قالت الكاتبة الأمريكية كارون ديميرجيان إن حزمة المساعدات الأخيرة التي قدمتها واشنطن لكييف تهدف إلى تمكين أوكرانيا من استعادة الأجزاء الواقعة في جنوب البلاد والتي أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية التي بدأت عملية عسكرية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وأضافت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعلنت أمس الاثنين عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى مليار دولار والتي تعد الأكبر من نوعها منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وتقول الكاتبة إن إجمالي المساعدات التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية هناك وصل إلى نحو تسعة مليارات دولار، موضحة طبقاً لما أوردته وزارة الدفاع الأمريكية أن المساعدات الجديدة تأتي في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى شن هجمات مضادة بهدف استعادة مدينة خيرسون الواقعة جنوب البلاد.
وترى الكاتبة أن الهجمات الأوكرانية لاستعادة أجزاء من الأراضي التي أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية تكتسب أهمية خاصة للحيلولة دون ضم تلك الأجزاء إلى الأراضي الروسية عن طريق استفتاءات تنوي روسيا إجراءها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وتقول الكاتبة إن الحزمة الإضافية من المساعدات الأمريكية تشمل ذخيرة لمنظومة راجمات الصواريخ "هيمارس" فضلاً عن 75,000 طلقة مدفعية من طراز هاوتزر إلى جانب منظومة مدافع هاون وصواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ أرض-جو.
وتشير الكاتبة إلى تصريحات وكيل وزارة الدفاع الأمريكية كولن كال التي يؤكد فيها أن تلك المساعدات تمثل أهمية قصوى لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية، ولاسيما في شرق أوكرانيا ولتمكينها كذلك من مواكبة التطورات في أرض المعركة في المناطق الجنوبية.
ويضيف المسؤول الأمريكي، كما تقول الكاتبة، أن القوات الروسية في أوكرانيا أصبحت تواجه صعوبات كبيرة في ساحة القتال بفضل المساعدات التي تقدمها واشنطن للقوات الأوكرانية، معبرا عن اعتقاده في نفس الوقت أن معركة استعادة مدينة خيرسون ستمثل تحدياً حقيقياً للقوات الأوكرانية.
وتوضح الكاتبة أن عامل الوقت في توفير احتياجات الجانب الأوكراني من المساعدات العسكرية يمثل أهمية قصوى وهو ما ألح عليه الرئيس الأوكراني فلودمير زيلينسكي لأعضاء الكونجرس الأمريكي الشهر الماضي حين أكد أن الوقت ليس في صالح قواته حيث يجب شن الهجوم المضاد لاستعادة الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية خلال شهر على الأكثر وقبل حلول فصل الشتاء.
وتشير الكاتبة في نهاية مقالها إلى أن القيادة الأوكرانية طالما ناشدت الدول الغربية تقديم المزيد من المساعدات المتطورة والعاجلة من أجل تمكين القوات الأوكرانية من تحقيق مكاسب في ميدان القتال حيث إن تلك الأسلحة أثبتت فاعليتها في صد العديد من الهجمات الروسية وإعاقة القوات الروسية من التقدم والاستيلاء على المزيد من الأراضي في أوكرانيا.