عالم جراحات التجميل يشهد الكثير من التطورات العلمية والطبية المذهلة، خصوصا فى الفترات الأخيرة. فنحن نسمع الآن عن عمليات تجميل كان من المستحيل إجراؤها فى السنوات السابقة، خصوصا فى الوجه، نتابع الأخبار الكثيرة والمثيرة عن جراحات التجميل، لكن لانعرف بالضبط إجابات الكثير من الأسئلة التي يعلمها المتخصصون فى هذا الحقل الطبي المهم، لذلك التقينا الأستاذ الدكتور فتحي خضير أستاذ جراحة التجميل فى قصر العيني، فى هذا الحوار لنتعرف معه على إجابات الكثير من الأسئلة التي تشغل بالكم، تعالوا إلى نص الحوار. علم جراحة التجميل شهد تطورا كبيرا فى الآونة الأخيرة.. فماهي أحدث هذه التطورات؟ - بالفعل علم جراحة التجميل فى تطور دائم، وهناك طرق وأساليب فى الجراحة اختلفت كثيرا عن الماضي، على سبيل المثال: تصليح عيوب الوجه وترهلات فى منطقة الفك والذقن، أصبحت الآن عن طريق حقن مادة الفيلر، كما أن تحديد الخط السفلي للذقن شيء مهم، لأنه يضيع شكل الترهلات البسيطة الموجودة بها، ولكن مع الأخذ بالاعتبار أن هناك فرقا كبيرا بين شكل فك الرجل وشكل فك المرأة، ففك المرأة دائما يشبه تمثال نفرتيتي فهو رمز ونموذج لجمال الوجه فى العالم كله، لأنه يضم كل مقاييس الجمال، لدرجة أن كل جراحي التجميل الأجانب لا يصدقون أن هذا هو شكل نفرتيتي الحقيقي، لأن التمثال بالفعل هو كتالوج لمقياس جمال الوجه، وهذا التمثال هو المثل الذي يحتذى به فى جراحة تجميل الوجه، ومن خلاله نعرف أن شكل فك الأنثى لم يكن عريضا على عكس شكل فك الرجل، فتعريض شكل الفك يعطيه شكلا ذكوريا وجماليا أكثر، كما أن جمال شكل الذقن عن المرأة مختلف عن شكل الذقن فى الرجل، ولو رجعنا لتمثال نفرتيتي نجد به غمازة صغيرة فى الوسط والذقن مرفوعة إلى أعلى على عكس تمثال توت عنخ أمون مثلا، فوجه الرجل شكل الذقن مختلف، فهي طويلة إلى أسفل ووضع له شعر مستعار ليبين هذا الاختلاف. هل التطور حدث فقط فى طرق جراحة التجميل أم الأجهزة أيضا شهدت هذا التطور؟ - بالطبع، الأدوات والأجهزة التكنولوجية التي نستعملها أثناء العمليات تغيرت تماما عن الماضي، أصبحت تقلل فقدان كميات كبيرة من الدم، كما تقلل الألم وتقلل فترة النقاهة. هوس عمليات التجميل الآن.. الكل يلجأ لجراحات التجميل للتخلص من الوزن الزائد، هل الجراحة أصبحت الحل السحري للرشاقة؟ - لو تقصدي عمليات نحت الجسد: فهو رسم شكل الجسم أو الشفط ذو إيضاح عال مثل شاشة تليفزيون ذات الجودة العالية التي تُظهر لنا نقطة العرق الموجودة على وجه لاعب الكرة فى المباراة، فالنحت يعني أننا نستطيع أن نشفط الجسم لدرجة أننا نظهر الأجزاء الجميلة جدا فى الجسم بمعنى أننا نرسم وسط الجسم بدقة عالية، والآن نُظهر العضلات فى صدر وبطن الرجال بشكل واضح، وكذلك منطقة المؤخرة يمكن رسمها بدائرتها، كل هذه أساليب تكنولوجية دخلت على عمليات الشفط وتطورت إلى أن وصلنا إلى ما نسميه الآن بالنحت، ولكن هذه العملية لها مميزات وعيوب، ميزاتها: هي وصول الجسم للشكل المثالي الذي يريده صاحبه، أما عن عيوبها: إنها لا تصلح للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. لماذا لا تصلح عمليات النحت للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة؟ - لأن الوصول للنتيجة المطلوبة من النحت فى شخص سمين لابد من شفط كمية كبيرة جدا من الدهون من جسمه، وهذا يمثل خطرا لأننا نعرض المريض للدخول للعناية المركزة ونقل دم، فهناك حد أقصى مسموح به لشفط الدهون من الجسم هو 5-7 لترات، أكثر من هذا يعرض حياة المريض للخطر فى عملية يفترض أنها عملية تجميلية، وليست بالعمليات الخطيرة، فالشخص الذي يصلح له عملية النحت من يزيد وزنه على الوزن الطبيعي ب10 كيلو بحد أقصى، بمعني أن شخصا وزنه المثالي 70 كيلو ووزنه الآن 80 كيلو هذا يصلح معه عملية النحت، لكن لو كان وزنه 120 كيلو فلا يصلح لإجراء مثل هذه العملية، هذا هو الهوس الذي كنت تتحدثين عنه، فهناك مرضى بأوزان كبيرة يذهبون للطبيب نتيجة الإعلانات المغلوطة ويتم شفط 13-15 كيلو دهون وتكون النتيجة دخول المريض الرعاية المركزة، وعملية النحت هي فعلا حل سحري، ولكن لو كان الشخص وصل للوزن الذي يسمح له بإجراء هذا العملية. هذا يعني أن عملية النحت فى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ليست بديلا لجراحات السمنة سواء تكميم المعدة أو تحويل المسار ..أليس كذلك؟. - ضبط النحت يكون بعد هذه الجراحات وبعد فقدان الوزن المطلوب سواء بالريجيم أو بإحدى جراحات السمنة، وهنا يدخل النحت لرسم شكل الجسم بسبب ظهور ترهلات فى الجلد، نتيجة لفقدان كميات كبيرة من الدهون. فما رأيك فى عمليات نحت الجسم عن طريق الأجهزة ؟ -ليست لها أية قيمة، كل الذي تقوم به هذه الأجهزة إبعاد المياه الموجودة فى المنطقة التي تعمل عليها لمدة ساعتين أو 3 ساعات، وبعدها تعود المياه لتلك المنطقة كما كانت؛ لأن 70% من جسم الإنسان مياه، فعندما نضع جهاز موجات صوتية أو أي جهاز آخر فيقوم بإبعاد المياه من أنسجة البطن تذهب لمنطقة الساقين والذراعين، وبعد عدد من الساعات تعود مرة أخرى لمنطقة البطن. ما الوقت المناسب لعمليات شد عضلات البطن بعد الحمل؟. - هذا يعتمد على وزن السيدة لو وزنها ليس فيه زيادة كبيرة أثناء الحمل يمكن أن تجري هذه العملية أثناء الولادة القيصرية، ولكن لو السيدة تعاني من زيادة الوزن لا تصلح لها. جروح الوجه كانت من أصعب الجروح ..هل مازالت كذلك؟ -لا، حدث تطور كبير فى آثار الجروح عامة والوجه بصفة خاصة، إخفاء جروح الوجه تصل من 80 إلى 90 % الآن. لو تحدثنا عن عمليات تجميل الحروق ..هل أيضا حدث تقدم بها؟ - بالفعل حدث تقدم ملحوظ فى جراحات الحروق وحتى الحروق القديمة يمكن التخلص منها أو إخفاء آثارها أيضا بنسبة أكثر من 80% هل مازالت النساء هن الأكثر إقبالا على عمليات التجميل أم أصبح الرجال يزاحموهن؟ - لا، مازالت النساء تحافظ على نسبتها من عمليات التجميل فمازالت النسبة 70% للنساء، و30% للرجال. ما هي عمليات التجميل التي يقبل عليها الرجال؟ - عمليات تجميل الأنف نقابلها بشكل كبير، وكذلك نحت منطقة الصدر وزرع الشعر. فى أية سن تبدأ عمليات شد الوجه .. وكم عدد المرات التي يمكن فيها شد الوجه ؟ - عادة لا نبدأ فى شد الوجه قبل سن 50 عاما، فلدينا البوتوكس والفيلر اللذان يستمران لمدة 7 سنوات، وعادة لا نجريها أكثر من مرتين فقط . متى تقول إن جراحة التجميل ضرورة لهذا الشخص؟ - أقول إنها ضرورة أثناء الحوادث، والأشخاص الذين يعانون من عيوب خلقية، والشخص الذي يكون مقاييس جماله بعيدة جدا عن مقاييس الجمال الطبيعية مثل: سيدة تعاني من زيادة وزن فى منطقة الثدي على الطبيعي، وهذه الزيادة تؤثر على رقبتها وظهرها فلابد من إجراء عملية لتصغير حجم الثدي، أو فتاة تعاني من صغر حجم الثدي مما يؤثر على حالتها النفسية وتقبل شكلها، هذه أيضا تحتاج لعملية تجميل لتكبير حجم الثدي، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من كبر حجم منطقة البطن مما يؤثر على فقرات الظهر. هل تأثرت نسبة عمليات التجميل بالكورونا؟ - فى الفترة الأخيرة الوعي زاد بعمليات التجميل، ولكن بالطبع كورونا أثرت فى نسبة عمليات التجميل، وهذا طبيعي لأنها ليست بالعمليات الضرورية التي يستلزم إجراؤها فى ظل انتشار الفيروس.