طالب رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ،اليوم الأربعاء، الأحزاب المنضوية في الائتلاف الحاكم بـ"إعادة بناء" لـ"ميثاق الثقة" من أجل إنقاذ الحكومة.
ومن المقرر إجراء تصويت على الثقة في مجلسي البرلمان، بدءا بمجلس الشيوخ اليوم، ومن ثم في مجلس النواب غدا الخميس بما يتيح توضيح الصورة بعد الأزمة السياسية التي نجمت عن انسحاب حركة "خمس نجوم" خلال تصويت مفصلي في مجلس الشيوخ.
وقال دراغي في خطاب أمام مجلس الشيوخ إن "الحل الوحيد، إذا كنا لا نزال نريد البقاء معا، يكمن في إعادة بناء هذا الميثاق من أساساته، بشجاعة وتفان ومصداقية"، مضيفا "هذا ما يطالب به الإيطاليون".
وخلال هذه الكلمة التي سيعقبها عصرا تصويت على الثقة، بدا دراغي حازما مع الأحزاب السياسية بقوله "إيطاليا ليست بحاجة إلى ثقة صورية تختفي أمام تدابير صعبة يتعين اتخاذها".
ووجه دراغي سؤالا مباشرا إلى الأحزاب والبرلمانيين قائلا "هل أنتم مستعدون لإعادة بناء هذا الميثاق؟ هل أنتم مستعدون للتأكيد على هذا الجهد الذي بذلتموه في الأشهر الأولى والذي ضعف لاحقا؟".وأكد دراغي أن "كل الإيطاليين" يريدون "إجابة على هذا السؤال".
وطالب زعيم "خمس نجوم" جوزيبي كونتي الذي خلفه دراغي في رئاسة الحكومة بأخذ أولويات الحركة في الاعتبار، خصوصا تحديد حد أدنى للأجور.
وشدد دراغي على أن "إيطاليا قوية بوحدتها"، مضيفا أن التحديات المحلية من إنعاش اقتصادي ومكافحة التضخم وإيجاد وظائف، والخارجية من تحقيق الاستقلالية على صعيد الطاقة والحرب في أوكرانيا، التي تواجهها إيطاليا والاتحاد الأوروبي "تتطلب حكومة تكون حقا قوية ومتضامنة وبرلمانا يواكبها عن قناعة".
ووجه دراغي رسالة إلى حركة "خمس نجوم" التي تدافع بشراسة عن مدخول الحد الأدنى المعمم الذي يريد اليمين إلغاءه، معتبرا أنه "مهم للحد من الفقر" و"يمكن تحسينه". كمت تطرق إلى تدبير آخر تعتبره الحركة أساسيا وهو الحد الأدنى للأجور قائلا "علينا المضي قدما في هذا الاتجاه".
وتشيراستطلاعات الرأي إلى أن غالبية الإيطاليين يتمنون بقاء "سوبر ماريو" على رأس ائتلاف الوحدة الوطنية الموسع والذي يضم أطيافا تراوح من اليسار وصولا إلى اليمين المتطرف.