الثلاثاء 14 مايو 2024

بعد شفاء 3 حالات إيدز نهائيًا .. الخلايا الجذعية.. كنز طبي كبير

بعد شفاء 3 حالات إيدز نهائيًا .. الخلايا الجذعية.. كنز طبي كبير

23-7-2022 | 21:27

كتب: أحمد فاخر
بينما لا يزال مرض نقص المناعة (الإيدز ) يشكل خطراً على حياة الناس ظهرت بُشرى جديدة.! بُشرى وانتصار طبي جديد بشفاء الحالة الثالثة من الإيدز عالمياً عن طريق العلاج بالخلايا الجذعية. فى ظل هذه النتيجة المُفرحة، هل نستطيع أن نحلم أكثر ونأمل في قدرة الخلايا الجذعية على علاج كل الأمراض المستعصية؟. حكاية الطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية بدأت منذ عام 1960 واستمرت الدراسات والأبحاث العلمية على كيفية إستخدام هذا النوع من العلاج على مدى عشرات السنين إلى أن اكتشف العالم الأمريكي (أرنولد كابلان) الخلايا الجذعية الوسيطة عام 1991 والذي يعتبر من أهم العلماء فى هذا المجال والذي مازال حتى الآن يعمل على تطوير العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق عدد ضخم جداً من الأبحاث العلمية، وقد حضر (كابلان) إلى مصر، وقد قدم ورقة بحثية طالب فيها بتعديل إسم الخلايا الجذعية الوسيطة إلى خلايا الإشارات الطبية، ورغم أن هناك آمالاً مبشرة إلا أنه مازال يعمل أطباء العالم على تقديم الأبحاث وإجراء التجارب للوصول إلى طرق العلاج بالخلايا الجذعية ومعرفة الأمراض التي يمكن علاجها. الدكتور محمد فطين أخصائي أمراض الدم والتحاليل الطبية يقول إن مصطلح الطب التجديدي هو الطب الذي يعتمد فى علاج المرض على تجديد خلايا الجسم، وهو مقسم إلى فروع مختلفة مثل الخلايا الجذعية وطب الجينات والهندسة الوراثية وهندسة الأنسجة والإستنساخ وغيرها، وهناك أجهزة فى الجسم تعمل على تجديد نفسها بشكل مستمر مثل الكبد حيث أن خلاياها متجددة دائماً للتخلص من السموم لذلك يمكن التبرع بفص كبد لمريض مصاب بتليف الكبد وبعد ذلك يقوم هذا الفص المنقول بالتجدد وتكوين كبد جديد، فى حين هناك أجهزة أخرى غير متجددة مثل الجهاز العصبي الذي يتلف فى حالة الإصابة نتيجة حادث لا يمكن تعويضه أو نقله من شخص آخر لأنه غير متجدد، والخلايا الجذعية هي التي تعمل على تجدد وإعادة تكوين الجهاز والجسم كله مثل خلايا الجلد التي تتجدد لتلتئم بعد الإصابة بالجروح البسيطة، ومميزات الخلايا الجذعية أنها لها القدرة على التكاثر لتكون أضعاف حجمها وتتشكل على حسب نوع خلايا الجهاز الموجودة به، وبالتالي شكل الخلايا الجذعية الموجودة فى الجلد تختلف عنها فى العضلات وهكذا، وأشهر الطرق المعروفة لاستخلاص الخلايا الجذعية من النخاع العظمي لأنه غني بالخلايا الجذعية. أما المصدر الثاني وهو المصدر الآمن فهو من خلال دم المشيمة والحبل السري الذي يخرج مع الجنين أثناء الولادة والذي يتم جمعه ويحفظ فى ثلاجات خاصة فى درجة حرارة منخفضة (-196)ويمكن الإستفادة منها لنفس الجنين فيما بعد فى حالة إصابته بأي نوع من الأمراض التي يصعب علاجها، ولكن المشكلة فى أن كميتها لا تكون كبيرة وبالتالي يمكن أن تفيد طفل حتى سن 10 سنوات على الأكثركما أنه مع زيادة مدة حفظها تفقد جودتها. أما المصدر الأحدث هي الخلايا الجذعية المحفزة (ITS) والتي تعتبر استخلاص للخلايا الجذعية من الجلد مثلاً ثم حقنها ببعض المواد لتعود إلى أصلها المبدأي ثم يتم تحويلها إلى خلايا جذعية للعظام. وأضاف الدكتور شريف ناصح أستاذ التحاليل الطبية بأنه بالرغم من أن العلاج بالخلايا الجذعية مازال تحت طور التجارب إلا أنه خلال 10 سنوات يمكن أن يحدث طفرة علمية فى علاج الأمراض التي لا يوجد لها علاج حتى الآن، والخلايا الجذعية هي المسئولة عن تكوين الجنين وبالتالي عندها مقدرة إلى التحول إلى أي نوع من أنواع الأنسجة لتكوين أي جزء من الجسم لذلك تسمى بخلايا المنشأ، كما أن الخلايا الجذعية عندما تنقسم إلى خليتين واحدة منهما تذهب لتكون أنسجة العضو والأخرى تعود لتعوض خلايا المنشأ ولذلك عدد الخلايا الجذعية تتجدد من تلقاء نفسها وعددها ثابت دائماً، والخلايا الجذعية تتكون من أنواع مختلفة حسب مسئوليتها فهناك المسئولة عن تكوين العظام وأخرى عن العضلات وأخرى عن الأعصاب وغيرها عن الجلد . ومن أشهر العمليات لاستخلاص الخلايا الجذعية للبالغين هي ما يتم سحبها من النخاع العظمي، وهي عملية تتم عن طريق سحب عينة من الخلايا من النخاع العظمي فى عظمة الحوض بعد تخدير المريض كلياً ومدته تتراوح ما بين 10 لـ 15 دقيقة، ثم يتم فصل الخلايا الجذعية من عينة النخاع العظمي بحجم من 80 لـ 120 مم ثم يتم تخزينها فى النيتروجين السائل الذي تصل درجة حرارته إلي (-200) لنصل لاستخلاص حوالي 25 مم هي خلاصة الخلايا الجذعية التي يتم حفظها تمهيداً لاستخدامها فيما بعد، ولا يوجد أي آثار جانبية لتلك العملية، ولا يمكن إجراء تلك العملية إلا بعد عمل بعض التحاليل للتأكد من عدم وجود فيروسات بأي عضو بالجسم لضمان صلاحية تلك الخلايا فيما بعد. والغرض من دراسات الخلايا الجذعية هو تجنب زراعة الأعضاء فيما بعد، وهذا لن يتم إلا بعد الكثير من الأبحاث والتجارب لضمان العلاج بدون آثار جانبية، ورغم أن النتائج مبشرة جداً إلا أنها مازالت فى طور الأبحاث. والأكثر شيوعاً فى الوقت الحالي هو زراعة النخاع العظمي عن طريق الخلايا الجذعية، من ضمنهم سرطانات الدم وسرطانات الغدد الليمفاوية وأنيميا البحر المتوسط، فكل الأمراض التي تعالج عن طريق نقل النخاع يمكن علاجها بالخلايا الجذعية. كما تم الإعتماد الدولي لبعض العلاجات عن طريق الخلايا الجذعية لكن لم يطبق بعد فى مصر مثل : - تجديد عضلات القلب بعد الإصابة بالجلطات - علاج تليف الكبد فى حالات التليف الكحولي - تجديد غضروف الركبة وغضروف عظمة الحوض نتيجة بعض أنواع إلتهاب المفاصل وعن أحدث العلاجات التي تقدمها الخلايا الجذعية أكد الدكتور إيهاب عنان إستشاري التحاليل الطبية بأنه نتيجة الإهتمام الدولي الكبير خلال الثلاثين سنة الأخيرة بتطوير العلاج عن طريق الخلايا الجذعية، أعلن مجموعة من الأطباء منذ بضعة شهورعن شفاء أول مريضة مصابة بفيروس نقص المناعة (HIV) والمسبب لمرض الإيدز بعد علاج استمر لمدة 14 شهراًفقط ، وقد ذكروا أنها تعافت بشكل كلي من الفيروس بعد عملية زراعة خلايا جذعية فى النخاع العظمي. وتعتبر هي الحالة الثالثة حيث سبقها رجلان أحدهما أبيض والآخر لاتيني بعد تلقيهما خلايا جذعية بالغة، لكن تعتبر تلك المرة الأولى التي تشفى فيها سيدة من مرض الإيدز. وقد ذكر العلماء بأن تلك المريضة كانت مصابة بسرطان الدم لذلك خضعت لعملية زراعة خلايا جذعية من متبرع كان مقاوماً بشكل طبيعي للفيروس والتي تعتبر نسبتهم قليلة جداً على مستوى العالم، وذلك بالاستعانة بدم الحبل السري لعلاجها من اللوكيميا الحادة وهو أسلوب علاجي جديد قد يعتبر متاحاً لعدد أكبر من المرضى، وقد بدأت إستجابة المريضة للعلاج من أول يوم دون أي مشاكل لتكون أول إمرأة تتعافى من فيروس الإيدز، ونعتقد أنها بارقة أمل لانطلاقة كبيرة فى هذا المجال وسوف تؤتي بثمارها خلال السنوات القليلة القادمة بإذن الله.