استعرضت الدكتورة ولاء السايح، باحثة الدكتوراة في الصحة النفسية، ورقة عمل بشأن التنمر الإلكتروني لدى المراهقين والمؤدي إلى الانتحار، موضحة أن التنمر له آثارا سلبية على المتنمر والضحية ويؤدي إلى مستوى منخفض من تقدير الذات.
جاء ذلك خلال المؤتمر الثاني لفريق الدعم النفسي التابع لجمعية سبيل الرشاد، تحت عنوان «دور مؤسسات الدولة الرسمية في الحد من انتشار ظاهرتي الانتحار وارتكاب الجرائم»، والذي يعقد على مدار يومي 30 و31 يوليو 2022.
وأوضحت أن المتنمر استطاع أن يصل إلى شبكات الإنترنت ووسائل التواصل الحديثة وظهر التنمر الإلكتروني بجانب مفهوم التنمر التقليدي الجسدي واللفظي وغيرهما، وأصبح يؤثر سلبا على الضحية ووصل إلى الانتحار بسبب التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن التنمر هو سلوك عدواني لا توازن فيه بين أطرافه ويكون عن عمد وقصد وتكرار تجاه الآخر لفظيا أو جسديا، والتنمر الإلكتروني يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والهواتف، مشيرة إلى أن التنمر الإلكتروني يكون عن طريق عدة وسائل منها اقتحام الخصوصية او رسائل مزعجة او فبركة صور أو فيديوهات أو انتحال شخصية الضحية.
وأشارت إلى أن هناك مشاهدين لعملية التنمر الإلكتروني وهم أنواع، مشاهد مدافع عن الضحية، أو مشاهد محايد، أو مشاهد مؤيد للضحية أو المتنمر، موضحة أن التنمر الإلكتروني يؤدي إلى مشكلات سلبية منها السلوك العدواني وإيذاء النفس أو فقدان الثقة بالنفس أو الانعزال وانسحاب الضحية من الأنشطة الاجتماعية مما يصل به إلى الاكتئاب.
وأضافت أن هناك دراسة في ٢٠٢١ كشفت أن الطلاب الذين تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت كانوا أكثر عرضة مرتين للتفكير في الانتحار، موضحة أن دراسة أخرى كشفت عن وجود ارتباط بين ألعاب الفيديو وبين التنمر الإلكتروني وكونهما سببا في اكتئاب المراهقين.
ضحايا التنمر الإلكتروني
وأكدت أن هناك العديد من حوادث انتحار ضحايا التنمر الإلكتروني، من بينهم انتحار لاعب كرة طائرة بعد تعرضه لمضايقات عديدة، وكذلك اليوتيوبر بي جي بعد تعرضها لمضايقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك سنة ٢٠٠٨ انتحرت الممثلة تشوي وغيرهم.
الانتحار الرقمي
فيما استعرضت مها مهدي، الطالبة في السنة النهائية في قسم علم النفس، ورقة عمل بشأن الانتحار لدى المراهقين، موضحة أن هناك انتحار رقمي هو أن ينهي الشخص حياته ويترك رسالة تعاطف لأصدقائه حيث يستخدم الهاتف ويوثق الواقعة التي يقوم بها.
وأوضحت أن أول واقعة انتحار في التاريخ استخدمت الانتحار بالرصاص ثم ظهرت وسائل أخرى كان آخرها كسبولة الانتحار في إحدى الدول الأوروبية، موضحة أنه شهد عام ٢٠٢١ عدة وقائع انتحار منها الانتحار أسفل عجلات المترو، وكذلك الانتحار عبر البث المباشر.
وأضافت الطالبة أن منظمة الصحة العالمية كشفت عن وقوع ٣٧٩٩ حالة انتحار للشباب في مصر في ٢٠١٦، ولكن الجهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء كشف عن أن عدد الحالات هو ٦٩، ومجلس الوزراء في ٢٠١٩ قال إن المعدلات منخفضة.
وكشفت أن العوامل المؤدية للانتحار هي عوامل اجتماعية منها العنف الأسري والتأخر في الزواج والبطالة، وكذلك العوامل الأسرية حيث تشير التقديرات إلى أن ٥٠% من حوادث الانتحار ترجع لأسباب عائلية منها صعوبة التواصل داخل الأسرة وتاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية، وكذلك العوامل الاقتصادية وهي أكثر بين المستثمرين بعد الخسارة أو الفشل في المشروع، وكذلك العوامل النفسية ومنها المراهق أو الشخصية العصابية أو مشاكل المدرسة والضغط الأكاديمي، وكذلك التنمر والتنمر عبر الإنترنت وكذلك الإساءة النفسية والجسدية والجنسية.
ولفتت إلى أن هناك ٦ أسباب للانتحار وهي الاكتئاب والذهان والاندفاعية وصرخة لطالب المساعدة وكذلك الانتحار كحل لعلاقة محرمة ووجود رغبة قلسفية في الموت.
كيف تختار مسار حياتك.. مبادرة لدعم وتأهيل الشباب
واستعرض أحمد حبيب، عضو الأكاديمية العربية للعلوم الأمنية تفاصيل مبادرة "كيف تختار مسار حياتك" والتي دشنت في ٢٠٢٠، بهدف دعم وتأهيل الشباب، موضحا أنه يجري إعداد الشباب داخل الأكاديمية العربية للعلوم الأمنية، لإكسابهم مهارات لإعداد الشباب لسوق العمل من ١٨ سنة حتى ٣٥ سنة.
وأوضح أنه يجري عمل دورات على ٣ محاور الأول تقني والثاني نفسي والثالث لإدارة الذات.
وقدمت سماء علي، الاخصائي النفسي، والمدربة المعتمدة من اليونسكو ومركز تعليم الكبار، ورقة عمل بعنوان "آليات تمييز السلوكيات اللاسوية العنيفة واستراتيجيات التعامل معها في الصف المدرسي.