم حزمًا مختلفة للمعلنين، إضافة لذراع توزيع خاص بها، كما أنه عليها بناء شراكات مع الجامعات لتدريب طلاب الإعلام لديها أو تعاونها لمنح درجة الدبلوم التقني في مختلف قطاعات الإعلام.

وأكد محمد لوري أن دخول التكنولوجيا الحديثة في المجال الإعلامي، لعب دورًا بارزًا في تسريع وتيرة تناقل الأخبار والأحداث  في شتى المجالات بشكل أسرع من الصحف الورقية المطبوعة، وهو أمر طبيعي إذا ما قارنا بين الآلية التي تمر بها الصحافة الورقية المطبوعة، من لحظة تحرير الخبر إلى لحظة توزيع الصحيفة في منافذ البيع المختلفة، مرورًا بمراحل المراجعة والطباعة والتوزيع، وبين آلية نقل الخبر عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة، وفي مقدمتها وسائل التواصل الإلكتروني التي أصبحت متاحة لكل الفئات التي تمتلك الهواتف النقالة، فهذه الآلية لا تحتاج إلا إلى ضغطة زر واحدة، لنقل الخبر أو الحدث لملايين المتابعين.

واستعرض الكاتب الصحفي خالد ناجح، تطور الصحافة الإلكترونية وأهم خصائصها وسماتها الإعلامية، ثم تعرض لأهم المشكلات التي اعترضتها في مسار تطورها في الوطن العربي، وسلط الأضواء على مؤشرات انتشارها ووظائفها في حياة الفرد والمجتمع والمؤسسات.

وأضاف أنه من المفترض أن تكون الصحافة الإلكترونية دافعًا لتطور الصحف الورقية من حيث مستوى الإخراج والمضامين التي توجه للرأي العام، خاصة وأن للصحافة الورقية خصوصية لا يمكن أن تجدها عبر الصحافة الإلكترونية.

وقال: لا أحبذ الفكرة الكامنة في أن التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والإعلام سيكون سببًا في اختفاء الصحف الورقية مستقبلًا، وإلا لكانت اختفت منذ ظهور الإذاعة ومن بعدها التليفزيون.

وذكر الإعلامي لطفي المشري، أن ما يميز الصحافة الإلكترونية هو استغلال التكنولوجيا للنشر السريع للخبر عبر الكتابة، وكذلك عبر الصوت والصورة والفيديو، معتبرًا أن الصحافة الإلكترونية تجمع ثنائية "الآنية والقرب" مع سرعة التواصل مع جمهور واسع، يتجاوز الحدود الجغرافية لبلد المنشأ لينفتح على الجمهور المتلقي في مختلف دول العالم.

وأضاف أن المواقع الإلكترونية تكون في العديد من الأحيان أسرع من القنوات الإخبارية نفسها في نشر الخبر.

وختم الإعلامي المشري، كلمته بقوله: إن من مزايا الصحافة الورقية هو المراكمة الثقافية والمعرفية والتمعن في قراءة المقال، فهي صحافة تمتاز بالتحليل والتحقيق والاستقصاء وفتح ملفات كبرى، عكس التصفح السريع للخبر الإلكتروني.

وأكد أنه من سلبيات الصحافة الإلكترونية كثرة الشائعات والدخلاء، فضلًا عن ظهور بعض الصفحات والمواقع الوهمية على مختلف الوسائط التي لا تربطها ولا تربط أصحابها بأي علاقة بالصحافة والإعلام وأخلاقيات العمل الصحفي. 

وقالت الإعلامية لمي الربيعي، إن القارئ يستطيع من خلال الصحافة الإلكترونية تصفح العديد من الصفحات في أي وقت يشاء، وفي أي بقعة من العالم بسهولة فائقة.

كما تتوفر ميزة التعليق على تلك الأخبار أو المقالات أو المعلومة المطروحة، ما يجعل الجمهور أكثر تفاعلًا في إبداء رأيه، أما الصحف الورقية فتسير باتجاه واحد وهو من الجريدة إلى القارئ فقط، بعكس الصحافة الإلكترونية حيث يتم الحصول على المعلومة أو الخبر بالصورة والصوت، من خلال عرض الفيديوهات المسجلة فتكون المعلومة أو الحدث أوضح للمتلقي.

كل هذه عوامل حدّت من إصدارات الجريدة الورقية في وقتنا الحالي، ومن ثم يمكن تحويلها إلى نسخة إلكترونية لتعميم الفائدة، كما أن التراث المعرفي وكذلك لمس الصحيفة وتصفحها يحقق سعادة كبيرة، ففيها من الألفة أكثر من متابعته إلكترونيًا ثم أن هناك مشكلة بطء أو انقطاع الإنترنت، ما يشكل مشكلة للمتابع، أما الكتاب أو الصحيفة فممكن حمله بيسر وتصفحه أي وقت نشاء.

وركز الدكتور محمد الحسني، في مداخلته على وجوب تفعيل الرقابة القانونية من خلال تنظيم القوانين والتشريعات اللازمة لضبط مخرجات المواقع الإلكترونية، فضلًا عن دعم الصحف الورقية، من خلال توفير الدعم المالي وتنظيم أسس عمل المواقع الإلكترونية، في ظل التطور الكبير والمتسارع لتكنولوجيا المعلومات الذي نعيشه ضمن القيم والأخلاق المجتمعية، خاصة في تفعيل الرقابة على المخرجات التي تستهدف الجيل الصاعد من أبنائنا الأطفال وجيل الشباب اليافع.

وأشارت فيروز مخول إلى التأثير المباشر للإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية في أمريكا وأوروبا، بسبب وصول الإنترنت للجميع وبشكل واسع، لكن في آسيا والشرق الأوسط لا تزال الصحافة تحافظ على وضعها.

وأضافت أن التأثير المباشر قد يكون بعد 10 سنوات حينما يتوسع الإنترنت ويصل إلى دول الشرق الأوسط بنسب عالمية، ولا يزال هناك وقتًا أمام الصحافة الورقية لتطور نفسها ومواكبة هذه التقنية.

وأخيرًا، أشار الدكتور أبو الرب، أنه لديهم برنامجًا يتكون من سلسلة من الندوات تغطي عدة مجالات أدبية وفكرية واقتصادية واجتماعية والسلم المجتمعي والبيئة والأعمال التطوعية والتعليم المستمر.

وختم كلمته بقوله: إن أنشطتنا هي أنشطة عربية تخص العالم العربي كله، وكون المعهد الدولي العربي للسلام والتربية مسجل في جنيف وعلى مقربة من المنظمات الدولية، فإن هذا يمنحنا أيضًا بعدًا دوليًا.

Dr.Radwa
Egypt Air